عائلات شهداء الجولان تهاجم مقارّ جبريل في "اليرموك"

سقط أكثر من 20 جريحاً في مواجهات شهدها مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين قرب دمشق أثناء تشييع شهداء الجولان الذين سقطوا برصاص الجيش الاسرائيلي أول من أمس. وقال شهود ان "المشيعين طردوا ممثلي الفصائل الفلسطينية واتهموهم بأنهم السبب في وفاة أبنائهم ورددوا "يسقط أحمد جبريل.. الجيش السوري وين؟".
قيادي فلسطيني ذكر أن "أشخاصاً مجهولين أقدموا على افتعال المشكلة والتهجم على مسؤول الجبهة الشعبية في الخارج ماهر الطاهر".
وأضاف القيادي الذي فضل عدم ذكر اسمه انه لدى تهجم المجهولين على الطاهر "قام مرافقوه بإطلاق النار لإبعادهم عنه مما ساهم في تأزم الموقف بعد أن هتف عشرات الشبان ضد الامين العام للجبهة الشعبية - القيادة العامة احمد جبريل مما تطور الى اشتباك بينهم وبين أنصار الجبهة أدى الى مهاجمة مقر القيادة العامة في المخيم وإضرام النار في عدد من السيارات أمام المقر وفي مستوصف وروضة أطفال".
وقال شهود عيان ان "حافلات سورية تحمل عناصر امنية سورية اتجهت الى المخيم لفض هذه المواجهات".
واندلعت المواجهات في المخيم بين مشيعين فلسطينيين ومرافقي بعض قادة الفصائل الفلسطينية لدى خروج 8 جنازات من جامع الوسيم في المخيم القريب من العاصمة السورية.
وقال شهود عيان "ان المشيعين تهجموا على الطاهر مسؤول الجبهة الشعبية في الخارج واتهموه بأنه السبب في وفاة اولادهم، ما دفع مرافقي الطاهر إلى إطلاق الرصاص في الهواء لابعاد المتهجمين عن المسؤول الفلسطيني مما ساهم في زيادة المواجهات".
وأضاف شهود العيان ان "المشيعين طردوا ممثلي الفصائل الفلسطينية واتهموهم بأنهم السبب في وفاة أبنائهم وأنهم لم يذهبوا الى الجولان وردد المشيعون "الشعب يريد إسقاط الفصائل.. يسقط احمد جبريل ويسقط جيش التحرير.. الجيش السوري وين..؟".
وأضاف شهود العيان ان المشيعين "حملوا جنازات أبنائهم بعد طرد ممثلي الفصائل واتجهوا الى مقبرة الشهداء في المخيم".
وقد شيعت أمس 23 جنازة لضحايا سقطوا أول من امس برصاص جيش الاحتلال الاسرائيلي في الجولان.
وفي الجولان المحتل ينفذ أكثر من 200 شاب فلسطيني وسوري اعتصاماً في مدينة القنيطرة على مشارف خط وقف إطلاق النار رافضين الرجوع إلى الداخل السوري حتى يعودوا إلى قراهم ومدنهم المحتلة، فيما يكثف الجيش الاسرائيلي وجوده في الهضبة السورية المحتلة وسط مخاوف من استمرار الأنشطة المناهضة للاحتلال.
وفيما عبرت الادارة الاميركية عن "انزعاجها العميق" ازاء الاحداث التي وقعت في الجولان واتهمت دمشق بتشجيع الصدامات مع اسرائيل بغية تحويل الانظار عن القمع في سوريا، دعت باريس السلطات السورية الى فرض احترام المنطقة العازلة، معربة عن "اسفها الشديد" من "انتهاك تلك المنطقة" ومن "الافراط في استعمال القوة في الرد عليها"، كما دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون كافة الاطراف "الى ممارسة اقصى قدر من ضبط النفس والتقيد الصارم بالقوانين الدولية الانسانية لحماية المدنيين".
مصادر مقربة من الشباب المعتصمين صرحت بأن "الشباب رفضوا (أول من) أمس العودة إلى المدن السورية مصرين على البقاء في القنيطرة وفاء لدماء الشهداء الذين سقطوا (أول من) أمس وحتى يعودوا الى قراهم التي يرونها بأعينهم يحتلها الصهاينة". وأضافت أن "بعض الجهات العامة والخاصة في سوريا سوف تقوم بتأمين احتياجاتهم من خيام وطعام ومياه ودواء حتى تتحقق أهدافهم".
وأكدت المصادر ان "الاعتصام اقتصر فقط على مدينة القنيطرة ولم يشهد موقع عين التينة المواجه لقرية مجدل شمس التي شهدت (أول من) أمس قتلى وعشرات الجرحى أي اعتصام اليوم (أمس)".
وكانت مواجهات أول من أمس التي شهدها خط وقف إطلاق النار في الجولان المحتل بمناسبة ذكرى حرب 5 حزيران (يونيو) 1967 اسفرت عن استشهاد 23 فلسطينيا وجرح أكثر من 447 بينهم 361 بطلق ناري.
