استياء شديد من أبناء غزة لشاشة فلسطين الصماء العمياء

اعتدنا علي الإحساس بالتهميش من القيادات العليا وزاد الطين بلة تلك الشاشة العمياء والصماء المسماة 'تلفاز فلسطين'التي تدعي بأنها صوت وصورة فلسطين وكل الفلسطينيين .
نستغرب بأن تصبح الهوية و الحالة الغزية ملف نكبات وعقوبات تطارد حاملها ، فمنذ وقع الانقلاب الحمساوي علي السلطة الفلسطينية ونحن نلاحظ ذلك الفصل غير البرئ والمشبوه الذي تقوم بها بعض الأيادي العابثة في محاولة لاقصاء القطاع الغزى واهله عن دوره واهميته ومكانته فى المعادلة الفلسطينية بشكل فعلى.

مع ان أبناء هذه المساحة الجغرافية الضئيلة والمنسية كانوا ولا زلوا يدفعون ضريبة الوطن بشتي أنواعها سواء فى مواجهة الاحتلال او على يد أصحاب القرار بالاهمال و كأنهم ارتكبوا إثما ربانيا ويعاقبون عليه في الدنيا.

هنا لم يأت الاستياء والاستنكار موجها ضد حركة حماس كما اعتدنا ،فهذه المرة ترتفع الأصوات في وجه من هم قائمين علي الإعلام الرسمى الفلسطينى وتحديدا هذه الشاشة صاحبة الضمير الغائب 'تلفاز فلسطين' ،صراحة وبدون أي مقدمات أو افتراءات ،نعلم جيدا ما مدي المعاناة التي تذوقها الغزيون فهى علقم بنكهات مختلفة وقد يكون كافي لعقود آتية .

وبالرغم من شدة الظلم الذي حل علي أهالي القطاع واستمرار تجاهل قضاياهم التى كانت ولا تزال مهمشة ومتناثرة وهى لا تحصى دون أن ينظر لهم احد أو يسلط إعلامنا الضوء علي مشاكلهم ومعاناتهم كما ينبغى،أو حتى يشد علي أيديهم لو - بكلمة مواساة كذب - قد ترفع معنوياتهم وتصبرهم علي هذا القهر المستمر من الجهات كافة وخاصة اصحاب القرار .

ولأننا ندرك مدي أهمية الإعلام الذي هو سلاح ذو حدين إما يساهم في تطوير وتقدم الشعوب أو يعيد به إلي الوراء مليون سنة ، استطلعنا آراء عدد من أبناء قطاع غزة المقهورين في اداء التلفزيون الفلسطينى وتعامله مع قضاياهم.

فقال محمد السكني أثناء إعلان المعتقلين السياسيين داخل سجون حماس الاضراب عن الطعام يوم السبت 28/5 قمت بإبلاغ تلفاز فلسطين عن هذا الخبر وتحديدا احمد الحزوري القائم بأعمال مدير التلفاز الفلسطيني، طالبا منهم تغطية الأحداث لإيصال أصواتنا ونقل معاناة هؤلاء المختطفين إلي الجميع ولكن للأسف دون جدوى، فلا اعلم ما الهدف من وراء هذا التعتيم الإعلامي علي قطاع غزة وقضاياه الحساسة ؟!!!ولماذا نحن ممنوعين من كل شيء وكتب علينا أن نبقي مدفونين بالحياة ولا احد يسمع صوتنا او يشعر بمعاناتنا.

ويقول المواطن خالد موسي عن تلفاز فلسطين،انه في وقت ما تكون الأحداث مشتعلة في غزة ،يقوم تلفاز فلسطين بعرض الأفلام والمسلسلات، كأن هذه الأرض وهذا الشعب ليس جزء من فلسطين ،وكأننا لا ننتمي لفلسطين هذا قبل المصالحة اما الان فلم يتغير شئ بالرغم من ان غزة كلها مشاكل و بحاجة للتركيز عليها فى الاعلام.

واستنكرت المواطنة هيام خالد سياسة هذه القناة حيث وصفتها بالقناة الصفراء والتي تسعي لفصل غزة عن الضفة .

أما المواطن حسن طاهر الذي انكر هوية القناة قال: 'إنني لا اصدق أن قناة فلسطين فلسطينية وأن القائمين عليها ينظرون بمسؤولية وطنية لمعانى الهوية الفلسطينية، فهم بالحقيقة بعيدين بعد السماء عن الأرض عن قضايانا وأمورنا ، لذلك نطالب بتغيير القائمين عليها دون استثناء أو إغلاقها أفضل لنا ولفلسطين ،لأنها ظاهريا وأمام العالم تتحدث عن حالنا وتعكس صورتنا ،فبهذا الشكل تعكس الصورة السيئة لنا ولا تمثلنا ولا تنقل معاناتنا الحقيقية.

هذا بالنسبة لمواطني غزة ،أما اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات الشتات فقد ترى نسبة كبيرة منهم بأن تلفزيون فلسطين لا يلبي طموحاتهم وأنه لا يغطي معاناتهم ولا يطرح همومهم واكدت المواطنة داليا محمد الطالبة في جامعة 6 أكتوبر في جمهورية مصر العربية تخصص إعلام أنها تتابع الأوضاع الفلسطينية من خلال قنوات فلسطينية أخرى غير تلفزيون فلسطين كما أن معظم زميلاتها الفلسطينيات وغيرهن لا يتابعن التلفزيون الرسمي لنفس أسبابها إضافة إلى أن اداءه فى المجال الاخبارى روتينى ويغيب عنه الجهد الانتاجى الخاص وتغلب عليه البرامج المنفرة وسوء تقنية الصورة التي يبثها التفزيون ولا ترتقي لمستوى تلفزيون رسمي.

من هذا الباب نتساءل عن موقع المسئولين ودورهم وموقفهم مما يجرى على الشاشة وما يدور فى الدهاليز والاروقة الخفية للمؤسسة ونستغرب من هذا الصمت القاتل لما يحدث ولا ندرك حقيقة هذا التعتيم الاعلامي عن بقعة قطاع غزة ولصالح من هل المقصود منه فعلا التهميش والاهمال وقتل الروح الغزية الوثابة ؟!!!فليخرج علينا أحد لايزال ضميره حي ليجيب عن أسئلتنا ...