المعارضة الليبية منفتحة على «بقاء» القذافي في البلاد

أعلن المتحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي المعارض في ليبيا محمد شمام أن المعارضة متمسكة بالإطاحة بالرئيس الليبي معمر القذافي، لكنها قد تسمح له بالبقاء في مكان ناء داخل ليبيا، فيما أعلنت لندن انه تم وضع خطط للفترة التي تلي رحيل القذافي، وأهمها سرعة إعادة تصدير النفط.
ونقلت صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية أمس عن شمام تأكيده إجراء محادثات غير مباشرة مع معسكر القذافي. وقال «نعم تلك الاتصالات جارية من خلال وسطاء، لكن المحادثات لا تجري بشكل مباشر أبدا. تجري في أحيان في جنوب أفريقيا وأحيانا في باريس، حيث أوفد القذافي مؤخرا مبعوثا منه ليتحدث معنا».
وأضاف «نرى أن عليه أن يحسم أمره. إما أن يرحل أو أن يقبل التقاعد في منطقة نائية من ليبيا. لا نعترض على أن ينسحب إلى واحة ليبية تحت إشراف دولي»، لكنه أوضح أن «شروطنا لم تتغير. القذافي وأفراد أسرته لا يمكنهم بأي حال المشاركة في حكومة مستقبلية». وأعلن أنه يمكن للمعارضة إجراء محادثات مع أي «تكنوقراطي أو مسؤول ليبي لم تلوث يداه بالدماء» لتشكيل حكومة مؤقتة مهمتها تنظيم الانتخابات.
إلى ذلك، أعلن دبلوماسي بريطاني في وزارة الخارجية انه تم وضع خطة مفصلة من اجل مساعدة المعارضة الليبية في مرحلة ما بعد رحيل القذافي. وأعلن أن مسؤولين من بريطانيا والولايات المتحدة وايطاليا وتركيا ودول أخرى امضوا شهرا في شرق ليبيا يبحثون مع المعارضة سيناريوهات ما بعد القذافي. وأوضح أن الخطط، التي يتوقع الإعلان عنها رسميا الأسبوع المقبل، تتمحور حول مواضيع سياسية وإعادة تصدير النفط.
واعتبر المسؤول أن الدول الغربية تعلمت دروسا من الفوضى التي حصلت في صراعات أخرى. وقال إن البنية التحتية للنفط في شرق ليبيا الذي تسيطر عليه المعارضة المسلحة لم تتعرض لأضرار كبيرة، وانه يمكن استئناف الصادرات في غضون ثلاثة إلى أربعة أسابيع من سقوط القذافي.
في هذا الوقت، نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن مسؤولين أميركيين قولهم إن القذافي «ينوي جديا» مغادرة العاصمة الليبية طرابلس هربا من غارات حلف شمال الأطلسي الجوية.
وقال قائد القوات الأميركية في أفريقيا الجنرال كارتر هام للصحيفة «نحن، المجتمع الدولي، قد يتعين علينا أن نكون في ليبيا بعد يوم من سقوط القذافي لكن ليس هناك أي خطة، ليس هناك خطة صالحة». واعتبر أن القذافي قد يسقط سريعا، وقد تكون قوات برية ضرورية سريعا لحفظ النظام في ليبيا.
إلى ذلك، دافع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، خلال قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل، عن الدور الأوروبي في الحرب الليبية، رافضا انتقادات وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس لأوروبا بأنها لا تملك قوة عسكرية ضخمة، مشددا على أن حلفاء واشنطن «يقومون بعملهم».
وقال ساركوزي «ما قاله غيتس لم يكن ملائما، وهو خاطئ، وذلك بناء على ما يحدث في ليبيا. كان هناك لحظات في التاريخ كان يمكن له قول ذلك، ولكن ليس حين تقوم أوروبا بتحمل كل الموضوع الليبي، وفرنسا وبريطانيا مع الحلفاء تقومان بكل العمل في غالبية الوقت»، مشددا على مواصلة الحرب حتى يتنحى القذافي.
وأعلن «الأطلسي» أن طائراته استهدفت 18 آلية عسكرية ومدرعات في مناطق طرابلس والزليتن والزنتان أمس الأول. وما زالت المعارك دائرة بين قوات النظام والثوار بين مصراتة والزليتن وفي الجبل الغربي، كما ذكرت مصادر الثوار الذين يتحدثون يوميا عن سقوط «شهداء».
وذكرت وكالة أنباء تونس الرسمية أن قاربا رسا في ميناء في جنوب البلاد يحمل 49 فردا، من بينهم 19 من الجيش الليبي، انشقوا عن نظام القذافي وفروا من العنف في بلادهم. ونقلت الوكالة عن ثلاثة ضباط قولهم إن فرارهم ليس خوفا من الموت، بل رفضا لقتل أبناء بلدهم، وأضافوا إن عدد القتلى تجاوز 15 ألفا في ليبيا.