عشرات القتلى في اشتباكات صنعاء وتعز وزنجبار

قُتل ما لا يقل عن 15 شخصاً في اليمن اليوم بعدما تصاعد العنف مجدداً في العاصمة صنعاء، حيث استُئنفت الاشتباكات بين المسلحين القبليين والقوات الحكومية، وأدّت إلى سقوط ثلاثة قتلى. وفي تعز (جنوب) أطلقت قوات الأمن النار على المتظاهرين، مخلّفةً سبعة قتلى، فيما استمرت المواجهات الدامية بين الجيش ومسلحي تنظيم «القاعدة» في زنجبار (جنوب).

وأفاد شهود أنّ حشوداً من أبناء الأرياف المجاورة لتعز، كانوا يحاولون الدخول إليها للتظاهر، واشتبكوا مع الشرطة فسقط عدد من القتلى والجرحى، كما أكد آخرون أن حالة من الفوضى تعم المدينة مع بدء الاعتصامات المطالبة بإسقاط النظام فيها قبل أن تنتقل الى صنعاء.
وأكدت مصادر من المدينة تسجيل انتشار أمني كثيف لمنع تكوّن تظاهرات ضخمة يسعى المحتجون الى تنظيمها اليوم، غداة اقتحام وإخلاء ساحة الاعتصام في تعز بالقوة ما أدّى إلى سقوط عشرات الضحايا.
وفي سياق متصل أعلنت المفوضة العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة نافي بيلاي اليوم أن أكثر من خمسين شخصاً قُتلوا برصاص قوات الرئيس اليمني علي عبد الله صالح منذ الأحد في مدينة تعز.
دولياً، أعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون «صدمتها» جراء استخدام القوة في تعز، مكررةً مطالبة الرئيس علي عبد الله صالح بالتوقيع «فوراً» على اتفاق انتقال السلطة، الذي حددته مبادرة دول مجلس التعاون الخليجي.
الى ذلك، قتل ثلاثة من أنصار الزعيم القبلي صادق الأحمر خلال الاشتباكات التي اندلعت خلال الليل مع القوات الموالية للرئيس علي عبد الله صالح وخرقت الهدنة بين الطرفين، حسبما أفاد مصدر طبي لوكالة «فرانس برس». وأضاف المصدر أن «ثلاثة أشخاص من أنصار الأحمر قُتلوا في الاشتباكات مع القوات الحكومية وصلوا الى المستشفى الميداني في صنعاء»، في إشارة الى المستشفى الخاص في ساحة المعتصمين، المطالبين بإسقاط النظام في وسط العاصمة اليمنية، فيما رجحت مصادر قبلية أن يكون عدد آخر من الضحايا قد نُقل الى مستشفى آخر. وكانت المعارك العنيفة قد تجددت في صنعاء بعد هدوء نسبي استمر أياماً.
ودارت المواجهات في حي الحصبة بشمال صنعاء، حيث منزل الأحمر. وسمع أولاً دوي قذائف هاون تلاها تبادل لإطلاق النار، واستمرت المواجهات العنيفة حتى الصباح، وهدأت نسبياً بدءاً من فترة الظهيرة.
واتهمت السلطات الأحمر بإنهاء الهدنة، وفي المقابل، اتهمت مصادر قريبة من الأحمر السلطات بإطلاق النار مجدداً على منزل الزعيم القبلي. وأوضحت المصادر أن مقاتلي الأحمر استعادوا السيطرة على مبنى وزارة الإدارة المحلية بعدما كانوا قد سلموه الى الوسطاء القبليين، الذين تفاوضوا في شأن الهدنة مع السلطات اليمنية. وقال شهود إن سحابة من الدخان الأسود تصاعدت من منزل الأحمر الذي كان قد أعلن هدنة الجمعة بعد ثلاثة أيام من المواجهات التي خلّفت 68 قتيلاً على الأقل.
على جبهة أخرى، قتل ستة جنود وأُصيب عشرات آخرون بجروح في هجوم ومواجهات مع مسلحين من تنظيم «القاعدة» في مدينة زنجبار الجنوبية ومحيطها اللذين يسيطر عليهما التنظيم، بحسب ما أفادت مصادر أمنية وطبية وكالة «فرانس برس».
وقال مصدر أمني إن مسلحين من التنظيم هاجموا صباحاً نقطة عسكرية في دوفس على مشارف زنجبار «ما أدّى إلى مقتل أربعة جنود وإصابة عشرة آخرين»، فيما قصف مسلحون آخرون عشر آليات عسكرية.
إلى ذلك، أفاد مصدر طبي وكالة فرانس برس أن جنديين توفيا متأثرين بجروحهما في مستشفى باصهيب العسكري في عدن، كبرى مدن الجنوب. وذكر المصدر أن القتيلين وصلا ضمن مجموعة من 40 جريحاً عسكرياً، إصابة بعضهم خطرة، من اللواء الميكانيكي الـ25 المحاصر في مدينة زنجبار. وقد أدّت المواجهات في المدينة وجوارها إلى سقوط 36 قتيلاً عسكرياً ومدنياً حتى الآن، بحسب مصادر أمنية وشهود.
وكان سلاح الجو اليمني قد شن قصفاً صاروخياً لليوم الثاني عل التوالي، مستهدفاً مواقع يُعتقد بأن مقاتلي «القاعدة» يتحصنون فيها، من بينها مصنع للذخائر.