منتـــــــــــــــــــدى الــنضــــــــــال الـفلســـطـــــــيـني
مرحبا بك في منتدى النضال الفلسطيني

لتتمكن من الإستمتاع بكافة ما يوفره لك هذا المنتدى من الاخبار العربية والدولية ساعه بساعه, يجب عليك أن تسجل الدخول الى حسابك في المنتدى. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه.
منتـــــــــــــــــــدى الــنضــــــــــال الـفلســـطـــــــيـني
مرحبا بك في منتدى النضال الفلسطيني

لتتمكن من الإستمتاع بكافة ما يوفره لك هذا المنتدى من الاخبار العربية والدولية ساعه بساعه, يجب عليك أن تسجل الدخول الى حسابك في المنتدى. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه.
منتـــــــــــــــــــدى الــنضــــــــــال الـفلســـطـــــــيـني
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


أخبـــــــــــــــــــار فــلـسطــــــــــــــــين والنـــــــــــــــــــضال
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
(لا يهمني متى أو أين أموت,لكن همي الوحيد أن لا ينام البرجوازيين بكل ثقلهم فوق أجساد أطفال الفقراء والمعذبين, وأن لا يغفو العالم بكل ثقله على جماجم البائسين والكادحين)
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» مجدلاني: الحل السياسي بسوريا سيعيد الاعتبار لاولوية القضية الفلسطينية
رؤوس اللاجئين ترتفع فخراً بالعائدين الشهداء والجرحى والسالمين: مخيمات بيروت تقرأ «مسيرة العودة» كمحطة أساسية على طريق فلسطين I_icon_minitimeالسبت 19 ديسمبر 2015, 3:02 pm من طرف montaser

» النضال الشعبي تدين قتل الشابين احمد جحاجحة وحكمت حمدان
رؤوس اللاجئين ترتفع فخراً بالعائدين الشهداء والجرحى والسالمين: مخيمات بيروت تقرأ «مسيرة العودة» كمحطة أساسية على طريق فلسطين I_icon_minitimeالخميس 17 ديسمبر 2015, 3:19 pm من طرف montaser

»  جبهة النضال برفح تلتقي بقيادة حركة حماس بمناسبة ذكرى انطلاقتها
رؤوس اللاجئين ترتفع فخراً بالعائدين الشهداء والجرحى والسالمين: مخيمات بيروت تقرأ «مسيرة العودة» كمحطة أساسية على طريق فلسطين I_icon_minitimeالخميس 17 ديسمبر 2015, 3:15 pm من طرف montaser

» وفد من النضال يهنيء الرفاق في الشعبية بذكرى الانطلاقة
رؤوس اللاجئين ترتفع فخراً بالعائدين الشهداء والجرحى والسالمين: مخيمات بيروت تقرأ «مسيرة العودة» كمحطة أساسية على طريق فلسطين I_icon_minitimeالسبت 12 ديسمبر 2015, 3:40 pm من طرف montaser

» النضال الشعبي تدين اقتحام الاحتلال لمكاتب فصائل المنظمة بجنين
رؤوس اللاجئين ترتفع فخراً بالعائدين الشهداء والجرحى والسالمين: مخيمات بيروت تقرأ «مسيرة العودة» كمحطة أساسية على طريق فلسطين I_icon_minitimeالسبت 12 ديسمبر 2015, 3:35 pm من طرف montaser

» النضال الشعبي تشارك الشعبية بذكرى انطلاقتها بمخيم جرمانا
رؤوس اللاجئين ترتفع فخراً بالعائدين الشهداء والجرحى والسالمين: مخيمات بيروت تقرأ «مسيرة العودة» كمحطة أساسية على طريق فلسطين I_icon_minitimeالسبت 12 ديسمبر 2015, 3:25 pm من طرف montaser

