بعد ان تعهدت بحلها ازمة سوريا الاقتصادية هل تعيدها لحضن السعودية

أعلن محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي، محمد الجاسر، يوم الاثنين، أن بلاده تبحث تقديم قروض تنمية لسورية، مع تحسن العلاقات بين البلدين، لكن هذه المساعدات النقدية لن تكون مباشرة.

وتأتي التصريحات الأخيرة للمسؤول السعودي، على خلفية انتعاش النشاط الدبلوماسي بين دمشق والرياض، في الشهور الأخيرة، بعدما اتفقتا على تجاوز خلافاتهما الدبلوماسية، وإعلان تهدئة للتوتر بين حلفائهما في لبنان، الذى يستقبل تدفقات نقدية كبيرة من السعودية، بعد حقبة من تدهور العلاقات بين السعودية وسورية، في أعقاب اغتيال رئيس الوزراء رفيق الحريري، في 2005، وهو ما أسفر عن تراجع الاستثمارات والمساعدات السعودية لسورية.

وقال الجاسر عقب مشاركته في مؤتمر مصرفي في العاصمة السورية، إن سورية من أهم الاقتصاديات العربية، واعتبر أن السوق السوري واعد، لكل من لديه رغبة بالاستثمار ، مضيفا كان وزير المالية هنا، وتحدث عن هذه الأمور، وما يقوم به الصندوق السعودي للتنمية وغيره من المؤسسات الحكومية .

وتحتاج سورية لانفاق مليارات الدولارات لاصلاح البنية التحتية، وإنعاش منطقتها الشرقية التى ضربها الجفاف، وتخفيض البطالة، والتعامل مع نمو سكاني يبلع 2.5 في المئة سنويا.

ويأتي أغلب الاستثمار في سورية، من مغتربين سوريين، ومن الاستثمارات الخليجية في قطاعي المصارف والعقارات، وطبقا لبيانات البنك الدولي، فقد انخفض النمو الاقتصادي لسورية العام الماضي، إلى 3 في المئة، مقارنة بـ5.2 في المئة في عام 2008.

وفي رده على سؤال عما إذا كانت السعودية ستقوم بايداع مبلغ نقدي، في البنك المركزي السوري مباشرة، كما فعلت في لبنان، قال الجاسر إن هذا الأمر غير وارد ، لكنه قال إن الصندوق السعودي للتنمية، وقع مذكرة تفاهم مع وزارة المالية السورية، الاسبوع الماضي، لإقراضها 140 مليون دولار، لرفع الطاقة الإنتاجية لمحطة لتوليد الكهرباء في سورية.

وفي حال تقديم القرض السعودي الموعود، سيكون القرض الأول من نوعه، منذ اغتيال الحريري، حيث يحمل ساسة مؤيدون للسعودية في لبنان، النظام السوري مسؤولية الاغتيال، فيما تنفي سورية الاتهام.

وفتحت سورية التى تفرض عليها الولايات المتحدة عقوبات، بزعم دعمها لجماعات إرهابية، العديد من قطاعات الاقتصاد أمام الاستثمار الخاص، لاسيما قطاعي المصارف والتأمين، وذلك منذ تولى بشار الأسد مقاليد الحكم خلفا لوالده حافظ الأسد، في عام 2000.

وفي مؤشر على تغير وجهة نظر المستثمرين، ألقى المستثمر السعودي الشيخ صالح كامل، كلمة في منتدى حول الاستثمار، عقد في دمشق هذا الشهر، قال فيه إنه بالمقارنة مع جارها الصغير لبنان، تتأخر سورية في أدائها، بسبب ما وصفه بالقوانين المتقادمة، والفساد وغياب الثقافة الداعمة للاستثمار الخاص.