بيان صادر عن حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح في الذكرى الثالثة والستين للنكبة -اقليم القدس

يا جماهير شعبنا الفلسطيني العظيم، يا شعب التضحيات والفداء على أرض الوطن المخضب بدماء الشهداء وفي مخيمات الشتات واللجوء وفي المهاجر والمنافي .... يا جماهير أمتنا العربية والإسلامية .... يا أحرار العالم وأصدقاء فلسطين في كل مكان ...

تحل علينا الذكرى الثالثة والستين لنكبة الشعب العربي الفلسطيني الذي أُقتلع من أرضه وشرد في أصقاع المعمورة، أكثر من ستة عقود من التشريد والتهجير والتعذيب والمعاناة والآلام، في وقت تفشل فيه الشرعية الدولية تطبيق قراراتها القاضية بحق الشعب العربي الفلسطيني في العودة الى دياره التي هُجِر منها قسراً، وحقه في تقرير مصيره وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

ويصل الحد بها الى استخدام حق النقد (الفيتو) ضد مشروع قرار يدين الجلاد الاسرائيلي الغاصب ، هذه الشرعية التي أرادت إنصاف شعب على حساب شعب آخر، كان يعيش بأمان وسلام في أرضه، ولم يكن بأي حالٍ من الأحوال سبباً في مـآساة أي شعب آخر، ثلاث وستون عاماً وشعبنا العربي الفلسطيني الذي أُقتلع اكثر من ثلثيه من أرضه، يعاني الويلات والظلم ويعيش حياة البؤس والتشريد في المخيمات والمنافي والشتات، وما زال يسير في درب الآلام الطويلة.

يعاني مرارة التشريد ومرارة حياة القهر في ديار الأغراب ، ظن البعض انه بعد هذه السنوات الطويلة من العذاب والآلام سيصل شعبنا الى قناعة التخلي عن حقوقه في أرضه ودياره، خاصة في ظل الكيل بمكيالين والانحياز السافر من قبل بعض الأطراف الدولية وقوى العالم للمحتل الغاصب، بل والأنكى من ذلك أن ذهب البعض الى الضغط على الشعب العربي الفلسطيني وقيادته للتخلي عن حقوقه المشروعة مثل حق العودة واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة في حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشريف، وذلك بذريعة تقبل الحقائق والوقائع التي أحدثها الاحتلال على الأرض، ثلاث وستون عاماً من القمع والظلم ومصادرة حقوق شعب بأكمله.

وبعد كل هذه السنوات التي شهدت مئات المجازر بحق الشعب العربي الفلسطيني، لم نسمع ونرى سوى بيانات الشجب والاستنكار والادانة، ظنوا انه وبعد هذه العقود سينسى شعبنا ما تعرض له من مذابح، وسينسى قراه التي دمرت، وسينسى أرضه وممتلكاته، لكن بعد هذه السنين العجاف، ما زال الشعب أميناً لشهدائه وأسراه وجرحاه ولاجئيه ومنفييه ولحقوقه المشروعة، مرت كل هذه السنوات وما زال الفلسطيني متشبثاً بحقوقه التي لا تسقط بالتقادم رغم تكالب الظروف والمؤامرات، وستثبت الأيام أن من بين الأشياء التي يعتز بها الشعب العربي الفلسطيني ذاكرته التي يكتنز فيها الكثير من الذكريات التي لا يغيبها الا الموت.

جماهير شعبنا الصامد :

تمر علينا ذكرى النكبة، ولازال شعبنا الفلسطيني المناضل يتعرض لأبشع أشكال الاحتلال والعدوان الإسرائيلي الخطير، وتحديداً في مدينة القدس الشريف، التي تتعرض لحرب مسعورة غير مسبوقة من قبل الاحتلال الاسرائيلي و قطعان مستوطنيه، من أعمال قتل واعتقالات وتهويد، وهدم ممنهج لمنازل المواطنين المقدسيين وتشريدهم، وبناء المزيد من الوحدات الاستيطانية، واحكام الحصار على المدينة المقدسة بجدار الضم والتوسع العنصري، وسياسة الابعاد، واطلاق العنان لقطعان المستوطنين الذين يعيثون في الأرض الفلسطينية ارهاباً وإفساداً وعربدة ، في محاولة إسرائيلية عدوانية مستمرة لتمرير المشروع الصهيوني وفرض حقائق جديدة على الأرض وحلول سياسية هزيلة والالتفاف على الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني، وإعادة صياغة الخريطة الجغرافية – السياسية للوطن والأرض الفلسطينية وإحكام السيطرة الاحتلالية الاستعمارية عليها.

