احتفلت جبهة التحرير الفلسطينية بمناسبة يومها الوطني ، بمهرجان سياسي حاشد في قاعة الشهيد عمر عبد الكريم في مخيم البرج الشمالي ـ صور ، وتقدم الحضور ممثل سفارة فلسطين ابو خضرا ، وعضو المجلس الثوري لحركة فتح جمال اشمر ، ، وعضو المكتب السياسي لحركة امل عباس عباس وعضوا اللجنة المركزية للحزب الشيوعي اللبناني انور ياسين وكايدد بندر وقيادات القوى والاحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية واعضاء من المجلس البلدي والاختياري وعدد كبير من الفعاليات الوطنية وحشد جماهيري.
وبعد الوقوف دقيقة صمت وعزف النشيدين اللبناني والفلسطيني ، رحبت عريف الاحتفال نيفين عباس بالحضور وقالت ان جبهة التحرير الفلسطينية حاربت بالسلاح والقلم والكلمة ، ودافعت عن حقوق الشعب الفلسطيني وقدمت العديد من الشهداء وعلى راسم القائد الشهيد الامين العام ابو العباس ، وما زالت حتى هذه اللحظة تتطلع الى ممارسة كافة اشكال النضال من اجل العودة والحرية والاستقلال واقامة الدولة الفلسطينية بعاصمتها القدس، وقد القيت في الاحتفال عدة كلمات .
ـ والقى كلمة الاحزاب والقوى اللبنانية عضو المكتب السياسي لحركة امل عباس عباس فوجه التحية الى كل المناضلين الشرفاء في جبهة التحرير الفلسطينية وقيادتها، وقال ونحن نشارك هذه الفرحة ، حيث شكلت المقاومة اروع ملاحم الصمود البطولي على ارض فلسطين ولبنان ، واضاف قائلا ان ما يحصل من متغيرات على صعيد الوضع العربي سوف تدب فيه الحياة ، وننشد الاعنية الجميلة التي سنغنيها معا من اجل فلسطين ، واشار الى الانقسام الفلسطيني الذي المنا جميعا داعيا الى الوحدة الوطنية الفلسطينية، وقال لقد اكد سماحة السيد الامام المغيب موسى الصدر ان اسرائيل شر مطلق ويجب مقاومتها حتى تحرير القدس .
ـ كلمة منظمة التحرير الفلسطينية القاها عضو المجلس الثوري لحركة فتح جمال اشمر ، اكد فيها ان النضال الفلسطيني يرتقي الى النضال الاممي ، وهذا الحضور مزعجا للصهاينة ، ونحن نتنظر فك الحصار عن قطاع غزة ، واشار الى اغتيال المناضل الاممي الناشط الاوروبي فيكتور اريغوني، ونسأل لمصلحة من اغتيال هذا المناضل الذي اتى ليدافع عن القضية الفلسطينية ، ولا يمكن القبول والسكوت علي هذه الجريمة، ويتوجب علينا العمل من اجل وقف هذه الاعمال لانها خطيرة على الوضع الفلسطيني ، وتتطرق الى موضوع انهاء الانقسام وقال الانقسام مرفوض ونحن جادين بالعمل من اجل انهائه ، ولم نترك مبادرة الا وذهبنا اليها لان الوحدة الفلسطينية هي خيارنا ، بل هي قدرنا ، وانهاء الانقسام هو مصلحة فلسطينية ، واكد على الحقوق المدنية والاجتماعية للشعب الفلسطيني في مخيمات لبنان حتى العودة ، وهنأ جبهة التحرير الفلسطينية بذكرى انطلاقتها ووحيا شهدائها على راسهم الشهيد القائد ابو العباس الذي اغتالته الايادي الصهيونية والامريكية في العراق .
ـ كلمة جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية والقوي اليسارية العربية القاها عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي اللبناني الاسير النحرر انو ياسين حيا في بدايتها شهداء جبهة المقاومة الوطنية الذين سمحوا لي بالتحدث بمناسبة اليوم الوطني لجبهة التحرير الفلسطينية ، وشدد على التكاتف بين كافة القوى اللبنانية والفلسطينية ، وراى ان الانقسام الذي ينخر جسمنا الوطني المقاوم يجب الخروج منه ، وتطرق الى الحقوق المدنية والاجتماعية للشعب الفلسطيني والتي ندعمها بقوة كونها حق انساني لشعب يتطلع الى الحرية والعودة الى دياره ، ونقل في ختام كلمته تحيات وتهنئة قيادة الحزب الشيوعي اللبناني لجبهة التحرير الفلسطينية وامينها العام الدكتور واصل ابو يوسف ، وحيا شهدائها كافة وفي مقدمتهم الشهيد القائد ابو العباس .
