الفوضى تعيد اسم عمر سليمان إلى الأضواء

على وقع حالة الفوضى والانقسام التي تسود الشارع المصري جماهيريا وأمنيا وسياسيا، عاد اسم نائب رئيس الجمهورية السابق ورئيس المخابرات السابق اللواء عمر سليمان إلى الأضواء مجددا كمرشح محتمل لخوض انتخابات الرئاسة المقبلة.

وبينما كان وضع المجلس العسكري الذي يدير شؤون البلاد اسم سليمان بين مرشحي الرئاسة المحتملين في استطلاعه الأخير على صفحته في موقع “فيس بوك” مفاجأة لكثيرين ممن اعتقدوا أن سليمان طوى نهائيا صفحة السياسة وتوارى عن الأنظار بعد إعلانه الأشهر لتنحي مبارك، جاء الحديث المكثف عن إمكانية ترشح سليمان – على الأقل على مستوى الفضاء الإلكتروني- لخوض انتخابات الرئاسة ليمثل مفاجأة أكبر.

أولى المفاجآت جاءت بعدما أطلق لواء سابق في الجيش المصري حملة لدعم سليمان مرشحا رئاسيا تحت شعار “عمر سليمان رمزا للأمن والاستقرار”، حيث بدأ اللواء سعد العباسي الذي تربطه علاقة صداقة بسليمان منذ 35 عاما فعاليات حملته من مدينة الإسكندرية بعقد ندوة للدعاية لسليمان بعدما جمع خلال الحملة ستة آلاف توقيع لدعم ترشحه.

وتزامنت هذه الحملة مع أحداث عنيفة شهدتها مصر خلال الأيام القليلة الماضية، تمثلت في أحداث مسرح البالون وميدان التحرير منتصف الأسبوع الماضي، ما دفع قطاعات من المصريين إلى الدعوة إلى أن يتولى مقاليد الأمور بالبلاد “شخصية عسكرية قوية”، وهو ما التقطته حملة دعم سليمان بسرعة.

وكشفت عدة صفحات مؤيدة لترشيح سليمان للرئاسة عن خطاب سيلقيه الرجل الذي كان مقربا بشدة من رأس النظام السابق إلى الجماهير في النصف الأول من شهر يوليو الجاري للكشف عما قالت إنه “أسرار اللحظات الأخيرة من عمر النظام السابق والمتورطين الحقيقيين في محاولة اغتياله عقب حلفه اليمين كنائب للرئيس والتي راح ضحية لها سائقه الخاص وأصيب حارسه بإصابات بالغة”.

وأعرب الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية د. نبيل عبد الفتاح لـ “الجريدة” الكويتية، عن اعتقاده بأن اللواء عمر سليمان النائب السابق للرئيس السابق “لا يصلح مطلقا للترشح للرئاسة لأنه فشل فشلا ذريعا طوال أدائه لمهامه الرسمية حيث كان مسؤولا عن ملفات السياسة الخارجية فيما يتعلق بالملف الفلسطيني وملف دول حوض النيل، كما فشل خلال الفترة الوجيزة التي قضاها نائبا للرئيس المخلوع”.