» النضال الشعبي تهنئة الشعبية بمناسبة انطلاقتها في البارد
رؤوس اللاجئين ترتفع فخراً بالعائدين الشهداء والجرحى والسالمين: مخيمات بيروت تقرأ «مسيرة العودة» كمحطة أساسية على طريق فلسطين I_icon_minitimeالجمعة 11 ديسمبر 2015, 7:16 pm من طرف montaser

» د.مجدلاني يستقبل القنصل الايطالي لويجي ماتيرلو
رؤوس اللاجئين ترتفع فخراً بالعائدين الشهداء والجرحى والسالمين: مخيمات بيروت تقرأ «مسيرة العودة» كمحطة أساسية على طريق فلسطين I_icon_minitimeالجمعة 11 ديسمبر 2015, 2:38 pm من طرف montaser

» د.مجدلاني يلتقي السفير الصيني لدى فلسطين
رؤوس اللاجئين ترتفع فخراً بالعائدين الشهداء والجرحى والسالمين: مخيمات بيروت تقرأ «مسيرة العودة» كمحطة أساسية على طريق فلسطين I_icon_minitimeالثلاثاء 08 ديسمبر 2015, 7:31 pm من طرف montaser

» النضال الشعبي في سورية تستقبل وفد اللجنة التحضيرية للمهندسين الفلسطينيين
رؤوس اللاجئين ترتفع فخراً بالعائدين الشهداء والجرحى والسالمين: مخيمات بيروت تقرأ «مسيرة العودة» كمحطة أساسية على طريق فلسطين I_icon_minitimeالثلاثاء 08 ديسمبر 2015, 7:26 pm من طرف montaser

» النضال الشعبي تدين الحكم الصادر بحق النائب جرار
رؤوس اللاجئين ترتفع فخراً بالعائدين الشهداء والجرحى والسالمين: مخيمات بيروت تقرأ «مسيرة العودة» كمحطة أساسية على طريق فلسطين I_icon_minitimeالثلاثاء 08 ديسمبر 2015, 7:23 pm من طرف montaser

» لنضال الشعبي تعقد اجتماعا لفرع المخيمات ولنضال الطلبة وتشارك بندوة حول “الهبة الجماهيرية
رؤوس اللاجئين ترتفع فخراً بالعائدين الشهداء والجرحى والسالمين: مخيمات بيروت تقرأ «مسيرة العودة» كمحطة أساسية على طريق فلسطين I_icon_minitimeالسبت 05 ديسمبر 2015, 2:37 pm من طرف montaser

» د. مجدلاني يلتقي رئيس ديوان وزير الخارجية البلجيكية
رؤوس اللاجئين ترتفع فخراً بالعائدين الشهداء والجرحى والسالمين: مخيمات بيروت تقرأ «مسيرة العودة» كمحطة أساسية على طريق فلسطين I_icon_minitimeالسبت 05 ديسمبر 2015, 7:46 am من طرف montaser

» د. مجدلاني يلتقي وفد قيادات شابه من الشرق الاوسط بحضور نواب في البرلمان الاوروبي في بروكسل
رؤوس اللاجئين ترتفع فخراً بالعائدين الشهداء والجرحى والسالمين: مخيمات بيروت تقرأ «مسيرة العودة» كمحطة أساسية على طريق فلسطين I_icon_minitimeالجمعة 04 ديسمبر 2015, 8:11 am من طرف montaser

» جبهة النضال الشعبي تنعي القائد الوطني الكبير عضو مكتبها السياسي اللواء خالد شعبان
رؤوس اللاجئين ترتفع فخراً بالعائدين الشهداء والجرحى والسالمين: مخيمات بيروت تقرأ «مسيرة العودة» كمحطة أساسية على طريق فلسطين I_icon_minitimeالجمعة 11 أبريل 2014, 6:24 pm من طرف montaser

» العطاونة يؤكد أهمية الالتزام بمبادئ الإجماع الوطني
رؤوس اللاجئين ترتفع فخراً بالعائدين الشهداء والجرحى والسالمين: مخيمات بيروت تقرأ «مسيرة العودة» كمحطة أساسية على طريق فلسطين I_icon_minitimeالأربعاء 28 أغسطس 2013, 5:27 pm من طرف محمد العرجا

