بعد رفض السودان ترشيحه و دعم الخليج للمرشح القطري :: لعنة مبارك تهدد حلم الفقي بالوصول لمنصب امين عام الجامعة العربية

يوماً بعد يوم تحصد لعنة الرئيس المخلوع مبارك أحلام العديد من الشخصيات سواء المرشحة لمناصب وزارية أو أقليمية ودولية وفي هذا السياق تتزايد العقبات التي تواجه مصطفى الفقي مرشح مصر لمنصب امين الجامعة العربية على إثر تزايد رفض قطاعات عريضة لترشيحه سواء داخل البلاد أو خارجها..

فقد عبرت العديد من قوى المعارضة وفي مقدمتها شباب من مجلس الثورة عن رفضها ترشيح الفقي باعتباره احد رموز نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك والذي لعب دوراً بارزاً على مدار سنوات حكمه في تعضيد نفوذ مبارك ومثل حائط صد ضد قوى التغيير التي ظلت تنتاب الرأي العام في السنوات الماضية وقد تلقى الفقي ضربة قوية أمس في مشوار حشد الاصوات المؤيدة لترشيحه أمس حينما اعلنت السودان رفض ترشيحه للمنصب المرموق فقد قال سفير السودان بالقاهرة الفريق أول ركن عبد الرحمن سر الختم أن بلاده تتحفظ على ترشيح الدكتور مصطفى الفقي لمنصب الأمين العام لجامعة الدول العربية وعزا ذلك 'لأسباب يعرفها الفقي نفسه'.

وأكد سر الختم أنه أبلغ وزير الخارجية المصري نبيل العربي خلال لقائه معه أمس بوجهة نظر السودان تجاه ترشيح الفقي خلفا لعمرو موسى الذي تنتهي ولايته الثانية في ايار/مايو المقبل.

وأشار السفير إلى أن أسباب تحفظ الحكومة السودانية يعرفها الفقي نفسه، موضحا في ندوة صحافية عقدها بعد لقائه الوزير المصري أن موقف السودان ليس له علاقة بمصر ولكنه يأتي نتيجة لمواقف الفقي المعلنة في مراحل ماضية تجاه السودان.

وأكد السفير السوداني أن العربي قد تفهم وجهة النظر السودانية.. وفي سياق متصل فانتشرت على مدار اليومين الماضيين انباء داخل اروقة الجامعة العربية تفيد بان كلا من البحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة تعتزمان التخلي عن دعم الفقي لأسباب لها علاقة باحترام الدولتين لثورة يناير وصناعها الذين اعربوا عن رفضهم ترشح الفقي.

وثارت تكهنات عن احتمال ان تقوم دول مجلس التعاون الخليجي مجتمعة بالتصويت لصالح المرشح القطري لمنصب أمين الجامعة وفي القاهرة أيضاً أعرب عدد من رموز من جانبه اكد الدكتور عبد الله الاشعل احد المرشحين لمنصب رئيس الجمهورية ومساعد وزير الخارجية السابق ان الدول لا تبدي رأيها للترشيح وعند انعقاد القمة تبدي رأيها في الترشيح لانه لازال من حق الدول الاعضاء ان ترشح من تشاء وقال علينا ان نفرق بين كون الفقي شخصية مثقفة وذا توجه قومى وبين اعتباره من رموز النظام السابق.

اما بشأن الاعتراض عليه لكونه احد رموز النظام البائد لكنني ارى انه كان من وزارة الخارجية وفي فترة لم يكن فيها فجور النظام وفساده ظاهرا لذا فالاعتراض عليه غير مبرر ويرى الاشعل ان النظام البائد دمر كل الكفاءات وقتلها لذا من الصعب البحث عن بديل في الوقت الراهن داعيا لعدم فهم تصريحاته تلك بأنها لصالح الفقي وبالنسبة لترشيح سليم العوا من قبل تيار الشباب قال الأشعل لا يمكن الاخذ به لانه ليس دبلوماسياً.

فيما نفى الفقي أن يكون بينه وبين السودان أي مواقف عدائية وقال 'أنا أكثر الناس اهتماما بالسودان وقضاياه وهمومه وظللت مدافعاً عن عروبته وقوميته وفي اعتقادي كما كنت أردد دائماً إنه شعب سياسي وذكي'.

وتساءل في تصريحات صحافية أمس كيف يكون لي عداء مع دولة تعتبر توأم مصر، ووقفت إلى جانبها في مواقف عديدة على مر التاريخ، ولا تزال ركيزة أساسية لنا'، مذكرا باستضافتها للكليات العسكرية المصرية في العام 1967، وكذلك موقفها المخالف للعرب عقب توقيع مصر اتفاقية السلام في 1979، حيث رفضت قطع العلاقات مع مصر.

وأوضح الفقي أنه هو الذي قال دوما في ظل نظام الرئيس السابق حسني مبارك: إن الرئيس البشير يتميز بعفة اللسان، فمهما كان انفعاله لا يخطئ في مصر بكلمة واحدة، وهذا حديث مسجل، كما استشهد بمواقف عديدة جمعته بكبار الدبلوماسيين السودانيين، وقال الفقي: 'لا أظن أبدا أن هناك من يجادل في عشقي للسودان، وقد كنت أحد أشد المدافعين عن سيادة السودان وكرامته، أمام افتراءات المحكمة الجنائية الدولية، أضاف إذا قدر لي، وتوليت الجامعة العربية فسوف أتصف بالموضوعية'.

وتتجه الأنظار اليوم لمقر الجامعة العربية حيث من المقرر أن تقام تظاهرة ضخمة دعت إليها الجبهة القومية للعدالة والديمقراطية احتجاجا على ترشيح الدكتور مصطفى الفقي لمنصب أمين عام جامعة الدول العربية.

ودعت الجبهة جميع القوى السياسية للمشاركة في هذه الوقفة، موضحة أنها ستسعى بكل الوسائل لمنع وصول الفقي للمنصب وستدعو الجميع للوقوف في طريقه حتى يتم التراجع عن هذا القرار، مبررة موقفها بانتماء الفقي إلى النظام السابق الذي كان أحد أعوان الرئيس المخلوع لفترات مديدة.

واكدت الجبهة في بيان لها أن الجامعة تحتاج لشخصية لا تنتمي لقريب أو بعيد بالنظام الذي شهد العالم العربي في عهده أسوأ مراحل الضعف والهوان وأدانت الجبهة في البيان ترشيح الفقي، وأكدت رفضها إعادة تصدير نفس الوجوه البائدة التي كثيرا ما نافقت وانبطحت أمام الرئيس المخلوع ونظامه الفاسد إلى المشهد العربي باعتباره واجهة مشرفة يعني ان مصر لم تتغير وذلك على حد وصفه. وبينما تواصل مصر مساعيها لاختيار الفقي اميناً عاماً للجامعة العربية يسعى الرأي العام لحث المجلس العسكري وحكومة الدكتور شرف للبحث عن وجه بديل تتوافر فيه شروط التعاطف مع تطلعات الشعوب العربية وليس أنظمتها من اجل إخراج الجامعة العربية من كبوتها التي ترزح تحتها منذ عقود.



'القدس العربي' ـ