الأونروا تدير ظهرها لفلسطينيي مخيم قدورة

ألف وثلاثمئة فلسطيني يعيشون ضمن مخيم في مدينة رام الله يحصلون على الحد الأدنى من الغذاء والدواء والتعليم.
يبدو مخيم قدورة في مدينة رام الله كبقية مخيمات اللاجئين الفلسطينيين ببيوته الفقيرة المتلاصقة وقصص النزوح والتشرد منذ نكبة عام 1948 التي يحيي الفلسطينيون ذكراها الثالثة والستين الاحد، الا ان معاناة سكانه كما يقول هؤلاء تفوق غيرهم من اللاجئين بسبب عدم الاعتراف بمخيمهم من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا).

ويحمل معظم سكان المخيم الذين يبلغ عددهم حوالي الف وثلاثمئة شخص بطاقات مؤن من الاونروا يحصلون بموجبها على امدادات من الطحين والارز اما الذين لا يحملون هذه البطاقات فهم ليسوا لاجئين وسكنوا في المخيم بسبب اوضاعهم الاقتصادية الصعبة.

ويدرس ابناء المخيم في مدارس الوكالة في مخيم الامعري القريب او المدارس الحكومية في مدينة رام الله ويتلقى سكان المخيم العلاج في مخيم الامعري بسبب عدم وجود عيادة او مستوصف في مخيمهم.

وتقول منال عمار وهي امراة اربعينية من سكان مخيم قدورة ان "الوكالة لا تعطي اي شيء وتوزيع المؤن ليس لجميع العائلات، نحن محرومون من الكثير من الاشياء، وعندما نمرض يجب علينا ان نتجه الى مخيم الامعري، ولا توجد مدارس او روضات لابناء المخيم".

ويقول الشاب فراس اللولو وهو ناشط في اللجنة الشعبية للمخيم "مخيمنا اسم فقط فهو غير معترف به من الوكالة ولا البلدية ، لا يوجد اي شيء في المخيم فالوكالة لا تعطي اي شيء ولا تتابع المخيم، اما البلدية فهي ترد على الشكاوى بعد سنة من تقديمها".

وبهذا الصدد قال المتحدث باسم الاونروا كريس غانيس "الاونروا لا تدير مخيمات اللاجئين، نحن في الغالب مسؤولون عن المنشات داخل المخيمات واينما توجد منشات تابعة للاونروا نقوم بالاعمال الخيرية".

واضاف غانيس "نحو ثلث اللاجئين فقط يعيشون في مخيمات والذين لا يعيشون في مخيمات والذين لا يقيمون فيها ان كانوا مؤهلين يحق لهم الاستفادة من خدماتنا".

واوضح غانيس "مسالة الاعتراف بشيء اسمه مخيم اونروا ليست قضية لانه لا يوجد اصلا ما يسمى بمخيم اونروا ، ما حصل تاريخيا هو ان الحكومات اعطتنا الاراضي التي كان اللاجئون عليها الى الابد، وفكرة ان هناك مخيم اونروا حيث الاونروا مسؤولة هي فكرة خاطئة".

ويفتقر مخيم قدورة للاضاءة الليلية او البنية التحتية و الشوارع النظيفة او نظام صرف صحي على الرغم من انه تابع لبلدية رام الله رسميا وهي مسؤولة عنه كونه حي من احياء المدينة الا ان اهل المخيم يقولون ان البلدية تهمل المخيم ولا تهتم بسكانه.

وتؤكد سمية ابو كرش "ان عمال التنظيف التابعين للبلدية ياتون مرة ويغيبون عشر، هذا اهمال تام بصراحة من الوكالة ومن بلدية رام الله التي تقول ان جزءا من المخيم تابع لبلدية البيرة وليس من مسؤوليتها".

وتتابع ابو كرش "مخيم قدورة مهمش بالفعل وهو ليس كالامعري والجلزون (مخيمات اخرى قرب رام الله) التي تساعد الوكالة سكانها في العمل والتعليم".

وفي شوارع المخيم الضيقة تبدو البيوت الصغيرة متداعية وايلة للسقوط وفي حاجة للترميم الا ان اهل المخيم لا يستطيعون ذلك لان المخيم مبني على ارض خاصة لم تشتريها الوكالة كباقي مخيمات اللاجئين.

وتقول ميادة جبران ان البيت الذي تقيم فيه مع عائلتها وحماتها المقعدة "في حاجة شديدة للترميم الا ان الوكالة رفضت بعد تقدمنا بطلب لان المخيم غير معترف به".

ويوجد حوالي 4,7 ملايين لاجىء فلسطيني في العالم يعيش ثلثهم في ثمان وخمسين مخيما معترف به في الضفة الغربية والقدس الشرقية ولبنان وسوريا والاردن.