والقى كلمة جبهة التحرير الفلسطينية عضو مكتبها السياسي عباس الجمعة حيا في بداية كلمته الحضور ، ونقل تحيات قيادة وكوادر ومناضلي الجبهة ، وقال نقف اليوم في مناسبة وطنية عظيمة اليوم الوطني لانطلاقة جبهة التحرير الفلسطينية هذه الجبهة التي قدمت ثلث مكتبها السياسي ولجنتها المركزية وفي مقدمتهم فارس فلسطين القائد العملاق الشهيد الامين العام ابو العباس ورفاقه القادة الامناء العامين طلعت يعقوب وابو احمد حلب ورفاقهم القادة سعيد اليوسف وابو العز ومروان باكير وحفطي قاسم وابو العمرين وجهاد حمو وابو عيسى حجير وابو كفاح فهد وابطال العمليات النوعية التي شكلت مدرسة كفاحية لجبهتنا بمواجهة العدو الصهيوني ,وكل الشهداء الفلسطينيين والعرب الذين انتموا اليها وقدموا أرواحهم في سبيل فلسطين.
وبهذه المناسبة المجيدة نستذكر قادة عظماء سطروا بدمائهم وأرواحهم، القضية الفلسطينية، وفي مقدمتهم الرئيس الرمز الخالد ياسر عرفات وكل شهداء فلسطين وحيا شهداء لبنان الشقيق وشهداء حركة التحرر العربية والعالمية ، وكل قطرة دم نزفت في سبيل قضايانا الوطنية والقومية على طريق الحرية والاستقلال والعودة ...
واشاد بصمود أسرى الحرية من فلسطينيين وعرب في سجون الاحتلال الصهيوني ومعتقلاته ، وقال إن موقعهم في القلب والوجدان ، إن الصبح آتٍ بلا ريب، ونحن نكرم بمناسبة اليوم الوطني لجبهتنا رواد من الاسرى المحررين الابطال ، وهذا التكريم نهديه الى اسرانا نهديه الى اسرانا الابطال وفي مقدمتهم عميد اسرى الجبهة محمد التاج ورفاقه وشادي غالب أبو شخيدم ،ووائل حجازي أبو شخيدم ،و معتز محمد الهميوني، وجميعهم محكومين بالسجن المؤبد (6) مرات ، والى المناضل الصامد القائد أحمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ,وإلى القادة المناضلين مروان البرغوثي وابراهيم ابو حجلة والشيخ محمد السعدي والشيخ حسن يوسف وباسم الخندقجي , وكل الأسرى والمعتقلين القابعين في السجون والمعتقلات الصهيونية دون استثناء.
وقال ان اليوم الوطني لجبهة التحرير الفلسطينية حمل العديد من المعاني, حيث راكمت الجبهة عبر مسيرتها تجارب غنية فيها العديد من المزايا .، وهي كانت ومازالت حارسة الوحدة الوطنية الفلسطينية, والداعية إلى التمسك بالثوابت, مهما اشتدت المؤامرات والعواصف, ومهما كان حجم الهجمة الصهيونية ـ الأمريكية على المنطقة، ذلك لقناعتنا العميقة بأن صمود شعبنا هو أقوى من كل المؤامرات.
وراى ان اليوم الوطني المجيد شكل مدرسة كفاحية حيث استخدمت جبهتنا كافة الاساليب النضالية الفعالة وكانت عملياتها في الخالصة ونهاريا وبرختا والطيران الشراعي والمنطاد واكيلي لور والقدس البحرية والقدس الاستشهادية والعديد من العمليات البطولية التي اشرف عليها الشهيد القائد المناضل ابو العباس ورفاقه دربه القادة سعيد اليوسف وابو العز حيث شكلت هذه المحطة الرائدة في مسيرة الكفاح الوطني التحرري الذي يخوضه الشعب الفلسطيني، تقطة تحول هامة في مجريات الصراع مع الاحتلال ، ونحن اليوم نكمل بوصاياهم وحفظ الامانة التي أورثوها لنا ، حيث قدموا دمائهم الزكية على درب تحرير فلسطين ، وها هي جبهتنا تتمسك بخيارات الوحدة والمقاومة الوطنية والصمود وتوحيد الشعب والاستمرار في النضال من اجل تحرير الارض والانسان .
وتطرق الى ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من عدوان وامعان من قبل حكومة الاحتلال العنصرية في مخططاتها التهويدية لطمس القدس ومعالمها التاريخية والحضارية والإنسانية , بما في ذلك مقدساتها الإسلامية والمسيحية , واستحضار "القوانين " والقرارات بالاقتلاع والهدم وإقامة المعازل التي تحاصر التجمعات السكانية وتقطع أوصال مناطق الضفة الغربية , وفيما يستمر الحصار الجائر الظالم لأهلنا في قطاع غزة , في تحد جنوني لكل القوانين والمواثيق الدولية وبحماية وغطاء من قبل الادارة الأمريكية التي طالبت باسقاط تقرير غولدستون من جدول اعمال الامم المتحدة , الأمر الذي جعل هذا الكيان الصهيوني يتصرف باعتباره (دولة ) فوق القانون الدولي ،وقد شكل التدخل الأميركي ـ الصهيوني على الدوام سيفاً مسلطاً وضاغطاً على الحالة العربية والفلسطينية للإبقاء على حالة الانقسام , وفق اشتراطات وإملاءات سياسية تصفوية تستهدف الحقوق الوطنية المشروعة لشعبنا.
