مدير الـ(سي آي إيه): الهجمات السرية في باكستان أربكت القاعدة

قال مدير الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) ليون بانيتا إن الهجمات العنيفة ضد تنظيم القاعدة في منطقة باكستان القبلية دفعت زعيمه أسامة بن لادن وكبار مساعديه إلى الاختباء وأعاقت قدراتهم على التخطيط لتنفيذ عمليات محترفة.
وأوضح بانيتا في مقابلة مع صحيفة (واشنطن بوست) نشرت الخميس أن الهجمات التي تشنها القوات الأمريكية على المناطق القبلية في باكستان تربك عمل تنظيم القاعدة بدرجة كبيرة، واستخباراتنا أوضحت انهم يجدون صعوبة في ترتيب أي قيادة أو سيطرة لدرجة انهم يزحفون.

ولفت إلى أن القاعدة مشوشة لدرجة ان أحد قادتها طلب من بن لادن، في رسالة تم الحصول عليها، أن يهب لنجدة المجموعة والمساعد في القيادة.

ونوه بانيتا بتحسن التنسيق مع الحكومة الباكستانية في هذه العهملية التي وصفها بأنها أكثر العمليات عنفاً التي تورطت فيها الـسي آي إي في كل تاريخها.

وأشار إلى ان لدى وكالة الاستخبارات المركزية خطة في حال ألقي القبض على أحد قادة القاعدة الكبار، لافتاً إلى أن السيناريو الأكثر ترجيحاً هو نقلهم إلى منشأة عسكرية ليتم استجوابهم.

وتوقف عند الأشهر الـ13 التي أمضاها في رئاسة الوكالة، ولم يعط أي توقع بشأن مصير بن لادن الذي تتم مطاردته عالمياً منذ 9 سنوات، لكنه قال ان الحملة الأمريكية ـ الباكستانية تترك تأثيراً مستمراً لجهة قادة القاعدة الذين قتلوا أو اعتقلوا. ورأى ان هذه الحملة تعيق قدرة القاعدة على تنسيق عمليات خارج قاعدتها عند الحدود الأفغانية ـ الباكستانية.

وليسلط الضوء على التقدم الحاصل، تحدث بانيتا عن قتل حسين اليمني أحد قادة القاعدة في 8 آذار/ مارس الماضي في شمال وزيرستان، وقال ان مقتل هذا القيادي أرسل إشارة مهمة إلى انهم لن يتمكنوا من الاختباء في مناطق مدنية.

لكن بانيتا ذكر ان القاعدة ستستمر في سعيها وراء سبل جديدة لتنفيذ هجمات داخل الولايات المتحدة،مشيراً إلى انها تسعى لتجنيد أشخاص ليس لديهم سجلات جنائية ولا معلومات عن ارتباطهم بمجموعات إرهابية.

وأعطى مثالاً على ذلك المهاجر الأفغاني نجيب الله زازي الذي كان يخطط لاستهداف المترو بنيويورك واعترف بتهم متعلقة بالإرهاب، والنيجيري عمر فاروق عبد المطلب الذي حاول تفجير رحلة متوجهة إلى أميركا ليلة عيد الميلاد.

وسأل بانيتا كم يوجد أشخاص مثل زازي؟، أشخاص لديهم سجل نظيف يقررون فجأة، لسبب مجنون ما، التورط في الجهاد؟.

واعتبر ان مثل هذه التهديدات تستدعي ضرب القاعدة في مركزها الرئيس باراك أوباما كلفنا مهمة إعاقة وتفكيك وهزيمة القاعدة وحلفائها العسكريين وأظن ان هذا ما نحاول القيام به.

وتحدث بانيتا عن الاعتقالات الأخيرة لشخصيات مهمة من حركة طالبان وبخاصة الملا عبد الغني برادار، ورأى ان هذا الأمر دليل ملموس على تحسن الروابط مع الاستخبارات الباكستانية.

وقال إن التنسيق بين الـ(سي آي إيه) ونظرائها الباكستانيين تحسن خلال السنة الماضية بالرغم من الاحتكاك (العرضي) بالاستناد إلى التاريخ الماضي. وأضاف: علاقاتنا أفضل بالإجمال، ونحن ننفذ عددا أكبر بكثير من العمليات هناك وهكذا اعتقل برادار وغيره.. كانوا متسامحين جداً تجاه العمليات التي نقوم بها هناك.

وأضاف بانيتا ان الوكالة لا تعرف مكان بن لادن ومساعده الأول أيمن الظواهري بالتحديد، لكن الاعتقاد السائد هو انهما داخل باكستان إما في المناطق القبلية الشمالية أو بشمال وزيرستان أو في مكان هناك.

وأشار إلى انه بالرغم من ان أحداً لم ير بن لادن والظواهري منذ العام 2003 إلا ان الضغوط تزيد فرص القبض على واحد منهما أو عليهما معاً.