» شباب النضال برفح ينظم دورة تدريبية بعنوان ( إعداد قيادة شابة )
رؤوس اللاجئين ترتفع فخراً بالعائدين الشهداء والجرحى والسالمين: مخيمات بيروت تقرأ «مسيرة العودة» كمحطة أساسية على طريق فلسطين I_icon_minitimeالإثنين 08 أبريل 2013, 12:18 am من طرف محمد العرجا

» خلال اجتماعه الدوري : شباب النضال برفح يبحث استعداداته لإحياء ذكرى يوم الأسير الفلسطيني
رؤوس اللاجئين ترتفع فخراً بالعائدين الشهداء والجرحى والسالمين: مخيمات بيروت تقرأ «مسيرة العودة» كمحطة أساسية على طريق فلسطين I_icon_minitimeالجمعة 05 أبريل 2013, 11:54 pm من طرف محمد العرجا

» شباب النضال في قطاع غزة ينعى شهيد الحركة الأسيرة اللواء\ ميسرة أبو حمدية
رؤوس اللاجئين ترتفع فخراً بالعائدين الشهداء والجرحى والسالمين: مخيمات بيروت تقرأ «مسيرة العودة» كمحطة أساسية على طريق فلسطين I_icon_minitimeالأربعاء 03 أبريل 2013, 12:35 am من طرف محمد العرجا

»  شباب النضال بقطاع غزة يهنئ المرأة الفلسطينية بيوم المرأة العالمي
رؤوس اللاجئين ترتفع فخراً بالعائدين الشهداء والجرحى والسالمين: مخيمات بيروت تقرأ «مسيرة العودة» كمحطة أساسية على طريق فلسطين I_icon_minitimeالأحد 10 مارس 2013, 11:35 pm من طرف محمد العرجا

»  النضال الشعبي مخيم نور شمس :سياسة تقليص الخدمات للاجئين الفلسطينيين تنذر بمخاطر
رؤوس اللاجئين ترتفع فخراً بالعائدين الشهداء والجرحى والسالمين: مخيمات بيروت تقرأ «مسيرة العودة» كمحطة أساسية على طريق فلسطين I_icon_minitimeالأحد 10 مارس 2013, 11:34 pm من طرف محمد العرجا

» د. مجدلاني يلتقي ممثل اليابان ويؤكد دولة فلسطين تسعى لسلام حقيقي وشامل في المنطقة
رؤوس اللاجئين ترتفع فخراً بالعائدين الشهداء والجرحى والسالمين: مخيمات بيروت تقرأ «مسيرة العودة» كمحطة أساسية على طريق فلسطين I_icon_minitimeالأحد 10 مارس 2013, 11:32 pm من طرف محمد العرجا

» وفد من النضال الشعبي يقدم العزاء بوفاة النقابي خالد عبد الغني
رؤوس اللاجئين ترتفع فخراً بالعائدين الشهداء والجرحى والسالمين: مخيمات بيروت تقرأ «مسيرة العودة» كمحطة أساسية على طريق فلسطين I_icon_minitimeالأحد 10 مارس 2013, 11:31 pm من طرف محمد العرجا

» شباب النضال بقطاع غزة يعقد اجتماعه الدوري لمناقشة القضايا الشبابية
رؤوس اللاجئين ترتفع فخراً بالعائدين الشهداء والجرحى والسالمين: مخيمات بيروت تقرأ «مسيرة العودة» كمحطة أساسية على طريق فلسطين I_icon_minitimeالأحد 10 مارس 2013, 12:11 am من طرف محمد العرجا

» شباب النضال بقطاع غزة يدعو الشباب الفلسطيني لتحديث بياناتهم بالسجل الانتخابي
رؤوس اللاجئين ترتفع فخراً بالعائدين الشهداء والجرحى والسالمين: مخيمات بيروت تقرأ «مسيرة العودة» كمحطة أساسية على طريق فلسطين I_icon_minitimeالإثنين 11 فبراير 2013, 12:07 am من طرف محمد العرجا

