لندن تدخل قنابل خارقة للتحصينات: رسالة للقذافي من أجل رحيله

رفعت بريطانيا من نسبة تدخلها العسكري في الصراع الليبي، وأعلنت، أمس، انه ستدخل على ترسانتها «قنابل خارقة للتحصينات»، مشيرة إلى أن هذا الأمر سيبعث رسالة واضحة إلى الرئيس الليبي معمر القذافي بأن الوقت حان لرحيله، وذلك بعد يوم من احتفال المعارضة الليبية بمرور مئة يوم على الثورة.
وكررت المعارضة الليبية، التي احتفلت بمرور مئة يوم على انطلاقتها، المطالبة برحيل القذافي كشرط مسبق لأي حل للأزمة، في الوقت الذي ينتظر فيه وصول الرئيس الجنوب أفريقي جاكوب زوما إلى طرابلس اليوم ليعرض على الرئيس الليبي «استراتيجية للخروج».
وأعلنت وزارة الدفاع البريطانية، في بيان، إن قنابل «بايف واي» المتطورة، والتي تزن كل منها حوالى الطن والقادرة على اختراق أسقف وجدران المباني المحصنة، وصلت إلى قاعدة جوية في ايطاليا، من حيث تنطلق الطائرات البريطانية للإغارة على ليبيا.
وبثت قناة «الجزيرة» شريط فيديو لعناصر أجنبية، قد تكون بريطانية، قرب مصراتة. وظهر في الشريط عدد من العناصر المسلحة يرتدون نظارات شمسية وكوفيات، وتحركوا من المكان بعدما تبينوا انه يتم تصويرهم.
وأعلن وزير الدفاع البريطاني ليام فوكس، في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي)، أن إدخال بريطانيا «قنابل خارقة للتحصينات» على ترسانتها سيبعث رسالة واضحة إلى القذافي أن الوقت حان لرحيله. وقال «بالتأكيد نحن لا نحاول استهداف الأشخاص الذين يعتمد القذافي عليهم، لكننا نرسل لهم المزيد من الرسائل القوية». وأضاف «قد لا يكون باستطاعة القذافي الاستماع، لكن المحيطين به قد يكونون حكماء في هذا الأمر». واعتبر أن استخدام مروحيات بريطانية في ليبيا ينطوي على مجازفة لكنها ضرورية. ونفى أن يكون استخدام المروحيات مؤشرا على تصعيد مشاركة لندن في الحملة.
وعبر رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل، في بيان، عن ارتياحه للتطورات في ليبيا، قائلا «بعد مرور مئة يوم على انطلاق هذه الثورة المباركة، نرى الانتصارات تتوالى على كافة الأصعدة على المستويين المحلي والدولي، ابتداء مما حققه أبناؤنا في مصراتة وجبل نفوسة»، الجيبين اللذين تسيطر عليهما المعارضة في شرق وجنوب غرب طرابلس ويواجهان منذ أسابيع قوات النظام.
وقال عبد الجليل «أود أن أرحب بالموقف الذي تبنته مجموعة الثماني، والذي أكد ضرورة رحيل القذافي، وهذا الموقف يعبر مرة أخرى عن الإجماع الدولي الداعم لتطلعات وآمال الشعب الليبي». وأضاف «كما أرحب بالموقف المتقدم للرئيس الروسي (ديميتري ميدفيديف)، وأؤكد على أهمية دور الاتحاد الروسي في العلاقات الدولية وتطلع ليبيا المستقبلي إلى بناء وتوثيق العلاقات مع الاتحاد الروسي على أساس الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة». وأعلن أن انتخابات ستجرى بعد ستة أشهر من سقوط النظام.
وعلى الصعيد الدبلوماسي، اعترفت السنغال بالمجلس الوطني الانتقالي «كممثل شرعي للشعب الليبي»، بحسب بيان للرئاسة السنغالية. وبذلك تحذو السنغال حذو فرنسا وايطاليا وقطر وغامبيا والأردن وبريطانيا في الاعتراف بالمجلس.