الخلاف يتواصل بين موسكو و«الناتو» حول ليبيا و سيف الإسلام: حملة «ماكدونالدز» أطلسية

أكد نجل الرئيس الليبي معمر القذافي، سيف الإسلام، أمس، انه «يستحيل» التوصل إلى حل للنزاع من دون مشاركة والده، مهددا بنقل المعركة إلى الدول الأوروبية التي تشارك في الحملة العسكرية ضد بلاده، معتبرا أن الحملة الأطلسية عبارة عن «حملة وجبات سريعة، حملة ماكدونالدز»، فيما أعلنت موسكو وحلف شمال الأطلسي أنهما لا يزالان على خلاف حول الحملة الجوية الغربية على ليبيا.
وبعد يوم من إعلانه في مقابلة مع «رويترز» أن «المجلس الوطني الانتقالي» لا يمانع بأن يبقى القذافي في ليبيا بعد تقاعده ما دام سيتخلى عن جميع سلطاته، قال رئيس المجلس مصطفى عبد الجليل، في بيان في بنغازي، إن «لا مجال لبقاء القذافي في ليبيا حاضرا ومستقبلا»، رغم إقراره بان مثل هذا العرض قد طرح عليه في السابق. واعتبر انه لم يبق أمام القذافي سوى «التنحي عن السلطة والمثول أمام العدالة».
وأعلن المتحدث باسم الحكومة الليبية موسى إبراهيم، في بيان، أن مسؤولين من حكومة القذافي اجتمعوا في مصر وايطاليا والنرويج مع شخصيات من المعارضة للتوصل لحل سلمي للازمة. وأشار إلى أن احد الاجتماعات عقد في روما بين مسؤولين بالحكومة الليبية وعبد الفتاح يونس العبيدي، وزير داخلية القذافي السابق الذي انشق وانضم للمعارضة في شباط الماضي.
وقال سيف الإسلام، في مقابلة مع صحيفة «لوموند» الفرنسية نشرته أمس، إن «والدي لا يشارك في المفاوضات. انه نزاع ليبي، بين ليبيين وخونة وميليشيات وإرهابيين. هل تظن أننا يمكن أن نجد حلا لا يساهم فيه؟ لا هذا مستحيل». واعتبر انه «مع حلف شمال الأطلسي أو من دونه سيخسر المتمردون» الحرب، مضيفا إن «الجرذان ليس لهم أي فرصة للسيطرة على هذا البلد».
وتابع سيف الإسلام إن «عملية الأطلسي غبية جدا وسيئة التحضير. إن كل شيء تم على عجالة. إنها حملة وجبات سريعة، حملة ماكدونالدز. نحن لدينا جيشنا، لدينا مزيد من الذخيرة والأسلحة، إن المعنويات على أحسن ما يكون».
ومن اجل وضع حد للنزاع، قال سيف الإسلام انه مستعد «للسلام والديموقراطية والانتخابات أو الحرب». وأضاف «أنا أحب الديموقراطية وأريد أن تكون ليبيا سويسرا أو نمسا الشرق الأوسط».
وقال سيف الإسلام، في مقابلة مع محطة «تي أف 1» الفرنسية الخاصة، إن الدول الغربية محكوم عليها بالفشل في حملتها العسكرية التي تهدف إلى إسقاط القذافي وان غاراتها الجوية ضد القوات الحكومية جعلها «أهدافا مشروعة».
وفي موسكو، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بعد محادثات بين القادة الروس والأمين العام لحلف شمال الأطلسي اندريس فوغ راسموسن في سوتشي، «حتى الآن، ليس لدينا تفاهم مشترك حول كيفية تنفيذ القرار»، في إشارة إلى قرار مجلس الأمن الدولي الذي أذن بتنفيذ العمليات العسكرية و«لكن مواقفنا متطابقة كليا حول انعدام أي بدائل للانتقال إلى العملية السياسية وتحقيق تسوية سلمية للأزمة الليبية».
وأشار لافروف إلى أن الرئيس الجنوب أفريقي جاكوب زوما انضم إليهم، بعد اجتماع ثنائي مع الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف، معربا مثل روسيا عن رغبته في الوصول إلى حل سلمي للصراع. وقال «نحن نرى أن حظر السلاح (المفروض وفق قرار مجلس الأمن) واضح لا لبس فيه. تقديم أي أسلحة يعد خرقا للقرار». وأضاف «هم (الأطلسي) لديهم رأي مختلف مفاده أن القرار يتيح لأي احد فعل أي شيء».
غير أن راسموسن دافع بشدة عن إلقاء فرنسا أسلحة للثوار. وقال «تم تسليم أسلحة في إطار جهود حماية المدنيين وتمكينهم من حماية أنفسهم من الهجمات». وأضاف «لقد التزمنا حتى الآن بتطبيق القرار تطبيقا ناجعا».
ميدانيا، أعلن التلفزيون الليبي سقوط قتلى وجرحى في غارات شنتها طائرات «الأطلسي» على ميناء زوارة ونقاط مراقبة «مدنية» في المدينة، فيما أعلن «الأطلسي» انه استهدف ثلاث عربات مسلحة في منطقة زوارة. كما نفذ غارات على البريقة ومصراتة وسرت وغريان.