واشار ان شعب فلسطين يتطلع الى وقف حالة المناكفة، والانقسام، وتعزيز الوحدة الوطنية،والتقاط اللحظة الثورية العربيّة، ومن هنا نؤكد على اهمية مبادرة الرئيس محمود عباس لانهاء الانقسام وتشكبل حكومة تكنوقراط، تحضّر لانتخابات رئاسية، وتشريعية وتنفيذ اعلان القاهرة من اجل اجراء انتخابات للمجلس الوطني الفلسطيني، شعبنا بخبرته بات على يقين بأن الوحدة الوطنية تنطلق من الهدف الجامع للشعب الفلسطيني، ومن احتفالنا هذا ندعو شباب فلسطين وجماهير شعبنا الى استمرار الحراك الشعبي لانهاء الانقسام.
وقال ان الجماهير العربيّة كلها تريد الحريّة ، في وقت نحن نعيش حالة الانقسام وشعبنا تحت الاحتلال، ينظر بلهفة وفرح للحدث الثوري العربي التغييري، والذي لا تغيب عنه فلسطين، فهي في جوهره ، وفي كل نقطة دم ينزفها جسد شاب وفتاة على الأرض العربيّة التي تنشد للحريّة ،وتنشد لحرية فلسطين.
واكد إن رهاننا كان دائماً على الوحدة الوطنية والمقاومة بكافة اشكالها ، فالمقاومة حق مشروع لكل الشعوب التي تتطلع إلى الحرية والاستقلال, وقد علمتنا التجارب على مدى التاريخ أن المقاومة الوطنية بكافة اشكالها لابد أن تحقق أهدافها في إنهاء الاحتلال، ومن هنا يجب أن نتمسك بجوهر القضية الفلسطينية يتمثل في حق العودة , وإذا كان الأعداء يسعون إلى شطب حق العودة, فهم بالتالي يحاولون شطب القضية الفلسطينية, وقضية العودة هي مركز إجماع للشعب الفلسطيني وتشكل عنصر لقاء, فتعالوا نحمي حق العودة من كل محاولات الشطب ، ونبحث في وسائل تطوير المقاومة بكافة اشكالها ووضع استراتيجية وطنية وكفاجية.
ورأى ان اختطاف وقتل المتضامن الايطالي فكتور في قطاع غزة اساءة خطيرة لنضال وكفاح الشعب الفلسطيني، واعتبر ذلك يمثل جريمة اخلاقية ووطنية بكل المعاييران ، لان هذه الجريمة لا تمت بأي صلة لتاريخ الشعب الفلسطيني وأخلاقه وقيمه والى ديننا الحنيف الذي يتستر به البعض.
وقدر مواقف لبنان الشقيق بوقوفه ودعمه لحقوق الشعب الفلسطيني ، واكد بان الشعب الفلسطيني في لبنان متمسك بحق العودة ويرفض التوطين ويؤكد وقوفه الى جانب وحدة لبنان وعروبته ومقاومته وسيادته ، وينشدون دعم نضالهم لاقرار الحقوق الانسانية. وفي مقدمتها حق العمل ،والاسراع في اعادة اعمار مخيم نهر البارد، وتمنى على الحكومة اللبنانية المقبلة وجميع الكتل النيابية ان يأخذوا بالاعتبار اوضاع الفلسطينيين في لبنان التي تزداد صعوبة يوما بعد يوم. وبالتالي التعاطي مع الفلسطينيين في لبنان وقضيتهم الانسانية .
ووجهة التحية الى القوى والأحزاب العربية والى الاحرار في العالم خصوصاً في أميركا اللاتينية, في فنزويلا والأرجنتين ونيكاراغوا وكوبا, وإلى الذين يؤيدون الحق العربي والتضامن مع قضايا أمتنا العربية ويقفون إلى جانبنا، وأصحاب الضمير الإنساني في العالم الذين ينتقدون الممارسات الصهيونية الإجرامية, وجيا الشعب الفلسطيني في المناطق المحتلة عام1948 ,الذي يقاوم العنصرية الصهيونية بكل الوسائل المتاحة, والى اهلنا الصامدين في القدس, و بيت لحم, وبيت جالا ورام الله والخليل ونابلس وجنين وغزة وفي كل بقعة من أرض فلسطين الحبيبة وفي كافة اماكن اللجوء والشتات.
وتوجه بالتحية والتهنئة من القلب إلى جميع الرفاق قيادة وكوادر واعضاء وأصدقاء الجبهة بهذه المناسبة الوطنية العظيمة.
وتخلل المهرجان تكريم عدد من الاسرى المحررين من سجون الاحتلال الصهيوني .