»  شباب النضال بقطاع غزة يدعو المجتمع الدولي إلى حماية أسرانا في سجون الاحتلال
رؤوس اللاجئين ترتفع فخراً بالعائدين الشهداء والجرحى والسالمين: مخيمات بيروت تقرأ «مسيرة العودة» كمحطة أساسية على طريق فلسطين I_icon_minitimeالإثنين 04 فبراير 2013, 11:41 pm من طرف محمد العرجا

» شباب النضال بقطاع غزة يهنئ موقع دنيا الوطن لحصوله على المركز الأول في فلسطين
رؤوس اللاجئين ترتفع فخراً بالعائدين الشهداء والجرحى والسالمين: مخيمات بيروت تقرأ «مسيرة العودة» كمحطة أساسية على طريق فلسطين I_icon_minitimeالإثنين 04 فبراير 2013, 11:39 pm من طرف محمد العرجا

»  النضال الشعبي برفح تعقد اجتماع موسع لقيادة الفرع و للهيئات التنظيمية والنقابية
رؤوس اللاجئين ترتفع فخراً بالعائدين الشهداء والجرحى والسالمين: مخيمات بيروت تقرأ «مسيرة العودة» كمحطة أساسية على طريق فلسطين I_icon_minitimeالإثنين 04 فبراير 2013, 10:50 pm من طرف محمد العرجا

»  النضال الشعبي تنعى المناضل التقدمي الرفيق نمر مرقس
رؤوس اللاجئين ترتفع فخراً بالعائدين الشهداء والجرحى والسالمين: مخيمات بيروت تقرأ «مسيرة العودة» كمحطة أساسية على طريق فلسطين I_icon_minitimeالإثنين 04 فبراير 2013, 10:49 pm من طرف محمد العرجا

»  النضال الشعبي تنعى المناضل التقدمي الرفيق نمر مرقس
رؤوس اللاجئين ترتفع فخراً بالعائدين الشهداء والجرحى والسالمين: مخيمات بيروت تقرأ «مسيرة العودة» كمحطة أساسية على طريق فلسطين I_icon_minitimeالإثنين 04 فبراير 2013, 10:47 pm من طرف محمد العرجا

انت الزائر

.: عدد زوار المنتدى :.


 

 رؤوس اللاجئين ترتفع فخراً بالعائدين الشهداء والجرحى والسالمين: مخيمات بيروت تقرأ «مسيرة العودة» كمحطة أساسية على طريق فلسطين

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
صقر البارد
مشرف
مشرف
صقر البارد


عدد المساهمات : 5915
تاريخ التسجيل : 30/11/2009
العمر : 46
الموقع : صقر البارد

رؤوس اللاجئين ترتفع فخراً بالعائدين الشهداء والجرحى والسالمين: مخيمات بيروت تقرأ «مسيرة العودة» كمحطة أساسية على طريق فلسطين Empty
مُساهمةموضوع: رؤوس اللاجئين ترتفع فخراً بالعائدين الشهداء والجرحى والسالمين: مخيمات بيروت تقرأ «مسيرة العودة» كمحطة أساسية على طريق فلسطين   رؤوس اللاجئين ترتفع فخراً بالعائدين الشهداء والجرحى والسالمين: مخيمات بيروت تقرأ «مسيرة العودة» كمحطة أساسية على طريق فلسطين I_icon_minitimeالثلاثاء 17 مايو 2011, 8:29 pm

