«اندبندانت»: القذافي يتفاوض سرّاً للحصول على 20 مليار دولار

كشفت صحيفة «اندبندانت»
البريطانية في عددها الصادر اليوم أن نظام الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي يتفاوض على صفقة سرية مع اليونان لاستخدام 12 مليار جنيه

استرليني، أي ما يعادل 20 مليار دولار، من أمواله المجمدة في الخارج للإغاثة الإنسانية لمصلحة كلا الجانبين في الحرب الأهلية، في إطار خطوة قال مسؤولون في طرابلس إنها تهدف إلى تمهيد الطريق أمام فتح مفاوضات سلام.
وقالت الصحيفة إن المحادثات جرت في العاصمة الليبية طرابلس بين فريق قاده دبلوماسي سابق مقرّب من رئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو، وأعضاء من النظام الليبي، من بينهم رئيس الوزراء البغدادي المحمودي.
وأضافت إن الاجتماعات بين الجانبين أدّت إلى بلورة مذكّرة تفاهم، ظلت بلا توقيع لأسباب أكدت مصادر دبلوماسية أنها تتعلّق بتحذيرات الحكومة الفرنسية لنظيرتها اليونانية، من أنّ أي اتفاق من هذا القبيل سيبدو كأنه يمنح معمر القذافي الشرعية كحاكم لليبيا، ويقوّض بالتالي مساعي التحالف الغربي الرامية إلى عزله.
وأشارت الصحيفة إلى أن مصادر داخل النظام الليبي أكدت أن اتفاقاً بشأن استخدام الأصول المجمدة لأغراض المساعدات يمكن أن يؤدي إلى التوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار، وإلى عملية يتخلى بموجبها القذاقي عن السلطة، وإلى صياغة حكومة انتقالية تضم أعضاءً من المعارضة في بنغازي.
وقالت إن المشاركين في المفاوضات ذكروا أيضاً أن بعض المسؤولين من الولايات المتحدة كانوا على علم بالمحادثات بشأن استخدام الأموال الليبية المجمدة لأغراض المساعدات الإنسانية، لكنهم امتنعوا عن الإدلاء بتعليقات عامة بسبب الحساسية الفرنسية.
وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلنتون قد أعلنت أمس أنها على بيّنة من مبادرات عديدة ومستمرة من جانب أشخاص مقربين من القذافي للتفاوض على رحيله، لكنها لم تعط المزيد من التفاصيل.
ونسبت الصحيفة إلى مذكرة التفاهم بين طرابلس وأثينا القول إن «ليبيا واليونان قررتا وضع عملية إنسانية على وجه السرعة للوفاء بالحاجة الملحة لخدمة جميع المواطنين في ليبيا، وكذلك أشخاص من جنسيات أخرى، يعيشون في ليبيا، وعلى قدم المساواة بموجب المعايير الإنسانية الدولية».
وأشارت إلى أن مسؤولاً ليبياً بارزاً موجوداً خارج البلاد حالياً زعم أن هناك «عداوة شخصية من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وأمير قطر (الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني) ضد العقيد القذافي، تعرقل التوصل إلى اتفاق سلام، والجهود الإنسانية».
ونسبت الصحيفة إلى المسؤول الليبي قوله «نعتقد على نحو راسخ أن المحادثات مع اليونان يمكن أن تبدأ عملية حوار، لأن المال ليبي وتحتجزه بنوك أجنبية، ويهدف العرض إلى استخدامه لمصلحة كل الليبيين على جانبي الانقسام الرهيب في بلادنا».
وأضاف «إن مستقبل العقيد القذافي وما إذا كان سيغادر ليبيا أو يبقى فيها في مكان ما في الصحراء أمر يمكن إقراره في وقت لاحق، لأن إصرار المجلس الوطني الانتقالي وحلف شمال الأطلسي على تنحي القذافي شرطاً مسبقاً للمحادثات يؤخّر هذه العملية».