الخلاف بشأن المستوطنات الاسرائيلية يخيم على اجتماع للجنة الرباعية

يخيم نزاع مرير بشأن المستوطنات الاسرائيلية على احتمالات احراز تقدم يوم الجمعة خلال اجتماع رفيع المستوى يعقد في موسكو ويهدف الى دفع عملية السلام في الشرق الاوسط.

وتحرص روسيا على تعزيز مكانتها كأحد صناع السلام في الشرق الاوسط وتأمل منذ فترة طويلة بدفع عملية السلام قدما من خلال استضافة اجتماع متابعة لمؤتمر السلام الذي عقد في أنابوليس بالولايات المتحدة عام 2007 بمشاركة جميع الاطراف الرئيسية المتاحة.

وبدلا من ذلك فعليها ان تكتفي الان باجتماع يعقد على المستوى الوزاري لمجموعة الوساطة الرباعية لاحلال السلام في الشرق الاوسط التي تتكون من روسيا والولايات المتحدة والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي في وقت تتضاءل فيه الامال بحدوث انفراجة.

ويشارك في اجتماع المجموعة الرباعية الذي يعقد بموسكو ليوم واحد وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون والامين العام للامم المتحدة بان جي مون ومسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون.

وسيصلون الى العاصمة الروسية بعد أيام من انتقاد كلينتون الاعلان عن مشروع استيطاني اسرائيلي جديد بوصفه اهانة. وأثار هذا الاعلان غضب الفلسطينيين وبدد أي امال في اجراء محادثات غير مباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين عما قريب.

وقال يفجيني ساتانوفسكي رئيس معهد دراسات الشرق الاوسط بموسكو 'العالم الحقيقي يتحرك في الاتجاه المعاكس للمجموعة الرباعية.'

وأضاف أن الجهود الدولية لن تحل المشاكل في الوقت الذي يزداد فيه التباعد بين الاسرائيليين والفلسطينيين ورفض رباعي الوساطة بوصفه ' ناديا باهظا جدا للدبلوماسيين.'

وقالت المجموعة الرباعية نفسها انها 'ستدرس الوضع بعناية' خلال محادثات الجمعة لكنها لم تعد بأكثر من هذا.

وقبل أن يغادر متوجها الى موسكو يوم الثلاثاء قال بان ان الامم المتحدة ' يساورها قلق شديد ازاء الوضع على الارض' بالشرق الاوسط.

وتابع الامين العام للامم المتحدة قائلا 'سأعمل مع شركائنا والجانبين للوصول الى سبيل لاستئناف المحادثات من أجل حل عادل لهذا الصراع.'

وانضمت روسيا الى أعضاء المجموعة الرباعية الاخرين في انتقاد اعتزام اسرائيل بناء 1600 منزل لليهود في جزء من الضفة الغربية المحتلة ضمته الى القدس ولم تضخم من احتمالات احراز تقدم خلال المحادثات.

وقال فيودور لوكيانوف رئيس تحرير نشرة (روسيا في الشؤون العالمية) 'بصراحة لا أعتقد أن روسيا لديها امال في أي شيء... من الواضح أن مجموعة القوى العامة بالمنطقة لن تفضي الى تحقيق اي شيء.'

وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد قال انه يجب الغاء خطة بناء المنازل قبل أن يتسنى بدء محادثات.

ومع تضاؤل الاحتمالات بالشرق الاوسط قال لوكيانوف ومحللون روس اخرون ان الزيارة ستعطي كلينتون فرصة للضغط من أجل معاهدة جديدة لمراقبة الاسلحة النووية مع روسيا وللحصول على دعم موسكو لفرض عقوبات على ايران.

وقالت المحللة ليليا شيفتسوفا من مركز كارنيجي موسكو 'بالنسبة لكلينتون فان اجتماع المجموعة الرباعية مجرد ذريعة قوية للحضور الى موسكو وضغط زر اعادة الضبط من جديد' في اشارة الى جهود ادارة الرئيس الامريكي باراك أوباما لاصلاح العلاقات مع روسيا.

وتتفاوض فرق روسية وأمريكية منذ شهور على معاهدة تخلف معاهدة ستارت 1 التي وقعت عام 1991 وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف يوم الثلاثاء ان اتفاقية بشأن الحد من الاسلحة النووية ربما تكون جاهزة للتوقيع عليها بحلول مطلع ابريل نيسان.

وقال كريس ويفر كبير الاستراتيجيين ببنك اورالسيب انه سواء حدثت انفراجة ام لا فان اجتماع المجموعة الرباعية قد يعطي دفعة لمحاولة روسيا تعزيز العلاقات الاقتصادية وتأكيد مسوغاتها كوسيط أمين لدى العالم العربي.

وأضاف 'روسيا تتطلع الى العالم العربي كمستثمرين محتملين في داخلها ومن خلال تحسين العلاقات مع الدول العربية تأمل جذب مستثمرين لقطاع الطاقة وغيره لانها تسعى الى التنويع.'