قبل موعد «مسيرة العودة»، نظمت منار شامية في «مركز الشباب والفتوة» في مخيم شاتيلا، حلقات توعية حول كيفية ضبط النفس في مارون الراس، وضرورة عدم الخروج عن تعليمات المنظمين. وقال أبو مجاهد ومنار للأهالي أن الحدود بعيدة عن تلة مارون حوالي ألف متر، و»لا خوف من أي حوادث أو مواجهات».
عند أعلى تلة مارون التي تمسك بيسارها منطقة جبل عامل وبيمينها الجليل الفلسطيني المحتل، خلعت منار بطاقة «الانضباط» عن صدرها، وركضت تسابق الشباب نحو الشريط الشائك.
نسيت الصبية العشرينية دورها وموقعها ولم تر سوى فلسطين. هناك، لم تعد منار عضوة في فرقة ضبط «العائدين»، عادت ابنة طبريا التي لا يفصلها عن أرضها سوى شريط شائك: «والأرض غالية، وصعب أن يردك شريط حديدي عن ارضك»، تقولها، والدموع تنساب على خديها مع كلماتها.
تظهر في المخيمات الفلسطينية في بيروت، صبيحة المجزرة التي ارتكبها الإسرائيليون بالفلسطينيين العائدين رمزياً إلى وطنهم، الكثير من الدموع.. دموع الفرح والتأثر. ويعرف المرء «شباب المسيرة»، كما يسمون الناس الذين شاركوا في مسيرة الأحد، من «مشيتهم». هم يتبخترون كـ»الطواويس»، ورؤوسهم مرفوعة. ألم يصلوا إلى فلسطين؟ ألم تطأ اقدام بعضهم، بعض ترابها؟ ألم يواجهوا الرصاص بصدورهم وبلحمهم الحي، وما ارتدّوا إلا بقوة الجيش اللبناني الذي عمد عناصره إلى ضرب بعضهم لسحبهم من محيط الشريط الحدودي؟ ألم يعودوا وبينهم 11 شهيداً و112 جريحاً، إصابات بعضهم خطرة؟
ومن حولهم، يطأطئ بعض من لم يشاركوا في المسيرة رؤوسهم: «نيالهم.. راحوا وضحوا وشاركوا، والأهم شافوا فلسطين»، يقولون، بغض النظر عما واجهوه من نار ودم هناك، فذلك حدث مؤلم ضمن مسيرة كبيرة، مسيرة القضية التي شهدت بالأمس محطة هامة على طريق تعزيز النضال، واستمراريته، والأهم: تأكيد حق العودة والتمسك به.
بروحية «المحطة الأساسية»، يتعامل المدرّس المتقاعد مفيد صادق (74 عاماً) مع مسيرة العودة. تقول جفون الرجل أنه بكى كثيراً. لم يكن ابن دير القاسي قد تجاوز الحادية عشرة من عمره حين هجر مع عائلته من أراضيهم في قضاء عكا في فلسطين. استعد الرجل لمسيرة الأحد للقاء الحبيبة بـ»ردية» ألفها للمناسبة. من على تلة مارون الراس، وقف وقال والدموع تغسل وجهه: «فلسطين الحبيبة كيف حالك / بعد ما الدهر والخون للأعداء حالك / ثقي سوف نعود بليل حالك / تحت راية فلسطين الموت طاب».
ويمكن للمرء أن يقول ما يريد في مخيمات بيروت، شرط ألا تشر، وإن من بعيد، إلى أن الذين استشهدوا فعلوا ذلك مجاناً. هم قاموا بما عليهم قبل شهادتهم التي توقعوها قبل رحيلهم. ودعوا امهاتهم وطلبوا رضاهن وركضوا نحو الشريط وهم ينطقون بالشهادة.أبو العواصف.. أبو الشهداء«عن أي موت مجاني نتحدث؟»، يسأل «ابو العواصف» كما كان الفدائيون الأوائل يسمون مفيد صادق، وقد ثبّت هو لقبه مع ولادة بكره «عواصف» وابنته «عاصفة». لدى «أبو العواصف» إحصاء مؤكد يفيد بمقتل 25 شاباً من مخيم برج البراجنة صعقاً بالكهرباء المتدلية في الشوارع وبين أنابيب المياه: «هم على الأٌقل استشهدوا فداء لفلسطين». هو نفسه، لام سنينه السبعين التي حالت بينه وبين الشريط: «63 عاماً من القهر والتهجير والظلم والحرمان، فماذا لدينا لنخسره؟».
