عائلة الاسير المقدسي محمود عيسى تناشد كافة وسائل الاعلام لخروج ولدهم من العزل الانفرادي

عائلة الاسير المقدسي محمود عيسى تناشد كافة وسائل الاعلام لخروج ولدهم من العزل الانفرادي
الم بلاحدود ، وعذاب بلا توقف ، ومعاناة اصبحت جزءا من حياته وتفاصيل حياة اسرته في حكاية الالم التي لا تنتهي للاسير المقدسي محمود عيسى التي تتجدد كل يوم منذ اعتقاله عام 1993 والتي دخلت بعدا اكثر ماساويا منذ قرار عزله في زانازين الموت البطيء بقرار من المحكمة الاسرائيلية وتنفيذا لتهديدا ضباط الامن الذين هددوه لدى اعتقاله ان لا يرى الشمس ، كعقاب له كونه احد قادة كتائب الشهيد عز الدين القسام .

10 سنوات كاملة ، لم ير فيه وجه احد حتى والدته المسنة التي لا زالت صابرة في منزلها في قرية عناتا احدى قرى مدينة القدس ، تصلي وتتامل وتقاوم الالم والامراض التي نالت منها جراء الحزن والبكاء على محمود الذي يعتبر من اقدم الاسرى المعزولين امنيا والذي لم يتم ذكر اسمه في اي عملية تبادل للاسرى ، وبينما تستمر المعاماة ، لم تقوى على الصمت اكثر فاطلقت صرختها مدوية تخترق حدود الزمن و المكان ، لتكسر الحواحز والقيود امام صمت محلي ودولي وعالمي يفتك قلب عائلته خوفا والما عليه ، والتي تؤكد انه رغم كل المحاولات للضغط على الجهات المحلية لرفع قضيته الى جهات عليا وذات اختصاص الا ان جميعها باءت بالفشل ، حتى انه لم يتم التركيز عليه اعلاميا في محاولة جادة لنقل قضيته دوليا وعالميا وتحاول ان تجد الصرح والمنبر القوي للتعبير عن مصابها بكل حرية ودون خوف ، في سبيل توصيل رسالة الى كافة الجهات المعنية بقضية عيسى وغيرها من الاسرى المعزولين .

رحلة عذاب والم
تنهدت الحاجة التي تجاوزت العقد السابع كمن تعلن انكسار قلبها بغياب ولدها ، وقالت " كل الحياة لا تساوي شيء بالمي المستمر منذ سنوات قلب حزين وعذاب يومي وكل املي ان تتكحل عينه برؤيته قبل موتي ، حيث ان والده توفي بعد سنة متأثرا بحادثة الاعتقال" ، فأثقلتها الهموم والامراض وتصارعها الذكريات يوما بعد يوم ، فصور محمود التي تغطي جدران المنزل تروي تفاصيل حكايته والتي بدات باليوم الذي لا تنساه اعتقاله .
ليلة الاعتقال

وتروي الوالدة " اعتقل محمود عام 1993 اثر عملية اطلق عليها " عملية الفداء " حيث قام واصدقاؤه باختطاف جندي اسرائيلي يدعى " نسيم طوليدانو " في محاولة منهم الضغط على اسرائيل لاستبداله بأحد الاسرى وعلى رأسهم الشيخ احمد ياسين ، ولكن ردة فعل الحكومة الاسرائيلية وقيامها بإبعاد ما يزيد عن 450 اسيرا الى مرج الزهور ادى لتطورات خطيرة جعلت منه ورفاقه مطلوبين ، فلاحقتهم اسرائيل حتى اوقعتهم بشباكهم فردا فردا ، وحكم عليه بالسجن المؤبد 3 مرات اضاقة 46 عاما .

واضافت ام عبادة احدى شقيقاته " ان ليلة اعتقال محمود كانت من اصعب الليالي التي مرت علينا ، حيث داهمت قوات الاحتلال الاسرائيلي المنزل ، لتعصف بالبيت دمارا وخرابا حتى انهم خلعوا البلاط وقاموا بعملية تفتيش دقيقة وبعثروا كل الموجودات ، حاصرونا بغرفة ، وقاموا بتالتكبيل بوالدي واخواني الشبان واعتقلوا محمود دون ان نعلم سبب اعتقالهم له .

