محمد دحلان ... غول أم سوبرمان ؟؟؟

محمد دحلان ... غول أم سوبرمان ؟؟؟

-كتب قيس الطائي-كغيري من ملايين البشر كنت أشاهد بشغف واهتمام حفل افتتاح برج دبي الخرافي ، وما إن ظهر سمو الشيخ محمد بن راشد أل مكتوم احتبست أنفاسي وأخذ قلبي يدق خوفا من قادم الكلمات، ولم يهدأ لي بال إلا بعد أن أطلق سموه على هذا البرج العملاق أسم ( برج خليفة )، حينها تنفست الصعداء وقلت في نفسي : الحمد لله ... محمد دحلان طلع من هذا البرج براءة.

محمد دحلان ذلك الرجل الذي يملك كل شيء حسب خصومه السياسيين، فتجده يملك بين أصابعه السحرية مفاتيح الشر في الشرق الأوسط وما أبعد من ذلك، فكل مصيبة أو كارثة يقف خلفها هذا الرجل، فقبل 50 عاما من مولده شارك دحلان في إضعاف الدولة العثمانية وكان السبب الرئيسي وراء انهيارها الأمر الذي أدى إلى زوال دولة الخلافة.

كذلك وقبل مولده بما يقارب 15 عام شارك دحلان في قيام ما تسمى إسرائيل، ثم ساعدها على احتلال قطاع غزة العام 1956 . أما بعد مولده فحدث ولا حرج، فهو من سهل لإسرائيل بالاستيلاء على الجولان والضفة الغربية وغزة وسيناء في حرب العام 1967 ، وفي العام 1991 تمكن محمد دحلان من إقناع الرئيس السوري حافظ الأسد بإرسال جيشه للقتال إلى جانب القوات الأمريكية لضرب العراق .


كذلك عمل دحلان على توثيق العلاقات القطرية الإسرائيلية وسهل الزيارات المتبادلة بين الجانبين ، كذلك رافق دحلان شمعون بيرس خلال زيارته لقطر ، وشوهد الاثنان وهما يتمشيان على كورنيش الدوحة ويأكلون الفول السوداني ، كذلك قيل بأن المقص الذي استخدم في قص شريط افتتاح المكتب التجاري الإسرائيلي بالدوحة هو من مصانع الصلب والحديد التي يمتلكها دحلان في جنوب إفريقيا.

كذلك شارك دحلان في الغزو الأمريكي على أفغانستان فهو من وضع خطة الهجوم، كذلك قام محمد دحلان بتأجير قاعدتي السيلية والعديد إلى القوات الأمريكية ، ومحمد دحلان هو وراء فرض العقوبات على إيران ، كما يتحمل هذا الرجل ما يحدث من انقلابات دمويه في إفريقيا السوداء وكان أخرها انقلاب النيجر، ولا يخفى على أحد الدور الخطير الذي يلعبه هذا الرجل في دارفور في دعم الجمعات المتمردة، وأخيرا وصل الأمر به إلى تجنيد بعض الضباط في الجيش التركي للإطاحة بالنظام هناك .

هذا فيض من غيض من الدور الذي يلعبه هذا الرجل حول العالم ، أما على صعيد الشأن الفلسطيني فإن خصومه السياسيين يحملونه مسئولية ارتفاع نسبة المصابين بالضغط والسكري وأمراض القلب في قطاع غزة ، كما أنه يتحمل مسئولية عشرات المواكب ذات الزجاج المعتم التي يتنقل بها قادة حماس ، وهو أيضا يتحمل انتفاخ الكروش العفنة لقادة الحكم الرباني من خلال دعم دحلان لهم بالمناسف اليومية .


كما يتحمل أكبر عملية نصب تشهدها فلسطين على مر العصور ، وذلك من خلال جمع أموال الناس عبر وسطاء لتشغيلها ثم تنكر دحلان لحقوق الناس وهددهم بالسجن والاعتقال لكل من يحاول المطالبة بأمواله ، وهو نفسه من يتحمل مسئولية فرض الضرائب الباهظة والتعسفية التي تفرضها الحكومة الربانية ، وهو من يقف وراء الارتفاع الجنوني للأسعار ، ففي عهده كان سعر اسطوانة الغاز 30شيكل وشوال الإسمنت 20 شيكل ، أما الآن وفي عهد الإصلاح والتغيير أصبح الأسمنت ب 100 شيكل ، واسطوانة الغاز ب 70 شيكل ، ولم يكتف دحلان بذلك بل قام بنهب وتخريب مطار غزة الدولي ، والآن يقوم بمساعدة الإسرائيليين في تحقيق حلمهم بإزالة ما تبقى من المطار فهو الآن يقوم ببيع ما تبقى منه إلى معامل الطوب ، كذلك قام دحلان بتوزيع الأراضي الحكومية على أتباعه وعمل منها إقطاعيات خاصة ، كذلك يقوم دحلان بعملية مطاردة شرسة للشيكل، فتجده يطارد الناس في أرزاقهم في كل مكان يصل إليه في قطاع غزة .

كل شيء يحدث في قطاع غزة هو من صنع هذا الرجل هكذا تدعي حماس دائما، والغاية من ذلك أن تتستر حماس على أفعالها المشينة والقذرة اتجاه الشعب هناك في غزة .

حماس تحاول أن ترسم في أذهان الشعب الفلسطيني صورة الغول أو الشبح أو أبو رجل مسلوخة لمحمد دحلان، فكما كان الآباء يخيفون أبنائهم بهذه الخرافات ، فأن حماس تعلق كل أخطائها وفشلها وجرائمها ومصائبها وضرائبها وحقارتها وخلافاتها الداخلية على هذا الغول المنسوج من وحي خيالها الواسع ، فحماس وبكل صدق تمتلك آله ضخمة من الأعلام الكاذب والمفبرك ، والذي يجيد قلب الحقائق متسترا بالدين .

إن حماس وقعت في شر أعمالها ، فقد انقلب السحر على الساحر فأصبحت هي وعناصرها من تخاف شبح دحلان ، فعقدة دحلان تطاردها في كل مكان .


أما الشعب والذي حاولت حماس إدخال الرعب في قلبه من مجرد ذكر أسم هذا الرجل - لتمرير مشاريعها الرخيصة والدنيئة - فإن الشعب اليوم يصطف خلف حركة فتح وخلف محمد دحلان ويقدم له الدعم والمساندة على مواقفه الوطنية والقومية الثابتة ، ولعل انتخابه عضوا للجنة المركزية لحركة فتح جاء دليلا على الثقة الغالية التي يتمتع بها هذا الرجل من قبل أبناء الشعب الفلسطيني ، ومن جهة ثانية جاء صفعه قويه لكل الذين راهنوا على سقوط هذا الفارس عن جواده ، فالشعب وبعد هذه التجربة المريرة أصبح يفرق بين الغث والسمين ، وبين الثرى والثريا ، وبين المسلم والمتأسلم .