أثارت تصريحات لمسؤولين فلسطينيين سابقين وحاليين نشرت على موقع «يوتيوب» وعشرات المواقع الالكترونية ردود فعل غاضبة عند الكثيرين من الفلسطينيين، لكونها «مجدت» اذاعة جيش الاحتلال الاسرائيلي واعتبرتها اذاعة مهنية، فيما قال البعض إن هناك نوعا من فقدان الإحساس تجاه إسرائيل على أنها عدو يحتل الأرض.
ونشر فيديو لأشرف العجرمي، الوزير السابق في حكومة تصريف الأعمال الفلسطينية، يقول فيه «أنا اشرف العجرمي، وزير الأسرى السابق في الاراضي الفلسطينية، اناشد اعضاء لجنة الاقتصاد في الكنيست منح حرية التعبير لغالي تساهال (إذاعة الجيش)، والتي تقوم بعمل رائع حول كل ما يحدث في المنطقة».
كما نشر فيديو آخر لشخص يدعى ربحي الرنتيسي، وهو ابن شقيقة عبد العزيز الرنتيسي قائد حركة حماس الذي اغتالته اسرائيل في غزة في العام 2004، يقول فيه «أنا ربحي الرنتيسي ناشط من حماس في غزة، أناشد أعضاء لجنة الاقتصاد في الكنيست منح حرية التعبير لغالي تساهال (إذاعة الجيش) وأنا أجري مقابلات بشكل دائم مع الإذاعة، وهم يمنحونني حرية تعبير مطلقة، وأنا أطالبهم ببساطة بأن يستمر هذا، وهي بمثابة بيت لنا جميعا وأطالب حقاً بأن يمنحوها حرية التعبير».
وقال العجرمي إن تصريحاته للإذاعة الإسرائيلية جاءت بناء على طلب مسؤولين فيها، ونتيجة لوجود حركة يمينية متطرفة تدعى «إسرائيل لي»، تريد إعادة إذاعة الجيش الإسرائيلي إلى سيطرة الجيش الكاملة، وليس لإعلاميين مهنيين.
وحول إذا ما كانت هذه الاذاعة تقدم إعلاما متوازنا، قال العجرمي «الإعلام الإسرائيلي نسبيا غير متوازن، ولا يعطي المساحة المطلوبة، لكن ما هو قائم حاليا في إذاعة الجيش، أفضل بكثير مما كانت عليه في سابق عهدها».
ولم تتمكن «السفير» من الوصول إلى الرنتيسي لكن مسؤولين في الحركة أكدوا انه ليس من أعضائها ولا نشطائها. فيما قال مسؤولون في «فتح» إن العجرمي ليس عضوا في الحركة.
لكن برأي الكثيرين من الفلسطينيين فإن ما فعله كل من العجرمي والرنتيسي، لا يقتصر عليهما، بل يشمل الكثير من القيادات الفلسطينية التي «تتسابق» للحديث للإعلام الإسرائيلي، لأسباب عدة، منها الوصول إلى الجمهور الإسرائيلي لإجباره على التأثير على قياداته، أو ربما لــ«مصالح شخصية».
وقال الباحث في الشؤون الإسرائيلية عطا الصباح «تصريحات العجرمي تمثل ظاهرة في الوسط الفلسطيني، حيث مع كل أسف، هناك عدد غير بسيط من القيادات الفلسطينية، تبدو كأنها تعيش في سباق حول من يستطيع الوصول أولا إلى الاعلام الاسرائيلي». وعزا الصباح هذه المسألة إلى أن هناك شعورا لدى بعض المسؤولين الفلسطينيين وليس كلهم بأن «من يتمكن من التصريح للإعلام الإسرائيلي كأنه هو القائد الأكثر نفوذا في الجانب الفلسطيني. للأسف هناك من فقد الاحساس تجاه اسرائيل على أنها عدو، وبدأوا يشعرون كأن علاقتهم مع الجيش هي مدخل لحياة سياسية فارهة وللحصول على امتيازات كثيرة».
بدورها، قالت المدونة والناشطة الفلسطينية عبير قبطي إن اذاعة الجيش الإسرائيلي مثلها مثل الإعلام الإسرائيلي كله «غير متوازنة بخصوص القضية الفلسطينية»، مشيرة إلى انها وسيلة إعلام «لا يجوز لفلسطيني أن يدافع عنها أو يمدحها تحت أي ظرف».
وبينت قبطي أن هذه الاذاعة، في أغلب الأحيان، لا تتعامل مع الموضوع الفلسطيني كما يجب، وهي في النهاية اذاعة يديرها «ضباط في الجيش، والكثيرون من العاملين فيها جنود، كما أنها ممولة من وزارة الاحتلال».
واستطلعت «السفير» آراء عدد من الشبان الفلسطينيين الذين استهجنوا تصريحات الرنتيسي والعجرمي وغيرهما ممن يتسابقون تجاه الإعلام الإسرائيلي. وقال الشاب حمزة فايز، وهو طالب علوم سياسية في جامعة بيرزيت، «لا يجوز تناسي أن هذه اذاعة الجيش الذي يقتل أطفالنا ويحتل أرضنا»، فيما اعتبرت الشابة صمود رائد أن مجرد الحديث لهذه الإذاعة أمر «يثير الاشمئزاز». بدوره، قال الفتى محمد عاهد «في كل الأحوال هذه آراء أشخاص محددين، وهي لا تعبر عن كل الشعب الفلسطيني الذي يرفض فكرة التطبيع مع إسرائيل».
ويمكن مشاهدة الفيديو لكل من العجرمي على الرابط:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]وفيديو الرنتيسي على:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]