تونس تستدعي السفير الليبي بعد توغل قوات القذافي في أراضيها

قال مسؤول تونسي رفيع ان بلاده استدعت السفير الليبي الجمعة لتقديم احتجاج على توغل قوات الزعيم الليبي معمر القذافي داخل أراضيها اثناء ملاحقة مقاتلي المعارضة على الحدود.
وحذر رضوان نويصر نائب وزير خارجية تونس في مقابلة مع قناة الجزيرة من إن بلاده تحتفظ بحق اتخاذ اي اجراء لازم لحماية مواطنيها بعدما سقط ضحايا على الحدود من بينهم فتاة صغيرة.

وقال "دعونا السفير الليبي في تونس إلى مقر وزارة الخارجية وابلغناه اقصى درجات احتجاج السلطات التونسية لاننا لن نسمح بهذه الخروقات ...خرق الحدود وحرمة التراب التونسي هو خط احمر لا يمكن السماح بتعديه."

وأشار نويصر إلى أن هذه هي المرة الثالثة التي يجري فيها انتهاك الحدود في الايام العشرة الماضية. واضاف "نحن لا زالنا في انتظار التعهدات الليبية على أرض الواقع والتزام السلطات الليبية على أعلى المستويات بالكف عن تلك الخروقات."

وقال "لا نريد أن تكون تونس مجبورة بأخذ تدابير ومساعي اخرى ربما تراها ضرورية لحماية اراضيها وحرمة ترابها وأمن وسلامة مواطنيها."
وتابع نويصر أن بلاده تقوم بنزع سلاح اي شخص يدخل اراضيها من ليبيا وتعرض عليهم خيار العودة لبلدهم. وأضاف "نحن لسنا طرفا في النزاع".

وقال "نحن نحتفظ بحقنا في اتخاذ اي تدابير او مساعي يمكن ان تكون ضرورية في وقت من الاوقات وفي اطار الشرعية الدولية. وطلبنا من سفير تونس في طرابلس إبلاغ نفس الرسالة للسلطات الليبية."

وافادت مراسلة فرانس برس ان المتمردين الليبيين ما زالوا يسيطرون الجمعة على معبر الذهيبة الحدودي بين تونس وليبيا بعدما استعادوه الخميس من قوات معمر القذافي.
وكان الوضع هادئا في الساعة 15.00 (14.00 ت غ) رغم ان شهودا تحدثوا عن اطلاق نار متفرق.
ويقوم نحو مئة من المتمردين المسلحين بحراسة المعبر كونهم يتوقعون هجوما جديدا.

وقال خالد العزبي المتحدث باسم القيادة العسكرية في نالوت، اول مدينة ليبية كبرى على بعد حوالى 50 كلم من الذهيبة ان "مقاتلي التمرد وصلوا الى هنا وبدأوا يقاتلون قوات القذافي. لقد قتلوا كثيرين وفرت قوات اخرى (تابعة للقذافي) الى تونس. الوضع الان مستقر".

والجمعة، شاهد صحافي ثلاث جثث لجنود من قوات القذافي عند الجانب الليبي من الحدود حيث دارت مواجهات عنيفة.
وافاد شهود ان عناصر من قوات القذافي فروا صباح الجمعة الى الجانب التونسي قبل ان يعودوا مجددا الى ليبيا عبر الصحراء.
ومنذ اسبوع، شهد مركز الذهيبة الحدودي مواجهات بين المتمردين الليبيين وقوات القذافي بعدما سيطر المتمردون على الجانب الليبي منه في 21 نيسان/ابريل.
وبعد معارك استمرت اسبوعا تمكنت قوات القذافي من السيطرة على المركز بعد ظهر الخميس قبل ان ينجح المتمردون بعد ساعات في استعادته.
وتقع الذهيبة على بعد حوالى 200 كلم جنوب راس جدير، التي تعد نقطة العبور الرئيسية بين ليبيا وتونس.