اليمن: 15 قتيلا ومئات الجرحى في تعز والحديدة لقمع المتظاهرين وتثبيت ما تبقى من أركان النظام

أكدت مصادر محلية أن القوات الحكومية الموالية لنظام الرئيس اليمني علي عبدالله صالح فتحت النار على المتظاهرين بطريقة عشوائية في مدينة تعز ما تسبب في مقتل 15 متظاهرا على الأقل وإصابة نحو 300 آخرين بجروح متفاوتة، 31 منهم أصيبوا بالرصاص الحي، فيما اصيب الباقون باختناقات جراء القنابل المسيلة للدموع، وذلك ضمن المحاولات اليائسة التي تقوم بها السلطة في اليمن لوقف تحركات المتظاهرين المطالبين بإسقاط النظام ومحاولة تثبيت ما تبقى من أركان النظام المتهالك و(الآيل للسقوط)، على حد تعبير العديد من المراقبين.
وذكرت المصادر لـ'القدس العربي' أن المتظاهرين المطالبين بإسقاط النظام تحركوا نحو مقر قيادة محافظة تعز (256 كيلومترا جنوب صنعاء) وعندما وصلوا إلى جوار المقر فتحت القوات الحكومية، من قوات الأمن المركزي والحرس الجمهوري، النار على المتظاهرين بشكل عشوائي غير مسبوق، وأطلقت عليهم القنابل المسيلة للدموع وهو ما أدى إلى سقوط هذا العدد الكبير من الضحايا، بين قتيل وجريح، حيث وصل عدد القتلى أمس إلى 15 قتيلا وأكثر من 300 جريح.
وجاءت هذه المجزرة في تعز بعد يوم واحد من مقتل 3 متظاهرين وإصابة نحو 1650 متظاهرا آخرين، بالغاز المسيل للدموع، عندما حاول متظاهرون من طلاب المدارس والجامعات التحرك نحو مقر قيادة محافظة تعز، بعد أن شعروا بالملل من المكوث في مقر الاعتصام في شارع الهريش بتعز، وحاولوا اتخاذ خطوات جديدة لتفعيل نشاطهم لإسقاط النظام عبر التحرك نحو مقر المحافظة التي تمثل رئاسة الدولة في المحافظة.
وتزامنت مجزرة أمس في تعز بمذبحة موازية لها في مدينة الحديدة، حيث هجم مسلحون بلباس مدني من أتباع النظام الحاكم، برفقة قوات من الحرس الجمهوري ومن الأمن المركزي على المعتصمين في حديقة الشعب بمدينة الحديدة، وأطلقوا على المعتصمين الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع والحجارة وأصابوا منهم قرابة 400 شخص.
وارتفعت حدة موجات الغضب في عموم المحافظات اليمنية أمس احتجاجا على ما جرى من قمع للمتظاهرين وارتكاب مجازر في كل من تعز والحديدة، التي لقيت تضامنا واسعا من قبل المتظاهرين في العديد من المدن الذين جابوا الشوارع بعد عصر أمس احتجاجا على ارتكاب السلطة لهذا المجازر وإراقة الدماء للمتظاهرين بهذه الكثافة غير المعهودة.
وكانت 3 مظاهرات كبيرة جابت شوارع العاصمة صنعاء بعد عصر أمس وتحركت من عدة مناطق صوب ساحة التغيير المجاورة لحرم جامعة صنعاء الجديدة، وانطلقت إحداها من شارع تعز عبر شارع الدائري الجنوبي والغربي وعبرت هذا الشارع الذي يمر بالقرب من المقر الرئيس لقوات الأمن المركزي وبجوار المنطقة الرئاسية التي تضم ميدان السبعين، ودار الرئاسة.
وأعلنت المعارضة اليمنية وحلفاؤها عن توجيه (نداء عاجل) لدول مجلس التعاون الخليجي وكذا للأمم المتحدة والمجتمع الدولي وطالبتهم بالتدخل السريع لوضع حد للمجازر التي يرتكبها النظام اليمني ضد متظاهرين سلميين، يطالبون بحقوق مشروعة.
وقال تكتل اللقاء المشترك لأحزاب المعارضة اليمنية، الذي يضم أبرز الأحزاب في اليمن 'وأمام هذا الوضع الخطير ومن أجل إيقاف سفك الدماء ومن أجل حق اليمنيين في الحياة، فإن اللقاء المشترك وشركاءه يتوجهون بهذا النداء العاجل إلى أشقائهم في دول مجلس التعاون الخليجي، الذين ينتظر منهم الشعب اليمني في مثل هذا الوقت العصيب، موقفاً يعبر عن معنى الأخوة والجوار والمصير المشترك الواحد'.
وقالت في ندائها العاجل الذي تسملت 'القدس العربي' نسخة منه 'يوجه اللقاء المشترك وشركاؤه نداءه إلى الأسرة الدولية ممثلة بكافة أجهزة الأمم المتحدة المعنية بحماية حقوق الإنسان والمنظمات الدولية غير الحكومية بسرعة التدخل لإيقاف الرئيس علي عبد الله صالح وحاشيته من سفك المزيد من دماء اليمنيين وقتل المجتمع المدني اليمني لمجرد خروجه للتعبير سلمياً عن آرائه ومطالبه في التغيير'.
وطالبت المعارضة اليمنية المجتمع الدولي والأجهزة والمنظمات الدولية 'باستخدام كافة الآليات الدولية التي يعول عليها إيقاف الخطر ضد السلم العالمي، وإيقاف إراقة الدماء والجرائم ضد الإنسانية وعدم تمكين مرتكبي هذه الجرائم من الإفلات من العقاب'.
وكشف نداء المعارضة اليمنية أن 'سلطات اليمن ممثلة بالرئيس صالح وأبنائه وإخوته وأبناء شقيقه والأجهزة الأمنية والعسكرية التي يقودونها، إضافةً إلى بعض المحافظين الذين رهنوا أنفسهم للمصالح الضيقة وغير المشروعة تقوم بتنظيم هجمات مخططة وممنهجة ضد التجمعات والتظاهرات السلمية وبقصد القتل العمد والإضرار بهم'.
وأضافت 'لقد نتج عن ذلك سقوط أكثر من 120 شهيداً وأكثر من 5 آلاف جريح، وهي جرائم ضد الإنسانية ولم تعد تتوفر أي إمكانية وطنية لحماية الحق في الحياة'.