لنبدأ بإنهاء انقسام اليسار

الى شباب فلسطين في أماكن وجودهم، في مخيمات اللجوء في لبنان وسوريا والاردن، في غزة والضفة الغربية، في الـ48، في المغتربات الاضطرارية، اذا كنتم ضد الانقسام، ومع الديموقراطية والحرية والشفافية السياسية والادارية، والتوزيع العادل للثروة الوطنية، (وأموال التمويل) اذا كنتم ضد الاحتلال ومع حق العودة وإقامة الدولة الديموقراطية على كامل الارض الفلسطينية، اذا كنتم مع العلمانية وفصل الدين عن الدولة فأنتم يساريون، وان كان أحدكم لم يقرأ كتابا لماركس، والبيان الشيوعي ومؤلفات لينين، اذا كنتم ضد اوسلو فأنتم يساريون.
لنترك الآن شعار اصلاح المنظمة وإجراء انتخابات ديموقراطية للمجلس الوطني وباقي المؤسسات وشأنه، لا انتخابات شرعية او قانونية في ظل الاحتلال، فهذا موضوع تحقيقه يطول، ويحتاج الى تغيير جدي في موازين القوى على المستوى الاقليمي، وتغيير سياسي في الوعي الشعبي الفلسطيني، لا اصلاح حقيقياً وجدياً في ظل قيادة متنفذة، تشتري الذمم، وتبتز الفصائل المعتمدة على المعونة الشهرية.
غادروا منطقة التعصب التنظيمي، والهتاف بفداء القادة بدمائكم، القادة الذين لم يغادروا منطق خطابهم الخشبي، فالتغيير يراد له ان تتغيروا أنتم، يحتاج الى وعيكم انتم، فأنتم المستقبل الوطني وقادة مسيرة التحرير. وحدتكم ودوركم هما الاساس. وثورة التغيير انتم قادتها، وأنتم من يبدأ شرارتها الاولى.
نعم كلنا نريد إنهاء الانقسام، لكنا لا نريد إنهاء الانقسام لتقسيم نتائج إنهاء الانقسام. نعم كلنا نريد الوحدة الوطنية، لكنا لا نريد وحدة وطنية تعيد انتاج القادة ذاتهم المنهج ذاته. يبدأ التغيير عندكم، أنتم شباب اليسار.
ألا سألتم انفسكم، كيف لمنظمات وأحزاب اليسار تريد إنهاء الانقسام وهي متشرذمة، وغير قادرة على التأثير في المسار الوطني العام. اليس الاجدى بفصائل ومنظمات اليسار ان تأخذ خطوات فورية للوحدة الاندماجية وتشكيل تيار وطني ديموقراطي ضاغط، خاصة في غياب الاختلاف السياسي الجوهري في ما بينها. اسالوا الجبهة الشعبية والديموقراطية وحزب الشعب والمبادرة الوطنية، على ماذا يختلفون؟ ستجدون ان خلافاتهم لن تقنعكم، وان هذا التشرذم «اليساري» سببه مجموعة الامتيازات المعنوية والمادية لا أكثر.
ان الفصائل اليسارية (مع احترامنا وتقديرنا للتراث النضالي لكل منها، إلا ان التراث موضوع نتغنى به ونعيش على ذكراه، الا انه على أهميته لا يحقق انتصارات ولا يغير في موازين القوى). إن هذه الفصائل تدعي تمثيلكم وتنطق باسمكم، ولها مواقعها بناء على تمثيلها اياكم. فقد آن الاوان ان تعيدوا صياغة تمثيلكم عبر فصائل اليسار، آن الاوان ان تأخذوا الامور بأيديكم وان تقرروا مصيركم عبر وحدتكم، وان تخطوا الخطوة الاولى بالتمرد على واقع الانقسام والتشرذم اليساري. أعيدوا الاعتبار لليسار عبر توحيده على الاسس التي ذكرناها أعلاه. وحدوا جهودكم، عندها فقط يبدأ ميزان القوى بالتغيير. عندها فقط تستطيعون إسقاط اوسلو، وتستطيعون اعادة الاعتبار للمشروع الوطني الفلسطيني. وحدة اليسار بقيادة شبابه في كل أماكن وجوده وتجمعاته خطوة اساس لإعادة صياغة تحالفاتنا الدولية، والبدء في اقامة تحالفات مع المنظمات التقدمية والديموقراطية في الوطن العربي وفي الغرب، بديلا من سياسات الاعتماد على الانظمة العربية والدول الاوروبية وعلى «المنظمات الصهيونية» للضغط على «دولة الكيان الصهيوني». وعلى مشاريع قرارات الامم المتحدة. فالقوى المناهضة للعنصرية الصهيونية هي من تحتاجون لتوثيق العلاقة معها، وكذلك النقابات والكنائس والاحزاب اليسارية في الغرب. فتغيير موازين القوى يبدأ من حركتكم.