الشهيد محمود محمد سالم ( 17 عاماً): استشهد محتضناً كوفيته الفلسطينية

زف مخيم البص في صور عريسه الشهيد الشاب محمود محمد سالم ( 17 عاماً) الذي سقط برصاص العدو الاسرائيلي الغادر في الاعتداءات التي تعرض لها المتظاهرون المسالمون عند الشريط الحدودي الفاصل مع فلسطين المحتلة في منطقة مارون الراس.

محمود الذي توجه صباح الاحد مع مجموعة من اصدقائه واقاربه من ابناء مخيم البص لاحياء ذكرى النكبة بالتظاهر السلمي ومسيرة العودة على مشارف فلسطين المحتلة لم يكن يدري ان مشواره الاول الى حدود الوطن السليب وارض الاباء والاجداد سيكون مشواره الاخير، فسقط شهيداً برصاص سفاحي العصر على تخوم الوطن المغتصب فعانقت دماؤه الزكية تراب مارون الراس التي اذلت الجيش الذي لا يقهر ثم تسربت عبر الاسلاك الشائكة جنوباً نحو الارض المقدسة لترتاح في تراب الوطن بإنتظار القادمين لا محالة لتحرير القدس واسترجاع الاقصى مهما طال الانتظار ....

محمود تلقى رصاصة في ظهره اخترقت احشاءه ومزقتها فارتفع شهيداً الى جوار ربه، وقد نقل جثمانه الطاهر الى المستشفى اللبناني الايطالي، وفيما الروح منه قد غادرت الجسد فقد ظلت يداه تقبضان على كوفيته الفلسطينية رمز الثورة المستمرة وشعار النصر والوحدة المستعادة بين ابناء الشعب الفلسطيني ...

موقعنا يبارك لابناء الشعب الفلسطيني بشهدائهم الابرار، ويبارك لآل سالم بشهيدهم ويعزيهم بالخسارة المؤلمة لفقدان هذا الشاب الخلوق والفتي، ولايسعنا امام هذا الحدث الكبير سوى ان نسترجع قول الله تعالى :" ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتاً بل احياء عند ربهم يرزقون " ....