«ويكيليكس غوانتانامو»: أميركا على علم بمئات المعتقلين الأبرياء

كشـفت وثائـق نشـرها موقـع «ويكيليكــس» أمــس أن الولايـات المتحدة احتجزت لسـنوات مئـات السجناء الأبرياء أو الذين كانوا يشـكلون تهديـدا بسـيطا في سجن «غوانتانامو» في كـوبا، لكنهـا في المقابل أفرجـت عن معتقلين يشكلون «خطرا كبيرا».
وقد ألقت أكثر من 800 وثيقة سريّة الضوء على كيفية تقييم مدى خطورة بعض المعتقلين على الولايات المتحدة، علماً بأن المستندات السرية ليست سوى تقييمات استخباراتية لكل من المعتقلين الـ779، الذين احتجزوا في السجن العسكري منذ العام 2002، وفق ما ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية.
وكتبت الصحيفة، نقلا عن الوثائق، أن البعض اعتقل استنادا إلى معلومات غالبا ما كانت غير صحيحة، خصوصا عندما تم الحصول عليها من سجناء مرضى أو تحت التعذيب.
وبحسب صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية فإن 220 سجينا فقط يجب أن يعتبروا كمتطرفين خطيرين، من بينهم 35 تمّ تأهيلهم على يد دعاة متطرفين في بريطانيا، في حين أن 380 لم يكونوا سوى ناشطين ينتمون إلى حركة طالبان أو زاروا أفغانستان، فضلاً عن 150 سجينا على الأقل، أبرياء. وقد اعترفت الولايات المتحدة بأن 150 أفغانيا وباكستانيا على الأقل كانوا من المزارعين أو الرعاة الأبرياء.
إلى ذلك، ضمّ السجن معتقلين مسنين ومراهقين، ومنهم أفغاني بالغ من العمر 89 عاما يعاني من الخرف أمضى هناك أكثر من عشرة أشهر، ومعتقل لم يكن قد بلغ الرابعة عشرة. وبحسب «لوموند» الفرنسيّة فإن «عددا من القاصرين سجنوا في غوانتانامو في حين انه لم تكن لديهم أي علاقة بطالبان».
وفي المقابل، تنقل الوثائق قضية الإفراج عن «متطرف» في العام 2004 وهو عبد الله محسود بعد أن أقنع محاوريه بأنه جُنّد بالقوة ولا يطرح تهديدا. وبعد الإفراج عنه، نظّم هجمات عدة ضد القوات الأميركية، وحظي بتهنئة علنيّة من بن لادن عليها.
ونقلت صحيفة « الباييس» الإسبانية أن من بين المعتقلين مرضى يعانون من الفصام وجنون العظمة والاكتئاب وإدمان المخدرات وغيرها من الاضطرابات الحادة.
من جهة أخرى، كشفت وثيقة نشرتها صحيفة «ديلي تلغراف»، أن العقل المدبّر لاعتداءات 11 أيلول خالد شيخ محمد قال لمستجوبيه إن تنظيم القاعدة خبأ قنبلة نووية في أوروبا، ستفجر وتسبّب «كارثة نووية» إذا أسر أسامة بن لادن أو قتل.
أما الاستخبارات الباكستانية فتبيّن أنها مصنفة أميركياً ضمن المجموعات الإرهابية. وقد اعتبر المسؤولون عن عمليات الاستجواب في «غوانتانامو» هذه الأجهزة، التي يشتبه بأنها قريبة من طالبان، بأنها مجموعة إرهابية على اعتبار أن العلاقات بين السجناء وهذا الجهاز قبل العام 2003 تعدّ دليلا قاطعا على الشراكة مع طالبان أوالقاعدة.
إلى ذلك، نشرت صحيفة «هآرتس» العبرية أمس إحدى برقيات وثائق ويكيليكس التي تشير إلى أن السلطات الأميركية تعتقل 20 فلسطينياً من الضفة الغربية وقطاع غزة في «غوانتانامو» بتهمة الانتماء للقاعدة.
وقالت الصحيفة إن بعض هؤلاء السجناء مسجلون في خانة «خطرين للغاية»، حيث حاول عدد منهم الانتحار وهم يعانون من اكتئاب متواصل، فيما أشارت البرقية إلى أن بعضهم وافق على الاعتراف بالتهم المنسوبة إليه وحتى التعاون مع المحققين بعد تأكدهم من أن واشنطن لن تسلمهم إلى «إسرائيل».