وتضيف : محمود كان ناشطا سياسيا تربى على الرجولة والعزة والانفة لم يطق ان يرى شيخ قعيد تنتهك حقوقه وتغتال رجولته يقبع في السجون الاسرائيلية دون حراك ، هذا بالاضافة الى عمليات اخرى نظمها معلنا فيها رفضه للوجود الاسرائيلي على الارض الفلسطينية

واشارت الى ان ادارة السجون الاسرائيلية تعمل على نقل محمود من سجن الى اخر في محاولة منهم الضغط عليه وكسر ارداته العالية فقد زار عزل الرملة الذي كان من اسوأ انواع السجون ، وقد مورست بحقه فيه اقصى اشكال التعذيب الجسدي والنفسي ، الى عزل رامون ، ايالون ، هشارون ، السبع ، ونفحة ، فكل ستة اشهر يقدمون على اجراء محكمة صورية ليجددون عزله بحجج واهية وغير مبررة وغير مشروعة ، مؤكدة ان عملية نقله من سجن الى اخر هي رحلة عذاب والم لا تطاق فما له ان يتكيف ويتأقلم بعزله الجديد الذي ينقل اليه حتى يقومون بنقله الى عزل اخر اسوأ من الذي سبقه .
‪ ‬
السجن والسجان
وافادت ام عبادة ، ان سلطات الاحتلال نقلت شقيقها في اقسى الظروف بين كافة اقسام العزل والتي يمارس فيها اشد انواع التعذيب النفسي والجسدي بحجج امنية واهية وغير مبررة وغير قانونية ومناهضة لكافة الاعراف والقوانين الدولية ومعاهدات حقوق الانسان ، واضافت تعتبر اسرائيل أن محمود يشكل خطرا على امنها ، لذلك تحرص دائما على عزله في زنزانة صغيرة وضيقة لا يتسلل لها اي نور ، وتتخللها الرطوبة والعفن والغبار ، وفيها دورة المياه التي تمر ايام واسابيع طويلة دون تنظيفها مما يضطر محمود الى شراء بعض الادوات والمنظفات من الكنتينة على حسابه الشخصي رغم غلاء الاسعار فيها ، وبعد محاولته التأقلم والتكيف مع عزله ، تعمل الادارة على نقله الى عزل اخر حيث انها تتعمد نقله في توقيت متزامن مع زيارة الصليب الاحمر الذي يحمل له بعض الحاجيات الخاصة التي تبعثها عائلته من ملابس وكتب ، حتى انه نتيجة للنقل المفاجئ قد تصله الملابس الشتوية في فصل الصيف والعكس صحيح ، بالاضافة الى انها تحول دون ان يعمل على مواصلة تعليمه العالي مع العلم انه حاصل على درجة البكالوريوس في التحاليل الطبية قبل اسره . وتتمنى والدته ان يسمح لها بزيارة لكي تطمئن على حاله ، وعلى وضعه الصحي ، كما وطالبت بخروجه من العزل الانفرداي الذي له عواقب كبيرة على صحته وحياته وعقله

رسائل ممزوجة بالالم والامل
وتوضح ام عبادة انه دائما ما يبعث محمود رسائل لهم ليطمئنهم على حاله من خلال محامين ومؤسسة الصليب الاحمر الذين يتواصلون معه ، فرغم شكوكهم بأنه على احسن ما يرام ، وتضيف ان خوفه على والدته تجبره على كتم المه ، فالعذاب النفسي الذي تنفذه ادارة السجون لكسر ارداته وعزيمته ، والعزل المتواصل والعتمة الموحشة التي يقبع بها بين الحشرات والروائح الكريهة داخل الزنزانة ، اضافة الى التعذيب الجسدي المتواصل بحقه من قبل السجان الظالم ، من المؤكد ان كل ذلك سيؤول الى اصابته بأمراض خطيرة تفتك بجسده يوما بعد يوم وتستنزف كل طاقاته . وتضيف : ان اغلب الرسائل التي وصلتنا يعبر فيها عن شوقه للعائلة وامله الوحيد بأن يجلس وسط اقاربه ومحبيه ، الا ان شوقه الاكثر شدة هو شوقه لوالدته والذي يخص بها رسائل شعرية تنبض بها الحياة والامل والصبر وانتظار الفرج .

وفيما يلي بعضا من كلمات القصيدة التي وجهها الى والدته بعنوان" حنين الى امي" وفي ما يلي ابيات القصيد :
أماه قضت الاقدار بفراقنا وحال الظالمون دون وصال
يا أيتها الحنون التي اكابد فراقها هل تعلمين ما فعل النوى بحالي
اني من فرط وجدي ضاق صدري وتمزق خافقي وانعقد لساني
فطيفك اماه لا يفارق خاطري وذكرك اماه تسبيح لساني

صرخة
ووسط جهودها المستمرة لانقاذ حياته ، وجهت والدته وعائلته نداءا وصرخة لكافة القوى والفصائل والفعاليات ووزارة الاسرى والمحررين وعلى رأسهم وزير الاسرى عيسى قراقع ، وكافة الجهات المسؤولة بقضية الاسرى ووسائل الاعلام المكتوبة والمرئية حتى المسموعة منها الى ضرورة اخذ قضية الاسير محمود على محمل الجد والاهتمام وان لا تغيب لاي سبب من الاسباب ، وان يتم التركيز عليها محليا ودوليا وعالميا ، ودعت لنتظيم حملة تضامنية لطرح قضية محمود وقضية من يشبه حاله للضغط على اسرائيل بالافراج عنهم بأسرع وقت ممكن ، وعدم الاكتفاء بالخطابات والشعارات غير المجدية وان يتم اخذ الموضوع بموضوعية دون حياد