سلفيو وأبناء مخيم البقعة يتوعدون بالتصدي لمسيرة (التكفيريين) غداً

اعتبر سلفيون ووجهاء ومواطنون في مخيم البقعة أن أية مسيرة ستنطلق يوم غد الجمعة للذين يدعون بأنهم «سلفيون جهاديون» من المخيم هي فتنة ونشر الإرهاب الخوف والتطرف وتشويه لصورة أبناء المخيم.
مؤكدين ولاءهم وانتمائهم لتراب هذا الوطن ووحدته الوطنية واستقراره في ظل ظروف سياسية صعبة تعصف بالمنطقة لا مجال فيها لاستغلال حرية التعبير من أجل نشر الفتنة والخوف والرعب لدى أبناء المخيم.
وطالبوا كل المؤسسات المجتمعية من أندية ومنتديات وجمعيات خيرية وغيرها بفتح أبوابها من اجل استيعاب الشباب العاطل عن العمل وفتح الحوارات البناءة لهم وتنويرهم وإنشاء ملاعب وحدائق درءا من انحرافهم للتكفير والإجرام.
السلفي لافي الشطرات قال «أن من يسعى للخروج بمسيرة يوم الجمعة كما يشاع وفي هذه الظروف العصيبة سواء منها الداخلية أو الخارجية التي تعصف بالمنطقة لهي فتنة والعبث باستقرار حياة أبناء المخيم وأمنهم ومحبتهم فيما بينهم من جانب وفيما بينهم وبين أبناء الوطن من شتى أصوله ومنابته ودياناته».
وأضاف الشطرات «أن أبناء المخيم يعيشون في استقرار ورخاء بالرغم من الظروف الاقتصادية إلا أن عامل الأمن والأمان هو «خط أحمر» لا يقبل احد المساس به حيث أثارت فكرة الخروج لمسيرة مخاوف المواطنين والرأي العام بعد مشاهدتهم للإرهاب الذي ظهر على وسائل الإعلام واستخدام السلاح ضد أخوة لنا في أجهزة الآمن العام «.
وبين «ان هذه الإحداث قد كشفت عن أجندات غوغائية ودسائس إجرامية غير معهودة ودخيلة على السلفية التي تقوم على العلم والحكمة والحلم والرحمة وهذا الإرهاب لن يمر من داخل المخيم ليستغل أبناءه وشبابه وفكره من اجل نشر التكفير فيه». أما السلفي محمد المنشاوي فرفض أية تسمية لهؤلاء تقرن بالسلفية سواء سلفية جهادية أو غيرها وقال «هذا ظلم كبير بينما هؤلاء هم بلطجية حيث أن المنهج السلفي لم يقم على التكفير والتنفير والتفجير وانما على الحوار والاقناع والمحبة والتواصل وتقديم المساعدة» .
واكد «ان هذه الفئة لا تمت للتيار السلفي بصلة لا من قريب ولا من بعيد وهؤلاء ليسوا إلا عبارة عن عصابة مجرمة عندهم غلو وتعصب تعمل على تكفير الناس».
وبين المنشاوي ان مجرد نشر الاشاعة بتوجههم للخروج بمسيرة قد اثار مشاعر المواطنين .. وسنعمل على محاربة ووأد هذه الفتنة والتصدي لهم «.
واضاف المنشاوي «ان المزاج العام في المخيم وتحديدا اصحاب العلم منهم قد اثارهم هذا التوجه كما اثار المواطنين البسطاء» مستهجنا تكفير الناس وحمل السيوف وتهديد امن المواطنين واستقرارهم ومصادر رزقهم والاعتداء على رجال الامن العام .
واضح المنشاوي ان مجرد خروج هذه المسيرة بحمل السيوف والاعلام السوداء ومشاهدة ابنائنا لهم سيكون منفرا لمثل هذا الفكر والتطرف والارهاب وهذا السبب الرئيسي لنفور الناس وحقدهم وتوعدهم بالتصدي لهؤلاء ومنعهم اينما كانوا واينما تواجدوا.
اما السلفي الدكتور باسل الجوابرة فقال «ان هؤلاء تكفيريين ولن يخرجوا من جحورهم حيث تطوع اناس من ابناء العشائر والقرى والمناطق النائية ومن المخيمات ومن المدن الرئيسية لمنعهم من الخروج واللتصدي لهم حفاظا على الامن والاستقرار والوحدة الوطنية «.
واضاف الجوابرة «ان دعوة هؤلاء التكفيريين للمسيرة جاءت بعد فشلهم في الانخراط بالحياة العامة ونبذهم من قبل المجتمع ، وهم يبحثون الان عن تصدير أزمتهم الى الشارع وتحريضه ونشر الفتن والخراب والمشاجرات التي لن تكون الا حربا عليهم».
وبين الجوابرة» إننا في مخيم البقعة ومن مختلف الشرائح والفئات والمستويات والسلفيين تحديدا مع امن هذا المخيم واستقراره ووحدته الوطنية والايمان بالقضية الفلسطينية والحفاظ على تراب الاردن الطهور والسير خلف قيادته الهاشمية التي لم تخذل شعبها يوما».
واضاف «ان ابناء المخيم تربطهم علاقة الدم والمصاهرة والقربى والإخوة الصادقة مع بقية ابناء الشعب الاردني وهذه العلاقة اتت عبر عشرات السنين ولن نسمح لعدد قليل وفئة ضالة بإثارة مثل هذه النعرات حتى لو كانت على أجسادنا».
أما السلفي الدكتور محمود المهر فدعا أبناء المخيم الى الوعي وعدم الانجرار خلف هؤلاء الذين يحملون الخناجر وهم خارجون عن ملة محمد وحكم السلطة واحترام الدين والحاكم والتي انتهجتها السلفية الحقة.
وأضاف المهر انه من الأولى خروج مسيرة كبرى تأييدا للهاشميين ولنعمة الأمن التي نتظلل بها ونعمة الوضع الاقتصادي والعدالة التي لا تفرق بين أبناء المخيمات والقرى والبادية والأغوار والأقليات ومن إتباع الديانة المسيحية.
وحمل المهر جميع المؤسسات المجتمعية من أندية وجمعيات ومنتديات وغيرها مسؤولية كبيرة في بطالة الشباب وفراغهم السياسي وذلك بإغلاق أبوابها لاحتوائهم وعمل برامج توعوية وعلمية وثقافية ورياضية وفنية هادفة لملء الفراغ لديهم من خلال محاضرات ورحلات ترفيهية وسياحية وثقافية لكافة مناطق وسكان المملكة من اجل تجذير المحبة لهذا الوطن والتواصل والترابط بين الشباب الأردني وعدم استغلال فراغه من قبل إرهابيين ومتطرفين .
وأكد عدد من أبناء المخيم ومنهم الفنان وجيه جبارات وصبري العايدي وابوغازي العجوري بأنه لن يجرؤ أي كان على جر أبناء المخيم الى فتنة ومسيرات مشبوهة لا علاقة لها بإصلاح او قضية تهم المواطنين.
وقالوا أن هناك توافقا بين ابناء المخيم على نبذ هؤلاء المتطرفين , مشيرين الى ان إدارات المدارس قد باشرت في توضيح مخاطر وشرور هؤلاء لأبنائنا الطلبة من اجل عدم الانجرار خلف هذه الافكار المتطرفة.
يذكر ان عدد سكان مخيم البقعة يصل الى 100 الف مواطن يقع على مساحة 16 كيلو متر مربع ومقسم الى خمس مناطق.