سبق لأبي العواصف أن عاش حصار تل الزعتر. يومها، دفن ابنته البالغة من العمر اربع سنوات في أرض غرفته في المخيم، بعدما انقطع الحليب والمياه، فاستشهدت جائعة وعطشى. وهو ذاته الأب الذي عاد من غياب قسري في العام 1986 ليجد الناس وقد دفنوا ابنه، ابن الستة عشر ربيعاً، شهيد حرب المخيمات في غيابه. يحز في نفس الرجل، الذي لا يذكر محطة من محطات حياته إلا ويبكيها، أن تسمي بعض وسائل الإعلام شهداء الأمس بـ»القتلى.. فهل كانوا في نزهة وانقلبت حافلاتهم وماتوا؟».
للرجل الذي تسري العروبة في دمه، تاريخ طويل من نضال حرص أن يورثه لأبنائه. أسمى ابنه الثاني عبد الناصر، وعندما أنجب له عبد حفيداً، أسماه جمال. وانتقى لابنه الثالث اسم عرفات، ليعود ويسمي حفيده الثاني، ابن عرفات، ياسر، كما يقول وهو يمسح دمعه الذي سال مع ذكر ياسر عرفات، تماماً كما حصل مع اسم جمال عبد الناصر. يقول مفيد صادق أنه يمني ومصري وتونسي وليبي ولبناني وسوري و... قبل أن يكون فلسطينياً. يغلق أبو العواصف سبعينياته على حلم وحيد: «العودة إلى فلسطين، وإن بعد ألف عام». وقد أوصى الأحفاد قبل الأبناء أن يعيدوه معهم «لأنهم حتماً سيرجعون»، وإن بكيس نايلون أسود.. «أوصيتهم أن يلملموا عظامي ويدفنوني في احد حقول دير القاسي»، هناك حيث ما زال يذكر «كل دسكرة وحجر وصخرة وكمشة تراب»، كأنه قد تركها بـ»الأمس»، وليس قبل 63 عاماً.
يجلس أبو العواصف متأثراً إلى كرسي يستند إلى زقاق من أزقة برج البراجنة، وفي قلبه «فراشة ترقص» فرحاً. صحيح أن الرجل يبكي ويحزن على الشباب الشهداء كما على شهدائه، ولكنه بالأمس أيقن كم أن الفلسطينيين نجحوا في توريث قضيتهم لأبنائهم وأحفادهم. فها هو الجيل الثالث للنكبة يوازي في حماسته للعودة، أو يكاد يفوقها، تحرّق أولئك الذين تهجروا منها قبل ثلثي قرن من اليوم: «تأملي في أعمار الشهداء والجرحى وستعرفين، هذا ابن 16 عاماً وذاك ابن العشرين وأكبرهم لم يتجاوز الثلاثين سنة.. هؤلاء سيعيدون فلسطين، وإن لم يفلحوا فأبناؤهم، أو أحفادهم، فلسطين عائدة حتماً»... هكذا قالت له مسيرة الأمس، لا بل «هكذا قالت للعالم بأسره، وخصوصاً للإسرائيليين».ودّعوا أمهاتهم.. فهم أمام فلسطينما قالته المسيرة للعالم وللإسرائيليين، كان بلال كمال اسماعيل يقوله في عربة الإسعاف، إذ وصل لتوه إلى مستشفى حيفا في مخيم برج البراجنة. سبق لابن التاسعة عشرة ان رأى فلسطين إثر عدوان تموز 2006، للمرة الأولى. وقبل أن ينضم إلى الحافلات التي غادرت برج البراجنة برفقة شقيقيه واخته، ضم بلال امه وطلب رضاها. كان ابن الكابري، التي تشرف مارون الراس على خراجها البعيد، ينوي أن يصل إلى الشريط، وكان يعرف انه مشروع شهيد. امه نفسها لم ترافق عائلتها لأنها لا تتحمل رؤيتهم يقتلون امامها. قالت لهم: «روحوا الله يحميكم يا امي»، وتركتهم يذهبون.
