جهاد الخطيب: دخل موسوعة 'غينيس' الفلسطينية.. من معاناته الطبية

يدخل الفلسطيني جهاد أكرم الخطيب موسوعة "غينيس" الفلسطينية من باب المعاناة الطبية، إذ أجرى نحو عشر عمليات جراحية وبقي في غرفة العناية الفائقة شهر ونصف في رحلة علاج إمتدت لمدة عامين بين ثلاث مستشفيات في صيدا والحبل على الجرار.. لينوء بكلفة العلاج التي بلغت أكثر من 60 مليون ليرة لبنانية دفع.. منها نحو عشرين وما زال عليه أربعين منها لا قدرة لذويه على سدادها.

جهاد الذي يقطن في مخيم عين الحلوة حكايته مثل "الحلم" بل "الكابوس المرعب" الذي ظهر فجأة في حياته ليقلبها رأسا على عقب، اذ كان يمارس هواية كرة القدم فوقع على قدمه، قبل ان يشعر بألم وورم فيتم نقله الى احدى المستشفيات وتبدأ رحلة العلاج لمدة ثلاثة ايام جرى خلالها شفط "المياه" منها بطريقة خاطئة، فينقل الى مستشفى اخرى لمدة اسبوع خضع خلالها الى عملية جراحية، قبل ان يستقر في مستشفى حمود الجامعي في صيدا حيث تلقى العلاج المناسب، فبقي لمدة شهر ونصف في غرفة العناية الفائقة يعاني من التهابات حادة في العظم والدماء ويخضع لنحو عشر عمليات جراحية وما زال بحاجة الى أخرى.

يقول جهاد بأسى، لم أكن أتوقع ان يحصل معي هذا، ظننت أنها مجرد وقعة وينتهي الأمر، ولكن الرياح تجري عكس ما تشتهي السفن، تطور الأمر الى عمليات جراحية ونتيجة شدة الالتهابات تفتت العظم وقصرت القدم عن الاخرى 7 سم، فخضعت لعمليات جراحية وها انا اعاني من قصر في القدم بحدود 3 سم.

واضاف جهاد وهو يتكأ على عكازين "لم استسلم للمرض واليأس، لقد تغلبت عليه بالارادة القوية رغم الظروف النفسية والمادية الصعبة، يكاد المريض الفلسطيني يموت في زوايا المنزل بصمت او لا احد يسمع أنينه او يضطر للتسول من اجل تأمين نفقة العلاج، موضحا ان "والدي يعمل بالطلاء وليس بمقدوره ان يدفع كامل المبلغ، ساعدتنا وكالة "الاونروا" و"منظمة التحرير الفلسطينية" بمبلغ زهيد وبقي علينا نحو اربعين مليون ليرة لبنانية، انني أناشد اصحاب القلوب الرحيمة مد يد العون".

وأكد جهاد الذي خضع لعملية جراحية قبل فترة وركب جهاز في قدمه "لقد تعلمت الدرس الاول في الحياة، علمني المرض ان اقاوم الجهل واعطاني المزيد من الاصرار والتصميم على مواصلة تعليمي بعدما توقفت عن الدراسة لمدة عام كامل لانه السلاح الذي يمكن ان يخلصني وعائلتي من حياة البؤس والفقر والعذاب وفي كل الاحوال لم اعد قادرا على العمل الصعب، اريد وظيفة سهلة بعد الانتهاء من الدراسة كي اساعد والدي واسرتي ونعيش حياة كريمة، املا ان يتعافى .

اتفاق الحسم

ويؤكد الوالد أكرم الخطيب انه أبرم اتفاق مع ادارة المستشفى لكي يغادرها جهاد ويقضي بان يعمل لديها بالطلاء على مدى سنوات على ان تحسم كل اسبوع نصف ما يستحق من مال، قبل ان يردف "لدي اسرة مؤلفة من 6 اشخاص وكامل المبلغ لا يكفي لحياة مستورة في خضم الازمة الاقتصادية الخانقة وفي ظل الغلاء وارتفاع الاسعار والحرمان من الحقوق فكيف الحال بنصفه".

وقال: يؤلمني ان يشعر الفلسطيني وخاصة المريض انه مواطن من الدرجة الثانية، لا حقوق له، عليه فقط واجبات واذا مرض يتمنى الموت على التسول وذل السؤال انه شعور صعب.

------------
يذكر انه قبل اسابيع وبعد وفاة ثلاثة مرضى وتحت ضغط التحركات الفلسطينية الاحتجاجية، اعلنت وكالة "الاونروا" انها رفعت تغطيتها للاستشفاء المتخصّص الذي تقدّمه للاجئين الفلسطينيين في لبنان من 30% الى 40% ابتداءً من الاول 2011 وذلك بفضل الجهود التي استقطبت المزيد من التمويل المالي، في وقت يعيش نحو 280000 لاجئ فلسطيني في لبنان ويستفيدون من الرعاية الصحية الاولية والخدمات الاستشفائية التي تقدّمها الوكالة وتعتبر "الاونروا" الجهة الرئيسية التي تقدّم الخدمات الطبية للاجئين الفلسطينيين وهي تدير 28 مركزاً صحياًً داخل المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان، وتقدّم فيها الرعاية الصحية الاولية مجانا بما في ذلك المعاينة الطبية والادوية الأساسية.