دمشق تسمح باعتصام اليوم لإضـاءة شـموع للضـحـايـا

أعلن الرئيس السوري بشار الأسد، أول من أمس، أن مستقبلا واعدا بانتظار الاستثمارات العربية في بلاده، فيما جددت السلطات السورية اتهامها لـ«مجموعات إرهابية» بالمسؤولية عن أعمال العنف في البلاد، وذلك في الوقت الذي شيعت مدينتا حمص وسقبا، عشرات القتلى الذين سقطوا برصاص قوات الأمن السورية أول من أمس.
وفي تطور لافت، قال ناشطون إن وزارة الداخلية سمحت بتجمع لإضاءة شموع في الحديقة العامة في دمشق اليوم حدادا على أرواح الذين سقطوا في الاحتجاجات. وذكرت قناة «شام» الإذاعية الخاصة أن وزارة الداخلية سمحت بالتجمع، على أن لا يتعدى فترة الساعتين. واستغلت «لجنة التعبئة السورية» الحدث لتدعو الى مشاركة واسعة في الاحتجاج، وتعهدت بتحويله الى اعتصام مفتوح «حتى سقوط النظام».
إلى ذلك، من المتوقع أن يتخذ الاتحاد الأوروبي اليوم قرارا بفرض عقوبات ضد الأسد. ويعتزم وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي خلال اجتماعهم في بروكسل بحث هذه العقوبات التي تتضمن حرمان الأسد من السفر إلى أي من دول الاتحاد وتجميد أصوله في أوروبا.

ودعا الملك الأردني عبد الله الثاني، أمس، الأسد إلى التحاور مع شعبه. وقال، في مقابلة مع شبكة «ايه بي سي» الأميركية، «تكلمت مع بشار الأسد مرارا لأعرف ما إذا كان بإمكان الأردن المساعدة في إعادة الاستقرار والهدوء إلى سوريا». وأضاف إن الأسد «هو الذي يتسلم السلطة وأعتقد أن عليه أن يتوجه إلى الشعب وأن يتحاور معه».
وكان وزير خارجية تركيا أحمد داود أوغلو قال، في مقابلة مع تلفزيون «ان تي في» التركي أول من أمس، «لا تزال هناك فرصة لعملية انتقالية سلمية ومستقرة في سوريا إذا ما أطلقت إصلاحات عميقة وواسعة النطاق وفقا لوتيرة وحجم ينشدهما الشعب». وأضاف «الوقت يضيق». وتابع «إذا استمروا في الطريقة التي تكمن في استدعاء قوات الأمن لقمع الاحتجاجات من دون إدخال إصلاحات ملموسة فقد تحصل عواقب سلبية جدا ستحزننا جميعا».
وأضافت «كما تناول اللقاء دور الاستثمارات في دعم الاقتصاد الوطني والمساهمة في مسيرة الإصلاح والاستقرار، حيث أعرب الأسد عن تقديره للمستثمرين العرب الذين يزيدون استثماراتهم في سوريا رغم كل الظروف، مؤكدا أن مستقبلا واعدا بانتظار هذه الاستثمارات».
وأعرب المستثمرون، بحسب «سانا»، عن «ارتياحهم لجملة الإصلاحات التي تقوم بها سوريا والتي ستنعكس على المناخ الاستثماري بشكل إيجابي في جميع المجالات».
وقال رئيس مجلس إدارة «عامر غروب المصرية» منصور عامر إن «اللقاء مع الأسد تناول كل المعوقات التي اعترضت عمل المستثمرين ووضع آليات تسهل من سرعة إنجاز الموافقات والتصاريح بما يساعد على تحقيق معدلات نمو أكثر وفتح فرص عمل للشباب». وأضاف أن «أعضاء الوفد لمسوا حرص الأسد على الإصلاح في هذا الشأن، وخاصة مع اطلاعه الواسع على ما يعوق العمل من خلال اللقاءات السابقة واستماعه إلى آراء المستثمرين، حيث أشار إلى أهمية توفير المشروعات الاستثمارية لفرص عمل أكثر للشباب وهو ما أكد عليه أعضاء الوفد من خلال اعتزامهم إقامة مشاريع جديدة».
