رئيس الوزراء الاردني يؤكد في مخيم البقعة إغلاق موضوع سحب الجنسيات

اكد رئيس الوزراء الدكتور معروف البخيت ان الاردن سيبقى الحليف الاساسي والاقوى والاصلب في الدفاع عن حق العودة لللاجئين الفلسطينيين انطلاقا من التزامه الاخلاقي بتنفيذ احد الشروط التي نص عليها قرار وحدة الضفتين عام 1950 بضرورة المحافظة على الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني في فلسطين.

كما اكد رئيس الوزراء اننا جميعا في هذا البلد اردنيون متساوون في الحقوق والواجبات، مضيفا ان رمزية بقاء اللاجئين محتفظين بحق العودة لا يعني عدم مساواة مع شرائح المجتمع الاخرى او معاناة من نقص في الخدمات.

جاء حديث رئيس الوزراء هذا خلال لقائه في نادي البقعـة مساء امس الاربعاء مجموعة من وجهاء واهالي مخيـم البقعـة حيث نقل لهم تحيات جلالة الملك عبدالله الثاني.

وشدد البخيت خلال اللقاء الذي حضره نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية ووزيرا الدولة لشؤون الاعلام والاتصال والشؤون البلدية ومحافظ البلقاء على ضرورة المحافظة على وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) كشاهد على عدالة قضية اللاجئين، لافتا الى ان الاردن يسعى وفي جميع الساحات الدولية ومع جميع القوى للوقوف بوجه المؤامرة الهادفة الى انهاء وتصفية (الاونروا) حتى قبل التوصل الى حل في قضية حق العودة.

واكد بهذا الصدد ان الاردن يقف بصلابة مع بقاء الاونروا ليس فقط الى حين التوصل الى حل سياسي ولكن ايضا الى حين تنفيذ هذا الحق.

ولفت البخيت الى ان عوامل التاريخ والجغرافيا املت على العلاقة الاردنية الفلسطينية علاقات خاصة منذ مئات السنين، مشيرا الى ان حركة المواطنين والتنقل بين الاردن وفلسطين كانت بالاتجاهين.

وشدد البخيت بهذا الصدد على ان الاردن كان وما يزال عروبيا وموئلا لاحرار العرب منذ نشأته ولم يكن يوما قـُطريا او منغلقا على نفسه مؤكدا ضرورة المحافظة على هذا البلد امنا ومستقرا ليبقى القلعة والجدار المتين الذي يتكىء عليه الاشقاء الفلسطينيون.

واكد رئيس الوزراء ان الوحدة الوطنية في الاردن باتت من المسلمات «ونحن نتحدث عن تماسكنا المجتمعي وترابطنا الداخلي فنحن اردنيون من اجل الاردن وفلسطينيون من اجل فلسطين».

واعاد رئيس الوزراء التأكيد على ان القضية الفلسطينية هي قضية مركزية للاردن وهي ليست قضية سياسة خارجية بالنسبة له، موضحا ان جلالة الملك هو المدافع الابرز عن القضية الفلسطينية.

وقال ان الاردن هو بلد حقوق انسان وحريات عامة، لافتا الى ان الحكومة والاجهزة الامنية تبذل كل اسبوع جهدا هائلا للمحافظة على حق الناس في ابداء ارائهم المخالفة شريطة ان لا تتعدى الثوابت وسيادة القانون والاعتداء على الممتلكات.

واطلع رئيس الوزراء اهالي المخيم على خطط وبرامج الحكومة في مجالات الاصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي والاداري والاجراءات التي تمت على هذه الصعد، مؤكدا ان الحكومة تمتلك رؤية واضحة للخطوات الاصلاحية المطلوبة للارتقاء بالمجتمع وتطويره بشكل افقي ومتوازن ليشمل مختلف المجالات.

واكد التزام الحكومة بمحاربة جميع انواع الفساد بعيدا عن اغتيال الشخصية او الاساءة لصورة بلدنا.

واستمع رئيس الوزراء الى مطالب واحتياجات اهالي المخيم مبينا ان الحكومة ملتزمة بتحقيق العدالة في الخدمات وفي توزيع عوائد التنمية على جميع المناطق .

وبشأن موضوع سحب الجنسيات اكد البخيت ان الاردن اغلق هذا الموضوع قائلا «هذا بلد الهاشميين وجلالته لا يرضى بان يكون هناك انسان اردني مظلوم داعيا اي انسان لديه مظلمة بهذا الخصوص الى مراجعة وزارة الداخلية او مراجعته شخصيا اذا تعذر عليه الامر».

