قيادات شبابية تدعو لحماية اتفاق المصالحة وحل جميع القضايا الخلافية وفقاً للمصلحة العامة

أجمع ممثلو الحركات والأطر الشبابية على تعزيز اتفاق المصالحة الفلسطينية، وتعزيز دور الشباب في ساحات التغيير المحلية والإقليمية، مؤكدين على ضرورة إعداد برنامج موحد ومنظم يتناول كافة القضايا السياسية والاجتماعية.

وشددوا على أهمية بذل كل الجهود لخلق الأجواء الداخلية المناسبة لتطبيق الاتفاق وخلق المناخ المناسب لذلك بما فيها وقف الحملات الإعلامية والبدء بالإفراج عن المعتقلين السياسيين ووقف الانتهاكات بأي شكل من الأشكال، والعمل على تعزيز العمل في مواجهة التحديات خلال المرحلة القادمة.

جاء ذلك خلال ورشة عمل نظمها تحالف السلام الفلسطيني في مدينة غزة يوم أمس، بالشراكة مع مؤسسة أولف بالمه السويدية تحت عنوان "دور الحركات والأطر الشبابية ما بعد المصالحة الفلسطينية"، وسط مشاركة قادة الحراك الشبابي والحملة الشبابية لإنهاء الانقسام وقادة وممثلي الأطر الطلابية والشبابية في قطاع غزة.

من جهته أكد شامخ بدرة منسق كتلة اتحاد الطلبة التقدمية في قطاع غزة على أن الإرادة الشعبية الفلسطينية والحركة الجماهيرية عامة والشبابية خاصة هي صمام الأمان لتنفيذ بنود اتفاق المصالحة الوطنية وصولا لإنهاء حالة الانقسام فعلياً على الأرض، واستعادة الوحدة الفلسطينية في كافة مناحي الحياة الفلسطينية، داعياً إلى تعزيز لغة الحوار البناء وثقافة الوحدة والتآخي والتسامح والتكامل بين كافة أبناء الشعب الفلسطيني، والتحضير الجدي لموعد الاستحقاق الشعبي المتمثل بإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني الفلسطيني.

وطالب بضرورة نبذ العنف والفئوية والتعصب وإعلاء المصلحة العليا فوق أي مصلحة، خاصة وأن المرحلة القادمة تتطلب إرادة وحكمة فلسطينية سياسية استعدادا لخوص معركة التوجه لمجلس الأمن في سبتمبر القادم لطلب الاعتراف بالدولة الفلسطينية وهي معركة تحتاج بدون شك لوحدة فلسطينية صلبة تستطيع الصمود في مواجهة كافة الضغوط والمؤامرات على شعبنا وقضيتنا.

ودعا إلى إنهاء كافة مظاهر الانقسام وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين من الجانبين، وفتح المؤسسات المغلقة في الضفة الغربية وقطاع غزة، ووقف أية حملات إعلامية أو تصريحات قد تؤدي إلى استعادة حمى التراشق الإعلامي من جديد والذي بدوره سيؤجج الأجواء. مشدداً في الوقت نفسه إلى أهمية تحقيق المصالحة بين كل أبناء الشعب الفلسطيني ومعالجة الانتهاكات والمظالم التي لحقت بالمواطنين من أجل إنصافهم ونزع فتيل ردود الفعل بسبب ما لحقهم من أذى.

فيما اعتبر ممثل سكرتاريا الأطر الطلابية يعرب الزعانين أن ما جرى في ساحات التغيير العربية التي شهدتها بعض الدول العربية فتحت الطريق أمام الشباب الفلسطيني في الداخل والخارج ليحمل شعاراته المنددة بالانقسام والاحتلال الإسرائيلي.
وقال أن الشباب الفلسطيني استطاعت التعبير عن رأيهم لأول مرة منذ أن جاءت السلطة الفلسطينية لقطاع غزة والضفة عام 1994م.

وبين الزعانين أن مطالب الشباب كانت واضحة من أبرزها إنهاء الانقسام الداخلي، وتوجيه الأنظار نحو الدفاع عن القضية الفلسطينية التي حاول الاحتلال بشتى الطرق طمسها، داعيا إلى تجاوز الأخطاء وتكثيف الجهود والعمل المشترك في مواجهة التحديات بشكل عام على الساحة الفلسطينية، موضحا أن دور الشباب بدأ بالفعل من خلال من ظهر على الساحة من تغييرات وتحويلات.

بدوره هنأ ممثل قطاع الشباب في شبكة المنظمات الأهلية نبيل دياب كل شرائح الشعب الفلسطيني بما فيهم الأسرى داخل السجون الإسرائيلية بالاتفاق المصالحة، متمنيا أن تكون المرحلة القادمة هي مرحلة شبابية سامية تختلف عن غيرها.