بدوره قال الرئيس التنفيذي لمجموعة الاستثمار في سوريا أنس الكزبري إن «اللقاء مع الأسد أعطى المستثمرين العرب والخليجيين خاصة والمستثمرين في سوريا الثقة بالاقتصاد السوري، وأن السياسة الاستثمارية والاقتصادية في ظل الخطوات الإصلاحية المقبلة ستعطي دفعا كبيرا للاستثمار، بما يحقق الجدوى الاقتصادية للمستثمرين ويحقق مصلحة المواطن السوري».
وذكرت «سانا» انه جرى في طرطوس تشييع شرطي «من الذين استهدفتهم المجموعات الإرهابية المسلحة في منطقة سقبا بريف دمشق أمس (أول من أمس) أثناء تأديته واجبه الوطني». وأشارت إلى أن «عدد شهداء قوى الأمن الداخلي وصل إلى 32 شهيدا منذ بداية الأحداث التي تمر بها سوريا، في الوقت الذي وصل فيه عدد الجرحى إلى 547».
وأشارت الوكالة إلى أن «مجموعات تخريبية مسلحة في مدينتي أريحا بمحافظة إدلب والبوكمال بمحافظة دير الزور عبرت عن مفهومها للحرية الذي ترفعه شعارا فأقدمت على تدمير وحرق بعض الممتلكات العامة والخاصة وبعض مراكز الشرطة».
وكانت الوكالة قد ذكرت، أول من أمس، أن 17 شخصا بين مدنيين ورجال شرطة وقوات أمن قتلوا الجمعة في محافظتي ادلب وحمص بعد أن «استغلت بعض المجموعات التخريبية المسلحة خروج التجمعات المتفرقة لمتظاهرين والتزام عناصر الشرطة بالتعليمات المشددة من قبل وزارة الداخلية بعدم إطلاق النار حفاظا على أرواح المواطنين وأقدمت هذه المجموعات المسلحة على إطلاق النار على عناصر الشرطة وتخريب وحرق بعض الممتلكات العامة والخاصة وبعض الوحدات الشرطية في عدد من المناطق».
وقال شاهد من سقبا في ريف دمشق إن أكثر من 10 آلاف شخص شاركوا، أمس، في تشييع جنازة شخص قتل في المدينة أمس الأول، وأطلقوا هتافات تدعو إلى إسقاط النظام، من دون أن تتدخل قوات الأمن.
كما شيعت حمص قتلى سقطوا برصاص قوات الأمن لدى مشاركتهم في تشييع أشخاص قتلوا الجمعة. وقالت محامية حقوق الإنسان رزان زيتونة إن لديها أسماء 11 شخصا على الأقل قتلوا في حمص عندما تعرضت جنازة 10 متظاهرين قتلتهم قوات الأمن في حمص الجمعة لإطلاق نار.
وقال رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان عمار القربي «حصل إطلاق نار من قبل قوات الأمن في حمص لدى تشييع قتلى السبت ولا تزال المنطقة الممتدة من تل النصر إلى ساحة العباسية حيث تم التشييع محاصرة». وأشار إلى «حصول اعتقالات في حمص، وخاصة في منطقتي باب عمرو وباب السباع، وفي منطقة ادلب وخاصة في مدن أريحا وبنش ومعرة النعمان وكفرنبل».
وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن حصيلة القتلى وصلت إلى 1003 قتلى، هم 863 مدنيا و140 من رجال الأمن والجيش، منذ بداية حركة الاحتجاجات التي تشهدها سوريا في منتصف آذار.
من جهة ثانية أعلن رئيس المركز السوري للدفاع عن المعتقلين وعن حرية التعبير المحامي خليل معتوق أن السلطات السورية أفرجت عن الناشط أنور البني بعد أن أنهى مدة الحكم الصادر بحقه بتهمة نشر أنباء كاذبة.