الفلسطينيون يستعدون لـ«ذكرى النكسة»: لن تقل وطأتها عن فعاليات النكبة

فيما يستعد فلسطينيون داخل الأراضي المحتلة والشتات للزحف مجددا نحو الحدود، مع اقتراب ذكرى النكسة، احتشد عشرات آلاف المستوطنين في شرقي مدينة القدس في تظاهرة استفزازية لإحياء ما يطلقون عليه اسم «ذكرى توحيد المدينة» بعد احتلالها في حرب العام 1967.
وعلمت «السفير» من مجموعات فلسطينية شبابية أن هناك تنسيقا بين أطراف متعددة في فلسطين وخارجها تحضيرا لـ«يوم غضب» في الذكرى الرابعة والأربعين لاحتلال الشطر الشرقي من القدس والضفة الغربية وقطاع غزة، وأن الفعاليات في يوم النكسة لن تقل وطأتها عن فعاليات النكبة، التي استشهد خلالها 16 فلسطينيا في الجولان ومارون الراس وقطاع غزة.
وقال ز. ع، وهو أحد الناشطين في المجموعات الشبابية، التي تعد لتحرك النكسة، لـ«السفير»: «نتوقع مشاركة أكبر بكثير، سيكون هناك مزيد من الشباب، ومزيد من تمثيل الأحزاب، لا سيما بعد التجربة الأولى خلال إحياء ذكرى النكبة، وبعد المواقف الأميركية الأخيرة التي تؤكد أن لا حل مع إسرائيل سوى المقاومة».
وأشار الناشط الفلسطيني إلى وجود تنسيق كبير بين الجهات التي تدعم حراك النكسة داخل وخارج فلسطين المحتلة «لكنه تنسيق يقتصر على الطرق والأدوات، ونحن متفقون هنا وفي الخارج أن كل ما نقوم به هو غزوات تسبق الحرب الكبرى التي تنهي الاحتلال». وأضاف «نحن لا نريد أن نتحرك كرد فعل أو بصورة رمزية، نحن نحضر لمرحلة جديدة نكون جاهزين خلالها لانتفاضة بأساليب وأدوات سلمية وبأجساد عارية لننهي الاحتلال».
يأتي ذلك في وقت يزداد التوتر في مدينة القدس المحتلة، التي أصيب فيها أمس ستة فلسطينيين واعتقل 10 آخرون، خلال تصديهم لمسيرات نظمها آلاف المستوطنين المتطرفين بحماية من قوات الاحتلال، في ما سمي بـ« ذكرى توحيد القدس».
واقتحم مئات المستوطنين في ساعات الصباح الباكر باحات المسجد الأقصى واشتبكوا مع حراسه وعدد من الفلسطينيين الذين حاولوا الدفاع عنه، واعتقلت قوات الاحتلال عددا من الفلسطينيين لدى محاولتهم التصدي للمستوطنين الذين أدوا طقوسا دينية داخل باحات الحرم.
وفي ساعات الظهيرة شارك المئات من المستوطنين في تظاهرة استفزازية جابت شوارع القدس الشرقية ورفعت خلالها شعارات مناهضة للعرب والفلسطينيين ودعت إلى طرد «الأغراب» عن أرض المدينة «اليهودية». وقد تجمع عشرات الآلاف من المستوطنين عند ساعات المساء ونظموا مسيرات ضخمة بحماية من الجيش والشرطة اللذين أعلنا المدينة منطقة عسكرية مغلقة أمام الفلسطينيين.
وقال الناشط والصحافي المقدسي محمد عبد ربه لـ«السفير» إن «المدينة كانت عبارة عن ثكنة عسكرية، شهدت حملة تمشيط واسعة، منع خلالها الفلسطينيون من التحرك بحرية، وتعرضوا لتفتيش مذل».
وأشارت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث الى أن محيط المسجد الأقصى وشوارع البلدة القديمة في القدس ومحيطها شهدت «تدنيساً من قبل طلاب يهود، نظموا مسيرات في أنحاء متفرقة من القدس حملوا خلالها العلم الإسرائيلي ورددوا الشعارات العنصرية والاستفزازية بتشجيع ودعم من وزارة التعليم الإسرائيلية».
وأضافت المؤسسة، في بيان تلقت «السفير» نسخة منه، أن كل هذا يأتي وسـط محــاولات لتقديم قانون إسرائيلي جديد يقضي بجعل يوم احــتلال القدس والأقصى «يوماً تعليميا خاصاً حول القدس لطلاب المرحلة الابتدائية وعطلة رسمية لطلاب المراحل العليا الذين سيتم توجيههم نحو المدينة».
إلى ذلك قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال جلسة للكنيست لمناسبة «الذكرى الرابعة والأربعين لتوحيد القدس» إن «إسرائيل تبني وستواصل البناء على نطاق واسع في أورشليم القدس العاصمة الأبدية للشعب اليهودي بالأفعال وليس بالأقوال»، مشيراً إلى أن المدينة بشقيها الشرقي والغربي «يجب أن تبقى موحدة عاصمة للدولة اليهودية».
يأتي ذلك بينما أظهر استطلاع للرأي العام الإسرائيلي أن 66 في المئة من الإسرائيليين، يعارضون تقسيم القدس، فيما يؤيد 73 في المئة بقاء المواقع المقدسة في المدينة تحت السيطرة الإسرائيلية، في حين يدعم 67 في المئة استمرار الاستيطان في القدس الشرقية تحت كل الظروف.