مبادرة إسلامية لمناهضة العنف الأسري بمالاوي

مبادرة إسلامية لمناهضة العنف الأسري بمالاوي
أطلقت منظمة إسلامية في مالاوي مبادرة دينية لمكافحة العنف الأسري ، من خلال التوعية بأبعاد المشكلة وتداعياتها وسبل التصدي لها ، وذلك تحت شعار"حماية الأصوات الصامتة"، وهو تحرك لقى ترحيبا رسميا ، ومن جانب مجلس الكنائس في مالاوي.
وتأتي المبادرة في وقت يشهد العنف الأسري تصاعداً مستمرا في مالاوي الواقعة جنوب إفريقيا، على الرغم من مشروع القانون الذي قدمته الحكومة في عام 2006 للتصدي لهذه الظاهرة.
وقال عمر ميبيتا ، المدير التنفيذي للجمعية العالمية للمجتمع الإسلامي- صاحبة المبادرة- لـ"إسلام أون لاين.نت": "عزمنا على تكثيف الجهود لمكافحة العنف الأسري في البلاد ...العنف غير مقبول ، بما في ذلك العنف الذي يحدث في الدوائر الشخصية الخاصة".
وتهدف هذه المبادرة ، إلى تعزيز الجهود الرامية إلى رفع مستوى الوعي بتأثير العنف الأسري والإعتداء الجنسي، عبر وسائل الإعلام ، وكذلك توافر خدمات الدعم لضحايا العنف الأسري.
والمبادرة - كما يقول ميبيتا – موجهة إلى جميع الفئات والأعمار، بمن فيهم رجال الدين ورؤساء العشائر والمعلمين والقائمين على إنفاذ القانون ، والرجل والمرأة.
وقال المسئول الاسلامي "نحن عازمون على كسر المحرمات المحيطة بمناقشة ومواجهة ظاهرة العنف الأسري".

اجراءات فورية
وأضاف ميبيتا "المعرفة ضرورية ، وإذا كسرت المحرمات والمحظورات ، سوف تتغير الإتجاهات والعقول" ،مشيراً إلى أن "مستويات العنف الأسري في مالاوي تدمى القلب تماما ، وهو ما يتطلب اتخاذ إجراءات فورية".
وقال:"لدينا ارقام في مالاوي لا تعكس الصورة الحقيقية وقدرا كبيرا من العنف لا يزال مخفيا من الشرطة".
وفي هذا السياق ، لفت ميبيتا إلى أن :"العنف الأسري بمفهومه الواسع يشمل كل شيء بداية من السلوكيات الفردية الشخصية ،وكل ما ينظر إليه على أنه يمثل سوء معاملة داخل المجتمع".
وبالنسبة لتداعيات هذه الظاهرة المتنامية ، شدد ميبيتا على الأطفال والنساء هم أكثر المتضررين من ذلك العنف ".
غير أنه لفت إلى أن هذه الظاهرة غير قاصرة على الرجال فقط ،قائلا إن " مرتكبيها هم من النساء والرجال على السواء،وإن كانت المرأة معرضة أكثر من الرجل للعنف الأسري ".
وأوضح ميبيتا إن المبادرة الدينية تستفيد من الدور المهم الذي يؤديه الدين في حياة شعب مالاوي سواء المسلمين منهم أوالمسيحيين،وقال :على وجه الخصوص ، الدين له نفوذ هائل في فهم وتحديد شكل ونوع الجنس والعلاقات الأسرية".
وتابع قائلا :"كل من المسلمين والمسيحيين يبحثون عن حكم الدين وموقفه من قضايا الأسرة والعلاقات الحميمة" ،مشيراً إلى أن الكل سواء فيما يتعلق بالعنف الأسري" سواء كان مسلما أو مسيحيا ، فهو يشعر بنفس الآلام الناجمة عن العنف ".

مبادرة للتصحيح
وعلى صعيد متصل ، تدرس الجمعية العالمية إطلاق مبادرة جديدة لتبديد الانطباع بأن الإسلام يؤيد عنف الرجال ضد النساء.
وأضاف ميبيتا: "لذلك ، يتعين على الزعماء الدينيين داخل المجتمع المسلم القيام بدور رائد في الضغط من أجل منع العنف الأسري".
والاسلام هو ثاني اكبر ديانة في ذلك البلد الواقع في جنوب إفريقيا بعد المسيحية.
ووفقا لاحصاءات رسمية يشكل المسلمون 12 % من إجمال عدد السكان البالغ 13 مليون نسمة ، على الرغم من المنظمات الإسلامية ترى أن هذه النسبة تصل إلى نحو 40 %.

إشادة مسيحية
المبادرة الإسلامية حظيت بتأييد رسمي ومؤسسات كنسية ..وقال آنا كاشيكو وزير شئون المرأة والطفل والتنمية لـ"إسلام أون لاين .نت": "حاليا أصبح المجتمع أكثر انفتاحا بشأن هذه المسألة ، ولذلك فإن هذه المبادرة مقبولة اجتماعيا لمناقشة العنف ضد المرأة والطفل بوصفها مشكلة اجتماعية خطيرة "
وأضاف "مزيد من الانفتاح والمعرفة يمكن ان تدفع في اتجاه يضمن توافر أوجه الدعم والمساعدة لمزيد من ضحايا العنف." .
وللمساهمة في دعم هذه المبادرة - كما يقول كاشيكو - فإن ملاجئ النساء سيتوافر فيها الإقامة ، وتقديم المشورة لضحايا العنف الأسري.
ومن جانبه أشاد مجلس الكنائس في ملاوي ، وهو مظلة تجمع جميع الكنائس المسيحية في البلاد ،بالمبادرة الإسلامية.
وقال الأمين العام للمجلس القس كنعان لـ"إسلام أون لاين.نت" "نحن كزعماء دينيين ، ينبغي أن نأخذ زمام المبادرة في التأثير على الناس من أجل تغيير مواقفهم ".
وقال "فقط من خلال هذه الطريقة نستطيع أن نكون قادرين على مكافحة هذه الآفة في بلادنا".
واضاف "يجب أن نتخذ اجراء، حيث تقع على عاتقنا مسؤولية الحفاظ على حقوق كل من المرأة والرجل، لتوفير حياة خالية من العنف والتهديد به ، ولضمان نشأة الأطفال في مناخ الطفل بعيد عن المعاناة أو الإساءة أو الخوف."