معارك عنيفة للسيطرة على ميناء مصراتة ومواجهات في مدن الجبل الغربي واشنطن ولندن لتكثيف الضغوط على القذافي وموسكو ترفض استهدافه

تعتزم بريطانيا والولايات المتحدة تكثيف الضغوط العسكرية على الزعيم الليبي معمر القذافي، فيما يواصل الجيش الليبي حصاره الدامي لمدينة مصراتة وشن أمس معارك عنيفة للسيطرة على ميناء المدينة في حين انتقد رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين استهداف الحلف الاطلسي للقذافي·

وفشلت الهجمات الجوية التي تشن في إطار مهمة حلف الاطلسي بقيادة بريطانيا وفرنسا منذ ما يزيد على شهر في إزاحة القذافي أو في تحقيق مكاسب كبيرة للمعارضة المناهضة للحكومة التي تسيطر على مناطق كبيرة في شرق ليبيا مما يثير مخاوف من حدوث حالة من الجمود تدوم لفترة طويلة·

وقد اجتمع وزير الدفاع البريطاني ليام فوكس ورئيس الاركان الجنرال ديفيد ريتشاردز مع وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس والاميرال مايك مولن رئيس الاركان في واشنطن

· وقال مصدر في وزارة الدفاع <سيدور الاجتماع حول كيف يمكننا أن نمارس ضغوطا عسكرية على النظام بما في ذلك على القدرة العسكرية ومصادر دعمها - أي الذين يضغطون على الزناد ليقتلوا المدنيين في مصراتة والذين يدعمونهم>·

بوتين ينتقد

وفي موقف بارز، انتقد رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين أمس بشدة التحالف الغربي الذي يفرض منطقة حظر للطيران فوق ليبيا قائلا بأنّه لا يملك تفويضا يسمح له بقتل القذافي·

وفي انتقاد حاد للغرب قال بوتين إنّ التحالف تخطى حدود قرار مجلس الامن الدولي واخذ موقفا ضد القذافي الذي قال إنّ أفعاله لا تبرر التدخل الاجنبي·

وأضاف خلال زيارة للدنمرك <قالوا انهم لا يريدون قتل القذافي· والآن يقول بعض المسؤولين·· نعم·· نحن نحاول قتل القذافي·· من الذي سمح بهذا·· هل كانت هناك أي محاكمة·· من الذي انتزع حق اعدام هذا الرجل··>·

ووصف القذافي بأنه ملك لكنه قال ان هذا الشكل من أشكال الحكم> يلائم بوجه عام عقلية الشعوب> في المنطقة·

وأضاف بوتين في مؤتمر صحفي مع نظيره الدنمركي <انهم يدمرون البنية التحتية للبلاد بالكامل وفي حقيقة الأمر فإنّ أحد الطرفين المتحاربين يهاجم تحت غطاء الطائرات>·

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس ان روسيا لن تدعم اي قرار دولي جديد بحق ليبيا ينص على استخدام القوة·

ونقلت وكالة ريا نوفوستي عن لافروف تأكيده أنّه في حال كان هناك قرار دولي جديد يؤدي <الى تصعيد الحرب الاهلية وينص على استخدام القوة، فانه لا يمكننا دعمه>·

أما إذا نصّ القرار <على الوقف الفوري لاعمال العنف ودعوة طرفي النزاع الى الجلوس الى طاولة المفاوضات فإنّ روسيا ستدعمه بشكل كامل>، على حد قول لافروف·

الأطلسي ينفي

من جهته، نفى الأطلسي أمس أن يكون استهداف القذافي شخصيا خلال الغارة التي شنّها الاحد على مكتب الزعيم الليبي الواقع في مقر إقامته الواسع في باب العزيزرية في العاصمة الليبية·

وقال الجنرال الكندي شارل بوشار، قائد عملية الحلف الاطلسي ان مهمة الحلف في ليبيا تنص على حماية المدنيين، وليس فرض تغيير للنظام·

