انتهاء "الأسطورة": أميركا قتلت أسامة بن لادن.. ورمته في البحر!

تماماً كما في الروايات "الهوليوودية"، انتهت "الأسطورة"...
وتماماً كما في الروايات "الهوليوودية"، رُسِمت الخاتمة المعبّرة: لم يكتف حَمَلة راية العدالة بقتل الرجل، بل رمَوه في البحر، وكأنّه لم يكن..
هو زعيم تنظيم "القاعدة" أسامة بن لادن، "الارهابي" المطلوب الرقم واحد في العالم، وقد "انتهى" على الطريقة الأميركية..
سواء أكان "انتصاراً" أم "إنجازاً"، فإنّ الأميركيين "الأبطال"، الذين يقال أنّ الرجل ليس إلا "صنيعتهم" وأنه لم يكن إلا "أداة" يحرّكونها كيفما شاءوا، اختاروا "الاحتفال"، وإن بـ"حذر"..
هكذا، خرج الرئيس الأميركي باراك أوباما "مزهواً" و"فخوراً" ليبلغ "النبأ السعيد" لشعوب العالم، وشعبه أولاً وأخيراً، هو الذي "يراهن" على أنّ هذا الخبر كفيل بـ"رفع أسهمه" مجدداً بعد أن تسرّبت معلومات عن تراجعها بشكل ليس مخيفاً فحسب بل "مرعب" بكلّ ما للكلمة من معنى.
ردود الفعل أتت سريعاً من كلّ أنحاء العالم، وكانت في معظمها مرحّبة بانتهاء "الأسطورة". حتى في لبنان، خرج رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري عن صمته ليتبرأ من بن لادن الذي "نال جزاءه".
وسط كلّ ذلك، لم يطرح أحد الأسئلة التي لا بدّ منها: كيف وصل الأميركيون إلى أسامه بن لادن؟ وهل كان فعلاً بعيد المنال طيلة السنوات الماضية أم أنّ القرار بتصفيته لم يكن قد اتخذ؟ والأهم، لماذا رموه في البحر وما هي العبرة من ذلك؟ وأين الدليل على "نهاية الأسطورة"؟
أميركا احتفلت...
هكذا، استفاق العالم العربي على الخبر "المفاجئ": أميركا قتلت أسامة بن لادن..
الخبر رسميّ، وقد أعلنه الرئيس الأميركي باراك أوباما شخصياً، مانحاً إياه "مصداقية" لم تكن "لا عالبال ولا عالخاطر".. حتى كاد البعض يقول أنه لولا دخول أوباما شخصياً على الخط، لكان مصير الخبر كمصير "الصورة" التي تمّ تسريبها وتبيّن أنها ليست سوى صورة "مركّبة" و"مفبركة" ولا تمتّ للواقع بصلة..
"يمكنني أن أعلن للأميركيين والعالم أن الولايات المتحدة نفذت عملية أدت إلى مقتل أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي المسؤول عن مقتل آلاف الأبرياء"، قال باراك أوباما بلهجة المنتصر، الفخور والمزهو.
لكنّ الرئيس الأميركي حرص على أن يكون واقعياً، إذ قال أنّ "مقتل بن لادن يمثل النجاح الأكبر حتى الآن في العمليات الأميركية للانتصار على القاعدة، لكن مقتله لا يعني نهاية جهودنا". وتابع: "لا شك في أن تنظيم القاعدة سيواصل شن عمليات ضدنا، وعلينا أن نبقى متيقظين في بلادنا وفي الخارج وسنبقى كذلك".

أين الجثة؟
وبعد "الاحتفال"، أسئلة كثيرة تُطرَح من الجثة إلى التداعيات مروراً بالدروس والعِبَر التي تحدّث عنها كلّ قادة العالم في سياق تعليقهم على "الحدث".
فـ"الجثة" مخفية، بقرار من "الأبطال" أنفسهم، علماً أنّ مصادر في وزارة الدفاع الأميركية أشارت إلى أن القوات الأميركية نقلت جثة بن لادن بداية إلى أفغانستان، قبل أن تدفن "وفقاً للتقاليد الإسلامية"، في منطقة بحرية.
وقال مسؤول في البنتاغون إن صلاة جنازة أقيمت لبن لادن على متن حاملة الطائرات "كارل فينسون" في بحر عمان، قبل أن يتم إلقاء جثته في البحر، وذلك بعدما لم تبد أي دولة في العالم استعدادها لدفن جثمانه، تحسباً من إقامة ضريح في مكان دفنه، قد يصبح مزاراً للمتشددين الإسلاميين، وأيضاً تخوفاً من عمليات انتقامية قد ينفذها أتباعه ضد تلك الدول.
وأثارت طريقة دفن بن لادن جدلاً واسعاً حول مدى تطابقها مع الشريعة الإسلامية. وقال مستشار شيخ الأزهر احمد الطيب لشؤون الحوار بين الأديان محمود عزب "إذا كان صحيحاً ان جثة بن لادن قد ألقيت في البحر فإن الإسلام ضد هذا تماماً"، معتبراً أن "للجثة احتراماً سواء كانت لشخص تم اغتياله أو توفي وفاة طبيعية... وينبغي احترام جسد أي إنسان سواء كان مؤمناً أم لا، مسلما أو غير مسلم". وشدد على أن الإسلام "لا يقبل الدفن في البحر وإنما فقط في الأرض".

هل انتهت الأسطورة؟
ويبقى السؤال الأكبر: هل انتهت الأسطورة فعلياً بموت أسامة بن لادن؟ وماذا عن أولئك الذين لم يتردّدوا في إعلان "حزنهم" وعن أولئك الذين سارعوا لتهديد الولايات المتحدة؟ وما الذي ينتظر العالم بعد أسامة بن لادن؟
المهم أنّ التهديدات أتت سريعة، حتى أنّ أميركا ودول العالم استبقتها بتشديد الاجراءات الأمنية في محيط سفاراتها أينما كان، تحسّباً لـ"شيء ما".
وهددت عناصر جهادية الولايات المتحدة وحلفاءها بالانتقام لمقتل بن لادن. وكتب أحد العناصر "ليعلم الكفار أن المسلمين المجاهدين باقون إلى أن تقوم الساعة"، فيما كتب آخر إن "العصابة المؤمنة ستظل موجودة تنغص على الكافرين عيشهم". في حين كتب ثالث "والله ثم والله ثم والله لن تنعم أميركا ولا حلفاؤها من دول الغرب والشرق، لن تنعم بالأمن بعد اليوم وسترون ذلك قريبا جدا جدا"، في وقت هددت حركة طالبان الباكستانية بمهاجمة أهداف باكستانية وأميركية.