حراك أوروبي نحو عقوبات ومسؤول قطري في دمشق

يوم الجمعة الذي أطلق عليه ناشطون على الإنترنت «جمعة التحدي»، حذّرت السلطات السوريّة من التظاهر وسط أنباء عن تعزيزات أمنية واعتقالات واسعة في عدد من المدن

دعت الداخلية السورية، أمس، المواطنين إلى الامتناع عن تنظيم مسيرات أو تظاهرات إلا بعد أخذ موافقة رسمية، معلنة أن 361 شخصاً من «المتورطين في أعمال شغب» سلّموا أنفسهم، قبل أن تفرج عنهم بعد التعهد بعدم تكرار «الإساءة إلى أمن الوطن».

في هذا الوقت، دعا ناشطون على الإنترنت إلى التظاهر اليوم الجمعة، الذي سمّوه «جمعة التحدي»، الموافق للسادس من أيار، وهو ذكرى الاحتفال بعيد الشهداء في سوريا، فيما تحدثت وكالة «فرانس برس» عن أن أكثر من 300 شخص أوقفوا أمس في بلدة سقبا قرب دمشق، خلال حملة اعتقالات شنّها الجيش وقوات الأمن السورية.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيان نشرته «فرانس برس»، أن الأجهزة الأمنية السورية اعتقلت ماهر عبد اللطيف صهيوني من مشفى خاص بالقرب من مدينة اللاذقية (غرب)، «لمشاركته في التظاهرات المستمرة في مدينة بانياس».
وقالت «فرانس برس» إن عشرات الدبابات والمدرعات، إضافة إلى تعزيزات ضخمة من الجيش، تجمعت أمس بالقرب من بانياس عند قرية سهم البحر التي تبعد عشرة كيلومترات عن المدينة.
وقالت المنظمة السورية لحقوق الإنسان (سواسية)، وفق بيان نشرته «رويترز»، إن هناك قوات مسلحة منتشرة في ضاحية عربين بدمشق وفي بلدة التل إلى الشمال من العاصمة، حيث ألقت قوات الأمن القبض على 80 رجلاً وامرأة وطفلاً على الأقل.
على الصعيد الدولي، ناقشت الولايات المتحدة وإيطاليا أمس فرض عقوبات على الحكومة السورية. وقال وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني، في مؤتمر صحافي بعد محادثات مع نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون، إن العقوبات ستتضمن فرض قيود على سفر كبار المسؤولين السوريين، إضافة إلى تعليق المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي من أجل التوصل إلى اتفاق تعاون.
وفي الوقت نفسه، قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إن بلاده لا تزال تسعى إلى استصدار إدانة من الأمم المتحدة للحملة التي تشنّها الحكومة السورية على الاحتجاجات. وقال «إن النظام الشمولي في سوريا محكوم عليه بالفشل ما لم يحقق الإصلاحات السياسية».
كذلك، قال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه إن بلاده تعمل مع شركائها في الاتحاد الأوروبي لتنفيذ عقوبات ضد الزعماء السوريين، لكن ليس هناك اتفاق بعد بشأن من سيدرج على القائمة.
وعلمت «الأخبار» أن مسؤولاً قطرياً رفيعاً زار العاصمة السورية دمشق أول من أمس والتقى مسؤولين سوريين، فيما توقفت القيادة السورية بتمعّن عند تصريح رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم الذي رفض من باريس قبل أيام فرض عقوبات على سوريا. ورأت مصادر مقربة من دوائر القرار السورية أن ثمة تبدلاً إيجابياً في تعامل بعض الأنظمة مع دمشق، بعدما أظهر النظام السوري قوة في التعامل مع الأحداث الجارية في بلاده.
في المقابل، سُجّل أمس موقف بارز لوزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، في حديث مع صحيفة «فرانكفورتر تسايتونغ» الألمانية، إذ رأى أن المصالحة بين حركتي فتح وحماس تشير إلى أن «الإسلاميين» باتوا يتوقعون حدوث «تغيير» في سوريا. ورأى أن النظام السوري «سيجد صعوبة في البقاء في الحكم» نظراً إلى طبيعة الاحتجاجات التي يواجهها. وقال إن الرئيس السوري «لم يتحرك بالسرعة الكافية» لتحقيق إصلاحات.