وعبر عن فرحته تجاه مبادرات كل الشباب تجاه تمسكهم بمبادئ وطنية وقناعات وأفكار مختلفة رغم كل محاولات القمع والضرب ضدهم..
ودعا دياب الشباب الفلسطيني في الاستمرار تجاه فكرهم ومنهجهم وتوجههم حتى تحقيق كافة أهدافهم المكفولة لهم. كما دعا دياب إلى ضرورة بناء حركة شبابية موحدة تضم كافة الأطر والمجموعات الشبابية تأخذ على عاتقها هموم مرحلة التحرر الوطني والبناء الاجتماعي.

من جهته ثمن ممثل الشبيبة الفتحاوية في غزة صخر حميد خطوة الشباب في كسر حاجز الخوف والصمت التي كانت تحوم في أوساطهم نتيجة النظام الدكتاتوري بشكل عام.

وقال حميد :"ان هذه الفترة استطاع الشباب العربي والفلسطيني كسر حواجز متعددة، وأصبح يشارك في صنع القرار الأمر الذي أدى إلى تحقيق الحلم الفلسطيني الكبير وهى المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام".

وحول توجه الرئيس محمود عباس إلى مجلس الأمن لإعلان الدولة الفلسطينية في الأشهر القليلة القادمة، أشار إلى أن الشباب الفلسطيني يكرسون جهدهم في دعم هذه المبادرة داعياً كافة الجهات المعنية توفير المناخ المناسب لهذه المرحلة التي تحتاج إلى جهد كبير لتحقيقها.

وأكد حميد أن الجماهير والشارع الفلسطيني بما فيهم الشباب هم الذين سيباشرون تطبيق اتفاق المصالحة على أرض الواقع، قائلاً: لا يمكن السماح بتكرار مرحلة ما بعد اتفاق مكة.

كما طالب ممثل الحراك الشبابي الفلسطيني إبراهيم الشطلى الجميع باحترام مبادئ حقوق الإنسان وإعطاء الشباب الدور الكافي في التعبير عن رأيهم.
وكشف الشطلى عن نية الشباب في إطلاق العديد من المبادرات التي تهدف إلى تعزيز دورهم في الساحة الفلسطينية.

ودعا إلى إعادة فتح المؤسسات الأهلية، وضمان حق المشاركة الفعلية السياسية، وتحقيق العدالة في التوظيف والتعيين.

وأكد أن الشباب الفلسطيني سيلعب دوراً رقابياً حقيقياً لإتمام المصالحة، وأن طريقهم نحو إنهاء الانقسام خطوة على طريق إنهاء الاحتلال "الإسرائيلي".، مطالباً أن يكون للشباب دورا رقابيا حقيقيا لضمان إتمام المصالحة.

من ناحيته شدد ممثل الحملة الشبابية لإنهاء الانقسام الفلسطيني عبد الحميد حمد على ممارسة الضغط باتجاه سياسة وطنية واضحة تأخذ بالطاقات الشابة وتدفع في مشاركة واسعة للشباب في الحياة السياسية موضحا أن ذلك يتطلب إقرار قوانين تحمي الحقوق الشبابية بخفض سن الترشح للانتخابات العامة والمحلية وإقرار قانون الشباب الفلسطيني الذي يفتح الطريق أمام مشاركة فعالة للشباب.

وطالب بوضع حد لمشكلة البطالة في صفوف الشباب والتي وصلت إلى نسبة 42.5% وخصوصاً فئة الخريجين من خلال الضغط على السلطة لوضع خطة وطنية لتشغيل واستيعاب الخريجين العاطلين عن العمل واحترام مبدأ تكافئ الفرص ومحاربة كل مظاهر الفساد والرشوة في التوظيف.

وأكد على ضرورة توحيد كافة الجهود وتجاوز كافة الأخطاء التي وقعت بها التحركات الشبابية والاتحادات والأطر الطلابية من خلال رفع درجة التنسيق والمتابعة وتعزيز روح العمل المشترك والاتفاق على برنامج يوحد الطاقات يأخذ بعين الاعتبار آلية الاستمرار وعدم الاسترخاء بل المرحلة بدأت لخدمة القضايا الشبابية المطروحة على الساحة الفلسطينية.

هذا ووجه منسق تحالف السلام الفلسطيني سليم الهندي دعوته إلى كافة الشباب الفلسطيني لتكاثف الجهود الرامية إلى تعزيز لغة التحاور، والتعبير عن الرأي وتغليب المصلحة الوطنية على المصالح الخاصة والعمل بين شرائح المجتمع وخاصة الشباب بضرورة حماية اتفاق المصالحة حتى نطوي حالة الانقسام السائدة وإلى الأبد وأن يبدأ الشباب في المشاركة في عملية البناء والإعمار من أجل الوصول إلي مجتمع ديمقراطي سليم.