كاميليا شحاتة تنفي اعتناقها الإسلام: اختفائي كان مؤقتاً.. وسببه خلاف عائلي

المواجهات الدامية التي شهدتها ضاحية أمبابة في القاهرة ليل أمس الأول، جاءت بعد ساعات قليلة على ظهور كاميليا شحاتة على شاشة إحدى القنوات الفضائية، لتنفي رواية اعتناقها الإسلام، ما يطرح علامات استفهام حول شائعات كثيرة مشابهة تسببت مؤخراً بتوترات طائفية في الشارع المصري، ومدى ارتباطها بالدور الذي كان يقوم به جهاز مباحث أمن الدولة المنحل في تأجيج الفتن الطائفية، وبسعي هذا الطرف أو ذاك إلى استغلال أحداث فردية كهذه للانقضاض على «ثورة 25 يناير».
وفي مقابلة مع قناة «الحياة» القبطية، بثت قبل ساعات على بدء المواجهات في امبابة، قالت كاميليا شحاتة، في حوار مباشر، ظهرت خلاله إلى جانب زوجها كاهن دير مواس في المنيا تداوس سمعان وابنهما، إنها لم تعتنق يوماً الإسلام، وأن الصورة التي نشرت لها على مواقع الانترنت، وبدت فيها مرتدية للحجاب، كانت «مفبركة»، مشددة على أنها لا تعرف «الشيخ أبو يحيى»، الذي زعم أنها اعتنقت الإسلام على يديه.
وكانت قضية كاميليا شحادة زاخر مسعد (26 عاماً)، التي تعمل مدرّسة في مدرسة دلجا الإعدادية، قد بدأت في تموز العام الماضي، عندما أثار اختفاؤها عن منزل زوجها في المنيا شائعات تبادل فيها المتشددون الإسلاميون والأقباط الاتهامات بخطفها.
وبحسب رواية الإسلاميين فإن جهاز مباحث أمن الدولة سلّم شحاتة للكنيسة بطلب من البابا شنودة الثالث بعدما تبيّن اعتناقها الإسلام. أما رواية الأقباط، فكانت أن السلفيين هم الذين «خطفوا» شحاتة وأجروا لها «غسيل دماغ» حتى تعتنق الإسلام.
وبعدما تسببت هذه الشائعات في تسميم الأجواء في الشارع المتوتر أصلاً، تعالت الأصوات للكشف عن ملابسات هذه القضية، التي عادت إلى الواجهة بعد سقوط نظام حسني مبارك، عندما بدأ السلفيون ينظمون وقفات احتجاج متفرقة لم تخل من هجمات كلامية على الكنيسة ـ بلغت ذروتها الأسبوع الماضي ـ وهو ما رأى فيه كثر فصلاً من فصول «الثورة المضادة» التي يديرها «فلول النظام السابق».
وفي المقابلة مع قناة «الحياة»، قالت شحاتة «القصة بدأت عندما تغيّبتُ عن البيت فترة، إثر خلاف مع زوجي، وهو خلاف يحدث في كل البيوت، ولم اقل لأحد عن مكان وجودي، وهو ما دعا أهلي وزوجي إلى تقديم بلاغ لأمن الدولة معتقدين إنني مختطفة، لكنني كنت في الواقع عند احد أقاربي»، مشيرة إلى أن «خطأي الوحيد هو خروجي من المنزل من دون علم زوجي، ومن دون أن أخبر أحداً».
وأضافت أن جهاز أمن الدولة تمكن من العثور عليها بعد ثلاثة أيام، واقتادها إلى مقره في حي لازغلي في القاهرة حيث خضعت لـ«تحقيق بسيط»، قبل أن يتم تسليمها لأختها، مشيرة إلى أنها بعد ذلك أمضت قرابة شهر في «مكان ما»، لكي «تهدأ أعصابها»، ومن ثم عادت إلى منزل زوجها.
ونفت شحاتة ما تردد عن اعتناقها الإسلام، قائلة «أنا مسيحية وسأفضل طول عمري مسيحية ولو قتلوني»، مضيفة «نحن من عائلة مسيحية متديّنة، والكل يعلم ذلك، فقد تربينا في الكنيسة وحياتنا كلها الكنيسة». كما نفت أن تكون الكنيسة قد احتجزتها، مشيرة إلى أن كل ما قامت به الكنيسة هو احتضان التظاهرات المطالبة بكشف مصيرها في المرحلة الأولى، مؤكدة أنها لم تقم يوماً بأي زيارة للأزهر.
وحول الوثائق الرسمية الخاصة بها، ومن بينها بطاقة هويتها وشهادة زواجها، والتي نشرها السلفيون على مواقعهم ليؤكدوا أنها اعتنقت الإسلام، قالت شحاتة إن «هذه الوثائق كانت في حوزتي، إلى جانب بعض الصور، عندما ذهبت للتحقيق في مقر أمن الدولة، وكنت احتفظ بهذه الأوراق لأن إدارة المدرسة كانت تطلبها مني لغرض التثبيت (الوظيفي)»، لكنها لفتت إلى أنها لا تعلم إن كان جهاز أمن الدولة قد سلمها للإسلاميين أم أنهم حصلوا عليها بطريقة أخرى.