وكان مدير عام دائرة الشؤون الفلسطينية المهندس وجيه عزايزة اكد ان هذا اللقاء مع ابناء مخيم البقعـة يأتي للاستماع مباشرة من سكانه لافتا الى الخدمات المقدمة لاهالي المخيمات في الاردن تاتي بتوجيهات مباشرة من جلالة الملك الذي زار المخيمات في اكثر من مناسبة.

واكد ان قضية اللاجئين الفلسطينيين قضية مركزية لكل العالم العربي وللاردن تحديدا ولذلك كان الاردن صاحب الموقف الاصلب باتجاه الدفاع عن قضية فلسطين وكانت السياسة الاردنية تركز دوما على ضرورة الوصول الى حل عادل وشامل لقضية فلسطين وانشاء الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وبما يكفل حق اللاجئين في العودة والتعويض.

وقال ان الاردن يولي اهتماما كبيرا لملف وكالة الاونروا التي نحرص جميعا على ان تبقى موجودة كمظلة شرعية حامية لمصالح اللاجئين الفلسطينيين وكتعبير انساني لقضية سياسية.

ونوه بزيارة جلالة الملك عبدالله الثاني الاخيرة لمخيم الوحدات والحوار الصريح الذي جرى مع اهالي المخيم حيث كانت التوجيهات بتقديم الخدمات والتسهيل على الناس وفق الامكانات.

وقال ان اهالي المخيمات مثل بقية نسيج المجتمع الاردني فحرصهم على الوطن اكيد نما وترعرع في نفسوهم لانهم اصحاب قضية بالاساس ويدركون معنى الوفاء والاخلاص لقضيتهم وللوطن الذي عاشوا وتربوا فيه.

وتحدث رئيس لجنة تحسين خدمات مخيم البقعة احمد العمايرة، حيث اكد ان هذه الزيارة تدل على الاهتمام الذي يوليه الاردن للمخيمات، منوها بمكارم جلالته المتواصلة لابناء المخيمات في مختلف المجالات الحياتية.

وقال ان الولاء والانتماء لدى ابناء المخيمات ثابت لا يتغير، معربا عن استنكاره لاعمال التخريب التي تسيء لسمعة الوطن، داعيا الجميع الى تغليب لغة العقل والمنطق والمحافظة على الجبهة الداخلية ونعمة الامن والاستقرار التي نتمتع بها.

وتحدث احد وجهاء المخيم، عدنان الاسمر، الذي اكد اننا جميعا بناة في مسيرة الوطن وعلينا مسؤوليات وواجبات وقال نحن لسنا اصحاب حقوق منقوصة ونتمتع بكامل حقوق المواطنة.

وأضاف نحن في المخيمات نتمسك بالهوية الفلسطينية في وجه المشروع الصهيوني وليس في وجه الهوية الاردنية، مؤكدا اعتزازهم بالقيادة الهاشمية وعلاقته بجميع مكونات المجتمع.

واكد المتحدثون ان التحديات التي تواجه الوطن تستدعي ان نقف جميعا صفا واحدا وان نحكم لغة العقل وليس العاطفة مشددين على ان الاردن هو العمق الاستراتيجي للقضية الفلسطينية.

وفي الوقت الذي اكدوا فيه حق الناس في حرية التعبير والرأي، شددوا على رفضهم الاعتداء على الممتلكات العامة وعلى رجال الامن العام، داعين الى الضرب بيد من حديد على يد كل من تسول له نفسه العبث بالوحدة الوطنية.

وقال احد المتحدثين ان الاعتصام الذي تنوي جماعة من التكفيريين اقامته في البقعة يوم الجمعة يجب ان لا يحسب على المخيم ونحن لا نقبل ان تسيء اي جهة للمخيم او تقوم بخدش وحدتنا الوطنية.

وتقدم المتحدثون بعدد من المطالب الخدمية في مجالات الصحة والتعليم والبنى التحتية مثلما طالبوا بزيادة عدد المقاعد النيابية للواء عين الباشا .

وكان رئيس الوزراء استهل زيارته الى مخيـم البقعـة بتفقد مشروع توسعة الطرق داخل المخيم واستمع الى ايجاز من مدير دائرة الشؤون الفلسطينية المهندس وجيه عزايزة حول اهمية المشروع في التسهيل على سكان المخيم وتحسين الخدمات المقدمة لهم.

وخلال جولته داخل المخيم تبادل رئيس الوزراء الحديث مع مجموعة من سكانه واستمع الى ابرز القضايا والمطالب الحياتية التي تهمهم.

كما تفقد البخيت مشروع انشاء مساكن للاسر الفقيرة وللاسر التي ازيلت مساكنها جراء عملية توسعة الشوارع حيث يتكون المشروع من 80 وحدة سكنية على ثلاث مراحل بكلفة تصل الى نحو 6 ملايين دينار. وزار البخيت احد المساكن التي تم انجازها خلال المرحلة الاولى للمشروع.