وقد اعلن الجيش الاسرائيلي حالة التأهب أمس على طول خط وقف اطلاق النار. وقالت المتحدثة باسم الجيش الاسرائيلي اللفتانت كولونيل افيتال ليبوفيتز "على حد علمنا ان القتلى العشرة الذين تحدث عنهم السوريون امس قضوا لدى انفجار ألغام سورية بسبب زجاجات حارقة في القنيطرة" في المنطقة غير المحتلة من الجولان. واضافت "اعتقد ان هناك اسبابا وجيهة للاعتقاد (ان الارقام السورية) مبالغ بها، مات عدد كبير منهم نتيجة لاعمالهم".
وأبدت مصادر عسكرية إسرائيلية تخوفها من تحول التظاهرات على الحدود السورية إلى ظاهرة أسبوعية كما يحدث في قريتى بلعين ونعلين الفلسطينيتين في الضفة الغربية المحتلة.
سياسياً، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الكنيست أمس إن سوريا تعمل لتسخين الحدود مع إسرائيل في هضبة الجولان لصرف الأنظار عن الاحتجاجات فيها، معتبراً أن الجيش الإسرائيلي عمل خلال تظاهرات أول من أمس وفقا للقانون الدولي.
وتابع "هاهم أحفاد اللاجئين (الفلسطينيين) يأتون الآن ويطلبون إغراق دولة إسرائيل، ولا يوجد في هذا عدل ولا منطق ولا توجد بذلك أية فائدة وهذا سيشكل خطرا على السلام الإقليمي ولذلك فإننا ملتزمون بحماية حدودنا". وأضاف أن "الجيش الإسرائيلي عمل وفقا للقانون الدولي ونحن أوضحنا أننا سنحمي حدودنا ومررنا تحذيرات للدول المجاورة".
وفي دمشق، صرح مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين السورية أن "سوريا تدين بشدة العدوان الصارخ الذي شنته إسرائيل أمس على مدنيين عزل سوريين وفلسطينيين احتشدوا على خط فصل القوات في الجولان السوري المحتل مؤكدين حقهم الطبيعي والقانوني في تحرير الأرض وفي العودة وقد أدى هذا العدوان إلى سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى الأمر الذي يؤكد حقيقة إرهاب الدولة الذي تمارسه إسرائيل وحقيقة النزعة العدوانية الاسرائيلية ضد ابناء امتنا".
وأضاف المصدر: "نضع ما تقوم به إسرائيل برسم المجتمع الدولي وبرسم كافة الجهات المنادية بحقوق الانسان وبحرمة الحياة الإنسانية والتي درجت على محاولة تبرير ما تقوم به إسرائيل من انتهاكات وخروقات على حساب الحقوق العربية المشروعة".
وفي واشنطن عبرت الادارة الاميركية أمس عن "انزعاجها العميق" ازاء الاحداث التي وقعت في الجولان، واتهمت دمشق بتشجيع الصدامات مع اسرائيل بغية تحويل الانظار عن القمع في سوريا.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية مارك تونر "اننا نعبر عن انزعاجنا العميق ازاء المحاولات (الاحد) لعبور خط وقف اطلاق النار في مرتفعات الجولان والتي كانت نتيجتها سقوط جرحى وقتلى". وأضاف "اننا ندين ما يبدو على انه محاولة من الحكومة السورية للتحريض على الاحداث ولتحويل الانتباه عن مشاكلها الداخلية"، مستطردا "من الواضح ان مثل هذا التصرف لن يؤدي الى تحويل الانتباه الدولي عن سلوك الحكومة السورية المدان ضد شعبها". واعتبر المتحدث ان "من حق اسرائيل كدولة ذات سيادة ان تدافع عن نفسها".
أما باريس فدعت السلطات السورية الى فرض احترام المنطقة العازلة بين اسرائيل وسوريا معربة عن "اسفها الشديد" من "انتهاك تلك المنطقة" وكذلك من "الافراط في استعمال القوة في الرد عليها".
واعلن الناطق باسم وزارة الخارجية برنار فاليرو ان "فرنسا تعرب عن قلقها الشديد من الاحداث الجديدة التي وقعت في الخامس من حزيران (يونيو) في الجولان واسفرت عن سقوط العديد من القتلى والجرحى، وتأسف بشدة لانتهاكات المنطقة العازلة بين اسرائيل وسوريا والافراط في استعمال القوة في الرد عليها".
ودعت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون اسرائيل الى القيام برد "مدروس ومنسق" داعية السوريين الى الامتناع عن القيام "باستفزازات".
كما دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون كافة الاطراف "الى ممارسة اقصى قدر من ضبط النفس والتقيد الصارم بالقوانين الدولية الانسانية لحماية المدنيين".
وفي موقف مماثل، أعربت وزارة الخارجية الايطالية عن قلقها من الأحداث ودعت السلطات السورية والإسرائيلية إلى التزام "أقصى درجات الهدوء وضبط النفس".
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان "نحن نعبر عن قلقنا البالغ في ما يتصل بالتصاعد الجديد للمواجهات الاسرائيلية - الفلسطينية.
وفي الرياض، دان الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني في بيان صحافي امس استخدام العنف، واستخدام القوات الإسرائيلية الرصاص ضد المتظاهرين السلميين، مشيرا إلى أن العنف الإسرائيلي لن يؤدي إلا إلى مزيد من سفك الدماء وزيادة حدة التوتر في المنطقة.