جماهير شعبنا العظيم :

تحل علينا الذكرى الثالثة والستين لاغتصاب فلسطين في ظل تغيرات جذرية تشهدها الساحتين الفلسطينية والعربية، فعلى صعيدنا الفلسطيني هاهي المصالحة الفلسطينية ترى النور بعد مضي أربعة أعوام من الانقسام الأسود، هذه المصالحة التي لطالما إنتظرها شعبنا الفلسطيني على أحر من الجمر، لنطوي بذلك صفحات مؤلمة من التشرذم والتفتت والانقسام، واستعادة الوحدة الوطنية صمام الأمان لشعبنا الفلسطيني، أما التغير على صعيد الساحة العربية فيتمثل في حالة الاستنهاض والثورات الشعبيه والشبابية المباركة التي تشهدها المنطقة العربية برمتها.

هذه الثورات التي أسقطت أنظمة الاستبداد والاستعباد، وأنظمة القهر والظلم، هذه الأنظمة التي قمعت وروعت شعوبها العربيه لمجرد أنها كانت تخرج منتفضة نصرة لفلسطين وشعبها ضد ممارسات ومجازر ومذابح الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب العربي الفلسطيني.

وأنحدرت نحو أمريكا المتغطرسة والمنحازة للاحتلال الاسرائيلي على حساب عزة وكرامة شعوبها العربيه، وقضيتنا الفلسطينية. إن حركة 'فتح' في لجنة قيادة اقليم القدس، في هذه الذكرى واللحظات التاريخية التي يمر بها شعبناالفلسطيني وقضيتنا الوطنية العادلة لتؤكد على الآتي :

أولاً: ندعو المجتمع الدولي الى تحمل مسؤولياته، وإلزام الاحتلال الاسرائيلي بالقرارات الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية، وتأمين الحماية لشعبنا الرازح تحت الاحتلال الاسرائيلي.

ثانياً: نطالب المجتمع الدولي اتخاذ مواقف واضحة وصارمة لوقف مخططات التهويد والإستيطان الذي أطبق على مدينة القدس، من خلال الإصرار على بناء الوحدات السكنية الاستيطانية، وتغيير معالم مدينة القدس، ضاربين بعرض الحائط كافة القرارات الدولية.

ثالثاً : وقوفنا الى جانب السيد الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية في وجه كافة الضغوطات، ورفضنا التام بمقايضة موقفنا الوطني والسياسي بأية معونات أو مساعدات مالية، وتجسيد وحدتنا الوطنية التي لا يساوم عليها.

رابعاً : في ذكرى النكبة نؤكد على صمود شعبنا وحقه المشروع في العودة و الدفاع عن أرضه ومقدساته بكافة السبل والوسائل التي كفلتها له الشرائع والمواثيق والأعراف الدولية .

خامساً : حق الشعوب في الحرية والتغيير لا يتوقف عند بوابات وحدود فلسطين، وعلى العالم بأسره أن يتحرك لرفع الظلم التاريخي الذي حل بالشعب الفلسطيني.

سادساً : نتوجه بالتحية إلى جماهير شعبنا في الوطن والشتات وخاصة في مدينة القدس التي يتعرض أبناؤها لهجمة عدوانية تستهدف الهوية الوطنية للمدينة المقدسة، كما نتوجه بتحية إجلال وتقدير لعائلات الشهداء والجرحى وكافة الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال، ولجماهير شعبنا الفلسطيني داخل الخط الأخضر.


المجد والخلود لشهدائنا الأبرار
الحرية لأسرى الحرية
الشفاء العاجل للجرحى
العودة للاجئين
ومعا وسوياً حتى اقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة
وعاصمتها الأبديه القدس الشريف