القذافي يظهر للمرّة الأولى منذ قصف معقله

أعلن قادة عسكريون بريطانيون أن تمديد حملة القصف الجوي على ليبيا لأكثر من ستة أشهر سيمثل ضغوطاً على القوات المسلّحة البريطانية المثقلة بعمليات متزامنة في

ليبيا وأفغانستان. وتزامن هذا التصريح مع ظهور الزعيم الليبي معمر القذافي للمرة الأولى منذ الغارة التي استهدفت مقرّه في باب العزيزية، حيث تحدثت تقارير عن مصيره المجهول.
وذكرت وكالة الأنباء الليبية الرسمية «واج» أن القذافي التقى في طرابلس مساء أمس وفداً من أعيان القبائل.
ونقلت الوكالة عن القذافي قوله «نريد أن نبيّن للعالم الحقيقة التي زوّروها وزيّفوها إلى أبعد الحدود، لكن التزوير والكذب لن يفيدا، ولن يصنعا الحقيقة. الحقيقة هي التي تصنع كل شيء».
وأضاف مخاطباً أعيان القبائل «أنتم بادرتم بقيام ملتقى أعيان القبائل الليبية، وأنا في هذه القاعة أقول للعالم وأنتم موجودون: إن هؤلاء أعيان القبائل الليبية».
وكان آخر ظهور علني للقذافي في 30 نيسان الماضي، في اليوم نفسه الذي استهدفت فيه غارة جوية، شنتها مقاتلات حلف الأطلسي، أحد المواقع التابعة للزعيم الليبي في العاصمة طرابلس، وأدّت إلى مقتل أصغر أبنائه، سيف العرب وثلاثة من أحفاده.
في هذا الوقت، سُمع دوي انفجارين على الأقل في العاصمة الليبية في الساعات الأولى من اليوم يعتقد أنهما نتيجة لضربات جوية لحلف شمالي الأطلسي.
وقال مسؤولون ليبيون إن شخصين قُتلا في ضربات شنّها الحلف، وعرضوا على صحافيين أجانب جثتين في مستشفى. وقال عاملون في المستشفى إنهم عالجوا أكثر من 20 شخصاً أصيبوا بجراح.
من جهة ثانية، وفي شهادة قادة الدفاع البريطانيين أمام لجنة برلمانية، قالوا إن حاملة الطائرات وطائرات المراقبة التي استُغني عنها في إطار خفض نفقات الدفاع كانت ستنفع في الحملة الجوية في ليبيا.
وأحرجت وجهة نظر قادة الدفاع الحكومة الائتلافية البريطانية التي تألّفت قبل عام والتي أمرت بمشاركة القوات البريطانية في قصف ليبيا بعد أشهر معدودة من قرارها خفض الإنفاق على الدفاع بنسبة ثمانية في المئة خلال أربع سنوات في إطار سعيها إلى السيطرة على عجز الميزانية.
وتقوم الطائرات وسفن البحرية البريطانية بدور قيادي في قصف قوات القذافي. وقال قائد السلاح الجوي للجنة الدفاع في البرلمان البريطاني، ستيفن دالتون «هناك أوقات في العملية تكون فيها القدرات مضغوطة بدرجة يصعب جداً معها قيامنا بأي شيء آخر».
وأوضح قائد البحرية الأميرال مارك ستانهوب، أن البحرية يمكنها تنفيذ عملية نشر تستمر ستة أشهر. وقال إنه سيصعب توفير عدد السفن المطلوب لتنفيذ العملية في ليبيا وفي الوقت نفسه الحفاظ على الالتزامات الأخرى في الخارج.
أما قائد الجيش البريطاني، الجنرال بيتر وول، فرأى أن الجيش «يضع الأفراد وعلاقاتهم بأسرهم تحت ضغط هائل».
وبعد مراجعة لميزانية الدفاع، أمرت الحكومة البريطانية في تشرين الأول بخفض حجم القوات المسلحة البريطانية وتخلت عن حاملة الطائرات «آرك رويال» وطائرات «هارييار» التي تحملها. ويجري بناء حاملتي طائرات جديدتين لكن هذا الأمر قد يستغرق نحو عشر سنوات قبل أن تمتلك بريطانيا حاملة طائرات تحمل طائرات سريعة.
من ناحية ثانية، يلتقي رئيس المجلس الوطني الانتقالي، مصطفى عبد الجليل، في لندن اليوم عدداً من المسؤولين البريطانيين ويبحث معهم مجموعة من المسائل المتعلقة بالأزمة الليبية.
وسيجتمع عبد الجليل مع كل من رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ونائبه نك كليغ، ووزير الخارجية وليام هيغ، ووزير المال جورج أوزبورن، ووزير التنمية الدولية أندرو ميتشل.
وتعدّ بريطانيا المجلس الوطني الممثل الشرعي للشعب الليبي.
وقال هيغ «إن الوضع في ليبيا لا يزال يثير قلقاً خطيراً جداً، وتوفر زيارة عبد الجليل فرصة طيبة للتباحث حول آخر تطورات الأوضاع على الأرض والنظر في كيفية استمرار المملكة المتحدة والمجتمع الدولي في دعم الشعب الليبي».
وأضاف «سنناقش مجموعة من القضايا، بما في ذلك إنشاء مكتب دائم في لندن للمجلس الانتقالي وتزويده بالمزيد من الدعم والمعدات غير الفتاكة، ونبحث بمزيد من التفاصيل في النتائج التي توصلت إليها مجموعة الاتصال حول ليبيا في اجتماعها الأخيرة في روما، ومن ضمنها آلية التمويل المؤقتة».
وقال وزير الخارجية البريطاني «سنتبادل وجهات النظر حول الوضع في غرب ليبيا الذي لا يزال يثير قلقاً عميقاً مع استمرار العقيد معمر القذافي في قمع شعبه بوحشية، والحكومة البريطانية تحثّه على التنحي فوراً والشروع في وقف حقيقي لإطلاق النار لتمكين الاستجابة للمطالب المشروعة للشعب الليبي».