فيلتمان في صنعاء لبحث آلية نقل السلطة

خرقت زيارة مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الادنى جيفري فيلتمان الى صنعاء امس المراوحة السياسية والامنية في اليمن، وسط تنديد «شباب الثورة» بغايات اجتماعه الى نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، فيما قال مصدر حكومي ان المحادثات تناولت مسألة نقل السلطة من الرئيس علي عبد الله صالح الذي يتلقى العلاج في السعودية الى نائبه. تطوّر دبلوماسي ترافق مع فرار عشرات من عناصر تنظيم القاعدة من سجن في مدينة المكلا الجنوبية، في أحدث حلقة من سلسلة اشتباكات متزايدة بين قوات الامن والمتشددين.
وفيما يتعافى الرئيس اليمني في الرياض من إصابات لحقت به في هجوم على قصره في صنعاء منذ نحو ثلاثة أسابيع، قال مساعد لصالح ان صحته في تحسن وانه يستقبل ضيوفا ويعطي تعليمات تتعلق بالشؤون اليومية اليمنية بما في ذلك انقطاع الكهرباء ونقص الوقود. في المقابل، نقلت وكالة الانباء الروسية عن مصدر يمني رفيع المستوى قوله إن صالح سيتوجه خلال الأيام القليلة المقبلة من الرياض إلى ألمانيا للخضوع لعمليات جراحية صعبة يتطلبها وضعه الصحي الحالي. وذكر المصدر أن طائرة رئاسية من الخطوط الجوية اليمنية وصلت إلى مطار الملك خالد في الرياض استعدادا لنقل صالح الى ألمانيا للعلاج وإجراء عدد من العمليات الجراحية بما في ذلك عمليات تجميل، مؤكدا أن صالح يحتاج إلى وقت طويل ليتماثل للشفاء.
في هذه الاثناء، قال مصدر في الحكومة اليمنية ان فيلتمان اجتمع مع هادي، كما من المقرر أن يجري محادثات مع نجل الرئيس اليمني احمد الذي كان من المعتقد قبل اندلاع الاحتجاجات ان يخلف والده في الحكم. وقال فيلتمان، خلال لقائه هادي في صنعاء، إنه كُلف من قبل الإدارة الأميركية «تأكيد الإدانة الحازمة لجريمة القصف الذي طال مسجد النهدين في دار الرئاسة» متمنيا للجميع «الشفاء العاجل والعزاء لذوي الشهداء».
ونقل راديو الجمهورية اليمنية عن فيلتمان قوله «نحن دائما وأبدا ندين العنف والإرهاب بكل أشكاله وصوره، وأن الإدارة الأميركية تقدر بصورة عالية ما تحمله نائب رئيس الجمهورية من مسؤوليات وفي مقدمتها وقف إطلاق النار وفتح الطرق وإخراج المسلحين من المدن ولقاءاته بالمعارضة بمختلف أطيافها وكذلك الشباب». وأكد فيلتمان أن واشنطن ستدعم كل الإجراءات اليمنية «التي تتخذ في سبيل أمن اليمن واستقراره ووحدته وكل ما يخدم مصالح شعبه»، مشيرا إلى النتائج «الطيبة التي تحققت حتى الآن»، داعيا جميع الأطراف إلى «الحوار البناء وتجنيب اليمن الويلات التي لا تحمد عقباها». وكان فيلتمان قد اجتمع فور وصوله الى صنعاء مع وزير الخارجية أبو بكر عبد الله القربي.
وكان هادي قد عقد مساء امس الاول اجتماعا مشتركا مع قائد القوات اليمنية المنشقة اللواء علي محسن الاحمر وزعيم قبائل حاشد الشيخ صادق الاحمر، بحسب مصدر مقرب من الشيخ الاحمر. وذكر المصدر ان الاجتماع شارك فيه أخ الشيخ صادق، رجل الاعمال والقيادي البارز في المعارضة الشيخ حميد الاحمر. وأكد ان الاجتماع تطرق الى «آلية نقل السلطة» في اليمن في ظل غياب صالح، وذلك «من أجل ان يمارس نائب الرئيس صلاحيات الرئيس كاملة».
بموازاة ذلك، دعت لجنة شباب الثورة السلمية المناهضة للنظام جميع الشباب في كل ساحات وميادين الحرية والتغيير إلى مقاطعة زيارة فيلتمان. وعبرت اللجنة في بيان عن تنديدها بالموقف الأميركي من الثورة اليمنية قائلة «إنه موقف لا يؤيد الثورة ولا يصب في مصلحتها وزيارة المسؤول الأميركي مرفوضة وغير مقبولة إذا لم تكن تهدف إلى الدعم الكبير لشباب الثورة والإعلان عن موقف واضح وصريح».
في هذه الاثناء، فر عشرات من عناصر تنظيم القاعدة من سجن المناورة في المكلا بعد هجوم على المجمع. وقالت وسائل الاعلام الحكومية ان ثلاثة قتلوا في اشتباك مع الجيش وأعيد القبض على اثنين آخرين. وقال مسؤول أمني محلي ان «عشرة من الهاربين هم من العناصر الخطرة وينتمون إلى خلية هاجمت مسؤولين حكوميين وسائحين»، فيما أشار مسؤول أمني الى ان جنديا قتل وأصيب اثنان عندما أطلق مسلحون النار على السجن. وقال «أطلق المتشددون النار عند بوابة السجن فأصابوا اثنين وقتلوا واحدا» مضيفا أن 62 سجينا هربوا، موضجا ان جميع المسجونين يمنيون «اعتقل أغلبهم لدى عودتهم من العراق حيث حاربوا في صفوف المسلحين هناك».