استعدادات اسرائيلية ودولية ولبنانية لمواكبة مسيرة فلسطينية من لبنان باتجاه الحدود

أعلن قائد المقر العام ل"حركة فتح"في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان اللواء منير المقدح يوم الاربعاء/ أول يونيو2011 / ان "مسيرة جماهيرية للاجئين الفلسطينيين في لبنان ستتحرك يوم الاحد المقبل باتجاه فلسطين من أجل العودة إلى ارضيهم وديارهم هناك" بمناسبة الذكرى ال44 لحرب 5 يونيو العام 1967 بين العرب واسرائيل المعروفة ب"ذكرى النكسة".

وأشار المقدح في تصريحات صحفية أدلى بها اليوم ان " لجانا من اللاجئين في لبنان تعقد اجتماعات لتضع برنامجا كاملا من أجل إحياء ذكرى النكسة".

وذكر أن "برنامجنا قائم على اساس تنظيم مسيرة على طول الحدود من بلدة الناقورة غربا إلى بلدة الخيام شرقا" مضيفا أن "لجانا تحضيرية تضم مؤسسات المجتمع المدني تشارك فيها جهات لبنانية وفلسطينية اضافة إلى مختلف القوى والفصائل الفلسطينية" تعمل على ترتيبات المسيرة.

وشدد المقدح على " أن هذه المسيرة تأتي من أجل تطبيق قرار الامم المتحدة رقم 194 للعودة إلى أرضنا وديارنا لاسيما في ظل التعنت الاسرائيلي والانحياز الامريكي".

ودعا المقدح الامم المتحدة إلى "حماية المسيرة السلمية " مشيرا الى وجود تحفظات على المسيرة لدى بعض الأطراف اللبنانية مشيرا أنه إذا حصلت ممانعة للمسيرة فسيدعو الفلسطينيين إلى التحرك سيرا على الأقدام من كل المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان باتجاه الأراضي المحتلة.

وقال المقدح " نعرف أن العقبات والضغوط كبيرة وأن مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية جيفري فيلتمان كان في لبنان واوضح أنه لا يريد هذا التحرك" مضيفا "إذا كان فيلتمان لا يريد عودة الشعب الفلسطيني الى دياره عبر مسيرات سلمية فعليه وعلى إدارته ان يطبقوا القرار 194 ورزمة من القرارات الدولية الموجودة في أدراج الأمم المتحدة ذات الصلة بالقضية الفلسطينية".

بدوره اعتبر المسؤول السياسي ل"حركة حماس" في بيروت رأفت مرة في تصريح اليوم ان "حجم التدخلات الخارجية على المستويين السياسي والامني لمنع مسيرة 5 يونيو تشكل دليلا على تطابق المواقف الامريكية والاوروبية والاسرائيلية لاسقاط حق العودة".

وإعتبر مرة أن "ما يحكى عن استعدادات اسرائيلية على حدود لبنان ورفع لمستوى التأهب والجهوزية لمواجهة المسيرة يظهر حجم الازمة التي وقع فيها الاحتلال نتيجة لمسيرة 15 مايو" مؤكدا أن " الضغوط الدولية والتهديدات الاسرائيلية لن تخيفنا".

وعلى صعيد الوضع على طول خط الحدود اللبنانية - الاسرائيلية سجل اليوم استقدام تعزيزات عسكرية وضعت في حال استنفار وتأهب تام كما عمدت هذه القوات إلى كهربة الشريط الشائك مقابل بوابة فاطمة لمنع أي محاولة لتسلقه من قبل المتظاهرين الفلسطينيين في ذكرى النكسة.

وسجل أيضا قيام جرافتين إسرائيليتين برفع سواتر ترابية مقابل بلدة مارون الراس التي شهدت في 15 مايو الماضي تظاهرة فلسطينية جوبهت برصاص اسرائيلي أوقع 11 ضحية اضافة الى نحو 100 جريح.

كذلك قامت ورشة إسرائيلية بصيانة الشريط الشائك مقابل مارون الراس تحسبا لوصول المسيرات الفلسطينية المتوقعة يوم الأحد المقبل إليه. كما سجل قيام القوات الاسرائيلية المتمركزة قبالة بلدة كفركلا بأعمال رفع مستوى الشريط الشائك الكائن على "بوابة فاطمة" في القطاع الشرقي.

وبالنسبة الى دور وموقف قوات الامم المتحدة العاملة بجنوب لبنان (اليونيفل) من المسيرة فقد أعلن قائد القطاع الشرقي في اليونيفل الجنرال ميغال الكانيز أن القائد العام لليونيفيل اللواء البرتو أسارتا سيذهب قريبا إلى اسرائيل ليبحث مع مسؤولي حكومتها في المعطيات المتعلقة بالتحركات الاسرائيلية الاخيرة وموضوع تظاهرة يوم الاحد.

وشدد الكانيز في حديث ل" تلفزيون لبنان" الرسمي على " احتواء اي توتر قد ينشأ" مشيرا حول احتمال دخول مندسين للعبث بالامن وحرف التظاهرة عن مسارها الى ان "المظاهرات التي تكون باعداد كبيرة تأخذ ابعاد سياسية ...ونحن نتعاون مع الجيش لضبط الوضع على الخط الازرق".

وكانت تقارير صحفية نشرت هنا اليوم قد ذكرت ان "قيادة اليونيفيل طلبت من الجيش اللبناني الالتزام بقرار مجلس الأمن الدولي 1701 واتفاقية الهدنة لعام 1949 اللذين يمنعان دخول الفلسطينيين الى جنوبي نهر الليطاني".

وذكرت مصادر في قوات اليونيفيل انها "ستلتزم مواقعها" يوم الأحد المقبل معتبرة أن "حفظ الأمن هو من مسؤولية الجيش اللبناني" مبدية قلقها في الوقت عينه "من هذا التحرك وخشيتها من إنفلات الأمور" كما حصل في الذكرى الـ63 للنكبة في 15 مايو الماضي في بلدة مارون الراس. أما بالنسبة الى موقف الجيش اللبناني من قرار التظاهر والتزامات لبنان تجاه القرار 1701 والخشية من ان تحول التظاهرات الجنوب إلى ساحة صراع إقليمي أو أن تؤدي الى ممارسات قد تستغلها إسرائيل لاستهداف لبنان فقد تحدثت تقارير صحفية نقلا عن مصادر عسكرية ان "الجيش سيتخذ الاجراءات المناسبة التي من شأنها ضمان السيطرة على الموقف".

واكدت المصادر ذاتها انه "لن يكون مسموحا للمتظاهرين بالوصول الى الشريط الشائك لئلا تمنح إسرائيل فرصة لممارسة القتل العبثي والعشوائي مجددا".