عندما وصلت الجموع إلى مارون الراس، تفرق بلال واشقاؤه وركضوا جميعهم نحو السياج الحدودي: «مش ممكن تشوفي فلسطين وتقدري تبقي بعيدة»، يقول وهو مثبت على عربة المستشفى بعدما خضع في صور لعملية استئصال الرصاص من ركبته وساقه.
مع سقوط الشهيد الأول، وضع بلال هدفاً في رأسه: «بدي فوت ع فلسطين واستشهد هونيك». ولكن إصابته حالت دون تحقيق رغبته، فسحبه أصحابه إلى أعلى مارون، ومنها إلى مستشفى بنت جبيل.
المهم أن «الرسالة وصلت»، فالعودة إلى فلسطين والنضال لاسترجاعها ليست حكراً على من يعرفها من الأجداد والبالغين، ها هم الذين ولدوا في لبنان وسوريا والأردن وغزة والضفة الغربية، وفي أي مكان في العالم، لا يعرفون غير حلم العودة إليها سبيلا.
شقيق بلال سبقه إلى الشريط، ومن هناك، سحب هاتفه وهو يشهد بأن «لا إله إلا الله» ليطلب أمه، ويسألها الرضا، والسماح، قبل ان يسحبه عنصر من الجيش اللبناني ويعود به إلى أعلى التلة: «بس شفنا فلسطين نسينا حالنا، وما فكرنا بالموت.. الموت كرمالها آخر هم»، يقول حسام إسماعيل الذي لم يبق مع شقيقه بلال في المستشفى، ولم يكن قد عاد إلى البيت بعد.
هناك، عند الشريط، حرص حسام على تذكر كل كلمة انكليزية يعرفها. قال للإسرائيليين وهم يصوبون بنادقهم إلى صدور ورؤوس الشباب: «فلسطين لنا.. وسنعود، فلتتذكروا ذلك، ولتقولوه لأولادكم»، فعلا صوت الرصاص من حوله، وسقط بالقرب منه شاب من عين الحلوة. التقط حسام الشاب المصاب في عنقه، وقال له انطق بالشهادة: «وما إن أنهى الشهادة، حتى استشهد».فكّك الألغام في الحقلبدوره، نسي وسام محمد الحاج علي (36 عاماً)، الآتي من مخيم شاتيلا، الشريط الحدودي عندما وصل إلى المكان. تذكر ابن الستة وثلاثين عاماً خبرته العسكرية وبدأ بتفكيك الألغام من الحقل الذي دخله الشباب. يقول أنه لا يذكر عدد الألغام التي عطَّلها، كل ما يعرفه أنه أمضى وقته يفكفك الألغام من بين أقدام الشباب، ويطلب من بعضهم الابتعاد عما يصعب وصوله إليها، تجنباً لانفجارها بهم. بعد الانسحاب من منطقة السياج الحدوي، وقف ابن البروة على تلة مارون الراس، وحاول أن يرى ولو جزءاً صغيراً من بلدته.
مساعدة الآخرين هي ما قام به محمد احمد (23 عاماً). فخبرة أحمد واسعة في مجال الإسعاف، اكتسبها من عمله مع «الصليب الأحمر اللبناني». وصل إلى الشريط عندما انطلق الرصاص، فباشر هو مهماته الإسعافية. يقول انه والشباب كانوا يحملون المصابين من أسفل الوادي إلى أعالي التلة، من دون أي مساعدة في كثير من الأحيان.
تجارب الشباب في مارون كانت أمس محور الحلقات التي عقدت في مخيمات بيروت. لا يشبع المتجمعون حول العائدين من سماع تفاصيل ما حصل. أقفلت المخيمات دكاكينها ومدارسها وتفرغت لمسيرة العودة وذيولها. بعضهم جلس يروي أحلام من رحلوا. أولئك الشباب الجامعيون، في معظمهم، الذين سحرتهم رؤية فلسطين فنسيوا كل شيء وهبوا للقائها غير آبهين بأزيز الرصاص، «بل على العكس، كان العدد يتزايد مع كل طلقة ووسط أي معلومة عن سقوط شهيد أو جريح»، يقولون.
