فلسطينيّو الـ48 يحيون النكبة

تحدّى فلسطينيّو الـ48 أمس القانون العنصري الإسرائيلي، وخرجوا لإحياء ذكرى النكبة، بالتزامن مع احتفال الإسرائيليين بذكرى «الاستقلال». وعلى غرار كل عام، جاءت الفعاليات الفلسطينية تحت عنوان «يوم استقلالهم يوم نكبتنا»، وخرجت حشود إلى قرية الدامون المهجّرة، لتشق شوارع قرية كابول المجاورة وصولاً إلى قرية الرويس المهجرة.

ونقل موقع «عرب 48» عن عادل عبد الحميد بقاعي، أحد مهجّري الدامون، قوله: «نحن نحيي هذه الذكرى بأمل متجدد للعودة، ليس فقط للدامون بل لكل مهجري الوطن في الداخل». وأضاف: «نحن هذا العام أكثر أملاً، ولا سيما في ظل ما يشهده العالم العربي من تغيرات وإرادة شبابية أسقطت الرهان على أن الكبار يموتون والصغار ينسون. وأقول للشباب ألا ينسوا، فنحن الماضي والحاضر وأنتم المستقبل».
محمد حمودي مطري، وهو من مدينة عكا، قال: «أنا من سكان عكا، لكن بلدتي تمتد من رأس الناقورة إلى أم الرشراش، حيث جئنا لنؤكد أن لهذه الأرض شعباً وتاريخاً، لا كما يدّعون أنها أرض بلا شعب لشعب بلا أرض». وأضاف: «أعتقد أننا نحيي هذه الذكرى لكي تنتهي المهزلة التي حيكت على مستويات دولية وعربية أيضاً. ونحن هنا لنتصدى لمحاولات المؤسسة المحمومة في حربها على ذاكرتنا، وأعتقد أنها خسرت المعركة على الوعي والذاكرة، وإن نجحت مؤقتاً في السيطرة على الأرض».
وكانت لجنة المتابعة العربية العليا في إسرائيل، التي تضم الفاعليات السياسية العربية والاجتماعية داخل إسرائيل وجمعية الدفاع عن حقوق المهجرين، قد دعت في بيان كل «أبناء شعبنا إلى المشاركة الفعّالة» في إحياء الذكرى، «إيماناً منّا بانتمائنا الفلسطيني وتجديداً للقسم والعهد اللذين قطعناهما على أنفسنا بالعودة ورفض كل البدائل، من تعويض وتبديل وتوطين».
يشار إلى أن سلطات الاحتلال كانت قد سنّت قوانين لمعاقبة المنظمات التي تحيي ذكرى النكبة الفلسطينية، وذكّرت بفرض عقوبة قد تصل إلى السجن ثلاث سنوات.
في هذا الوقت، تحتفل إسرائيل بالذكرى الثالثة والستين «لاستقلالها». وخرج آلاف الإسرائيليين للتنزّه في هذه المناسبة، وقضاء إجازة العيد في العديد من المدن الإسرائيلية، وفي الوقت نفسه فُتحت معسكرات الجيش الإسرائيلي منذ الصباح للإسرائيليين بهدف القيام بجولة داخلها والوقوف على دور الجيش الإسرائيلي. فقد فُتحت هذه المعسكرات من شمال فلسطين المحتلة إلى جنوبها، إضافة إلى الموانئ البحرية العسكرية، بهدف سهولة وصول من يرغب من الإسرائيليين لزيارة هذه المعسكرات.
وذكرت وكالة «معا» الفلسطينية أن ما يلفت الانتباه في هذه الزيارات هم الأطفال الذين وصلوا واستمعوا إلى شرح من ضباط الجيش الإسرائيلي عن مهامه ودوره، والتقطوا الصور مع الأدوات القتالية المختلفة. ونشرت صورة لرضيع خلف مدفع رشاش، متسائلة عمّا يكون عليه ردّ الفعل الدولي لو كانت الصورة لرضيع فلسطيني خلف هذا الرشاش.