وبحسب الجنرال فإنّ غارة الاحد استهدفت مركزا للاتصالات في وسط طرابلس كان ينسق الهجمات على المدنيين الليبيين·

من جهتها، أعلنت متحدثة باسم الاطلسي عن أنّ الحلف ينوي إرسال ممثل الى مدينة بنغازي معقل الثوار في ليبيا لإجراء اتصالات سياسية مع المعارضة لنظام العقيد معمر القذافي·

وقالت كارمن روميرو لوكالة فرانس برس في بروكسل ان <الحلف الاطلسي يبحث في اقامة نقطة اتصال مدنية في بنغازي> من اجل <تحسين وتعزيز العلاقات السياسية مع المجلس الوطني الانتقالي>·

مصراتة

ميدانيا، أبلغ متحدث باسم المعارضة الليبية رويترز امس بأن مقاتلي المعارضة في مدينة مصراتة يخوضون معركة ضارية مع القوات الحكومية التي تسعى للسيطرة على الميناء وقتل ثلاثة من ابناء المدينة·

وقال المتحدث، ويدعى عبد السلام هاتفيا <قصفت قوات القذافي الميناء اليوم· ودمر القصف عدة سيارات تويوتا هناك ومخزنين للمعدات الكهربائية والالكترونية>·

وأضاف <شنت قوات القذافي هجوم على المنطقة الشرقية في محاولة للسيطرة على الميناء· ويدور قتال ضار الآن>·

وسئل بخصوص القتلى والجرحى فقال <هناك ثلاثة شهداء وعشرة جرحى>·

وأفاد مصوّر فرانس برس بأنّ قوات القذافي قصفت مرفأ مصراتة ادى الى اصابة لاجئين افارقة بجروح وإرغام سفينة انسانية وصلت لترحيلهم على الابتعاد الى عرض البحر·

وبينما تتركّز انظار العالم على حصار مصراتة والقتال في الشرق احتدمت المعارك في الجبل الغربي

· ويمتد نطاق الجيل الغربي المحاط بالصحراء من جانبيه لمسافة 150 كيلومترا من جنوبي طرابلس الى تونس ويقطنه الامازيغ المتمايزين عرقيا عن بقية الليبيين وتنظر اليهم الحكومة بعين الشك منذ فترة طويلة·

وانضمت بلدات الجيل الغربي الى التمرد على حكم القذافي في شباط الماضي لكنهم يخشون الان أنهم يدفعون الثمن بينما تركز جهود قوات حلف الاطلسي لتقليص حجم قوات القذافي على المراكز السكانية الكبيرة·

وقال متحدث باسم المعارضة من بلدة الزنتان في الجبل الغربي بليبيا لرويترز في اتصال هاتفي <إنّها هادئة لكنّنا نخشى القصف ليلا قوات القذافي قصفتنا بصواريخ غراد على مدى أربعة أيام بعد غروب الشمس· قتل أربعة يوم الاحد بينهم امرأة عجوز· وأصيب كذلك ثلاثة أشخاص بينهم فتاة عمرها 11 عاما>·

وأضاف <لم نسمع أي هجوم جوي لقوات الحلف لايام على ما اعتقد· وهاجموا قوات القذافي في منطقة شمالي الزنتان لكن الجنود لا يزالوا هناك يختبؤون في الوديان>·

وقالت مفوضية الامم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين ان ما يقدر بنحو 30 ألف مدني ليبي فروا من ديارهم في منطقة الجبل الغربي وعبروا الى جنوب تونس على مدى الاسابيع الثلاث السابقة وهجروا بلدتي نالوت ووازن·

وقالت الوكالة في بيان <يمكن رؤية القليل فقط من الرجال هناك- لا نساء ولا أطفال>·

وقال الميجر جنرال جون لوريمر المتحدث باسم الجيش البريطاني ان الطائرات البريطانية كانت تعمل في مطلع الاسبوع حول مصراتة ويفران واجدابيا والبريقة ودمرت دبابات وصواريخ وراجمات صواريخ وناقلات جند مصفحة·

تحصينات للقذافي قرب البريقة

من جهة أخرى، قال ضابط معارض من الجيش الليبي أمس إنّ قوات القذافي تحصن مواقعها حول بلدة البريقة وإنها حفرت أنفاقا لإخفاء بطاريات الصواريخ طويلة المدى لحمايتها من غارات طائرات الحلف·

وتلمح تصريحات الضابط المعارض عبد السلام محمد الى أن قوات القذافي تسيطر بشكل واضح الان على البلدة·

وصرّح لرويترز من الطرف الغربي لاجدابيا <يوجد ثلاثة الاف جندي موال للحكومة في البريقة والبلدتين التاليتين· يعززون وجودهم>·

وقال <نسيطر على المنطقة من هنا الى الاربعين في منتصف الطريق الى البريقة ولكن يوجد قناصة في المنطقة يختبئون خلف الكثبان الرملية وهم نشطون>·

وفرضت الولايات المتحدة والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي عقوبات على الحكومة الليبية وعلى عدد محدد من الشركات الليبية في أواخر شباط وأوائل آذار·

لكن مصادر في صناعة الشحن البحري قالت ان ليبيا استوردت بنزينا من شركة سراس الايطالية في نيسان مستفيدة من ثغرة في عقوبات الامم المتحدة تسمح لشركات ليست مدرجة على قائمة الكيانات المحظورة·

وقد تطرح الجهود الليبية لاستيراد الوقود في الاجتماع في واشنطن اليوم الثلاثاء·

وقال فوكس لراديو BBC أمس الاول إنّ القوات الغربية تعترض بالفعل ناقلات النفط التي تحمل منتجات مكررة لقوات القذافي

· وطلب وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ من حكومته امس <الاستعداد لمهمة طويلة> في ليبيا

· الاتحاد الافريقي

وأمس أجرى الاتحاد الافريقي محادثات منفصلة مع كل من وزير الخارجية الليبي عبد العاطي العبيدي وممثلين للمعارضة الليبية في أديس أبابا لمناقشة خطة وقف إطلاق النار·

ورفضت المعارضة الليبية في وقت سابق هذا الشهر خطة للاتحاد الافريقي لوقف الحرب الاهلية في ليبيا لأنها لم تتضمن رحيل القذافي وأبنائه بينما تقول فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا انه لن يكون هناك أي حل سياسي حتى يتخلّى الزعيم الليبي عن السلطة·

واتهم رمضان العمامرة رئيس مفوضبة السلم والامن بالاتحاد الافريقي الغرب بالتقاعس عن دعم خطة السلام التي قدمها الاتحاد الافريقي ومقره اثيوبيا· وقال <بذلت مساع لتهميش الحل الافريقي للازمة>·

وتابع <فرض منطقة حظر للطيران على ليبيا والقصف الجوي على يد قوات التحالف والان على يد قوات حلف الاطلسي لم تحل الازمة·

اجتماع للاتصال

وفي روما، اعلن المتحدث باسم الخارجية الايطالية عن عقد اجتماع مجموعة الاتصال حول ليبيا في 5 ايار في العاصمة الايطالية·

وصرّح المتحدث باسم الخارجية الايطالية ماوريتسيو ماساري ان الاجتماع التالي لمجموعة الاتصال <سيعقد في 5 ايار>·

وتم الاجتماع السابق للمجموعة في العاصمة القطرية الدوحة علما ان البلاد هي احدى الدول الاربع التي اعترفت بالمجلس الوطني الانتقالي الذي يمثل الثوار ضد العقيد معمر القذافي كمحاور شرعي في ليبيا، الى جانب فرنسا وايطاليا وغامبيا مؤخرا·