وفي مخيم مار الياس، كما في مخيمي برج البراجنة وشاتيلا، علا صوت الأناشيد الوطنية، على الرغم من عدم سقوط شهداء من أبناء المخيمات الثلاثة. فقد اقتصرت خسائر فلسطينيي بيروت على الجرحى، وقد نجا شاب من شاتيلا بأعجوبة بعدما زال عنه الخطر صباح أمس.
وقد اقفلت المدارس والمحال والمؤسسات الصغيرة والدكاكين ابوابها وتفرغ اللاجئون للحديث عن «عودة الأمس» ورمزيتها وأهميتها في مسيرة النضال الطويلة.«شهداء الشعب.. على الطريق الصحيح»في المخيمات الثلاثة، بدت النسوة متعبات من ذيول أمس الأول. إذ قضت الأمهات يوم المسيرة متنقلات بين الهواتف والطرقات، يحاولن الإطمئنان على الجميع، ومن بينهم أولادهن طبعاً، لكن، «كلهم أولادنا»، تقول ام محمد (من البروة) وهي «تورق» عيدان الملوخية الخضراء. يحب أحفاد أم محمد الملوخية من يدها، وهي تطهوها لهم احتفالاً بعودتهم سالمين: «بيحبوها ناعمة وخضرا»، تقول وهي تحمد الله لأنه نجاها «من التجربة» وهي على ابواب الثمانين عاماً.
أما محمد الجرشي من قرية «الفاسبيا في قضاء عكا»، فيمتلك تفسيراً أخر للحدث، يضيفه إلى تفسير «الرسالة النضالية». بالنسبة إليه، جسدت مسيرة الأمس محطة اساسية على صعيد تكريس الوحدة الفلسطينية: «لم ترفع إلا أعلام فلسطين، وسقط شهداء للشعب الفلسطيني، وليس للتنظيمات، نحن هنا على الطريق الصحيح لاستعادة فلسطين»، يقول.
ويعود مفيد صادق، المدرس المتقاعد من «الأونروا»، ليرسل قصيدة - رسالة إلى المسؤولين في بلادنا، بعد أن يشكر الشعب اللبناني على «فتح صدورهم قبل دورهم» للفلسطينيين، تقول: «لا تهجير ولا استيطان ولا توطين / طينة فلسطين اقدس واطهر طين / والله ما منحلف إلا بحياتها / منحوتين من صخراتها / مجبولين من ترابتها ورملاتها / ومن نبع الكوثر مياتها / ومن شجر الجنة شجراتها / ومحمد الدرة من دراتها / وآية الأخرس من آياتها / وفارس عودة من أكبر معجزاتها».
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
رؤوس اللاجئين ترتفع فخراً بالعائدين الشهداء والجرحى والسالمين: مخيمات بيروت تقرأ «مسيرة العودة» كمحطة أساسية على طريق فلسطين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» المقدح..مسيرة اللاجئين الفلسطينيين تتحرك الاحد المقبل من اجل العودة الى فلسطين
» اندفاع وحماسة للمشاركة في تحرّك «يعبد الطريق إلى فلسطين» مخيمات بيروت تنتظر موقف السلطات من «مسيرة النكسة»
» صبيحات على راس وفد من تجمع اسر الشهداء يتجول في مخيمات بيروت
» بعيداً عن «خارطة طريق» مسيرة العودة
» اطفال مخيمات اللاجئين في الأردن يؤكدون تمسكهم بحق العودة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتـــــــــــــــــــدى الــنضــــــــــال الـفلســـطـــــــيـني :: المنتدى السياسي :: خيمة أخبار اللاجئين-
انتقل الى: