«الأندبندنت»: شركات النفط وراء غزو العراق

كشفت صحيفة «الاندبندنت» البريطانية أمس عن تورط شركات النفط البريطانية الكبرى في غزو العراق في العام 2003، مشيرة الى أن الهدف الحقيقي وراء الغزو كان حصول هذه الشركات على عقود طويلة الأجل في «عراق ما بعد صدام». وقد دحضت الصحيفة بذلك كل ما نقل عن رئيس الوزراء البريطاني السابق طوني بلير في تلك الفترة من أن دخول العراق يأتي نتيجة امتلاك الرئيس العراقي السابق صدام حسين لأسلحة نووية، معتبراً نظرية وجود مؤامرة نفطية في العراق بأنها «نظريّة عبثية».
وأعلنت الصحيفة، نقلاً عن وثائق قالت إنها حصلت عليها بموجب قانون حرية المعلومات، أنه «تم الكشف مؤخرا، للمرة الأولى، عن مستندات تثير تساؤلات جديدة إزاء مشاركة بريطانيا في الحرب على العراق، والتي ادعى طوني بلير أن الهدف منها هو امتلاك صدام حسين لأسلحة دمار شامل»، موضحة أن الوثائق عبارة عن محاضر لوقائع سلسلة من الاجتماعات السرية بين وزراء بريطانيين وكبار مسؤولي شركات النفط العالمية الكبرى.
وتظهر الوثائق أنه قبل خمسة أشهر من الغزو، عقدت خمسة اجتماعات على الأقل بين مسؤولين في الحكومة البريطانيــة وممثلين عن شركتي «بريتش بتروليوم» و«ورويال داتش شـل» العمــلاقتين.
وفيما اعتبرت «الاندبندنت» أن الوثائق رسمت صورة مختلفة كليّا، أعلنت أن وزيرة الدولة البريطانية لشؤون الشرق الأوسط البارونة اليزابيث سيمونز اجتمعت بمسؤولين في «بريتيش بتروليوم» وأبلغتهم أن حكومتها تعتقد أن «شركات الطاقة البريطانية ينبغي أن تأخذ حصة من نفط العراق الهائلة واحتياطياتها من الغاز كمكافأة على مشاركة بلير الولايات المتحدة في خططها لتغيير نظام صدام».
وفي سياق متصل، أشارت الصحيفة إلى أن مدير قسم الشرق الأوسط في وزارة الخارجية البريطانية آنذاك ادوارد تشابلن ذكر في اجتماع آخر عُقد في تشرين الأول من العام 2002 «أن شركتي «بي بي» و «شل» لا تقويان على تحمل عدم الحصول على حصة في العراق من أجل مستقبلهما على المدى الطويل.. ونحن مصممون على الحصول على شريحة عادلة للشركات البريطانية خلال مرحلة ما بعد صدام».