ليبيا: المعارضة تريد استمرار القصف في رمضان وتتقدم نحو طرابلس بعد هجوم فاشل لقوات القذافي

دعا المعارضون الليبيون الذين اتهمتهم منظمة "هيومن رايتس ووتش" بارتكاب انتهاكات، حلف الأطلسي أمس، إلى مواصلة عملياته العسكرية في شهر رمضان، معتبرين أنه "من المستحيل حتى الآن التوصل إلى حل سياسي"، فيما دارت معارك عنيفة في غرب ليبيا، استعاد فيها مقاتلو المعارضة بلدة قوالش وشرعوا في قصف مدينة السبعة الاستراتيجية في اتجاه طرابلس، بعدما فشلت قوات الرئيس معمر القذافي في شن هجوم مضاد على قوالش. وفي بروكسل، قال وفد برئاسة القيادي في المجلس الوطني الانتقالي الليبي المعارض محمود جبريل، إن حملة الأطلسي على ليبيا يجب أن تستمر في رمضان، وأضاف ان قتل قوات العقيد معمر القذافي للمدنيين العزل يبرر استمرار مهمة الحلف. وقال جبريل في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو إن الحاجة للدفاع عن النفس تبرر الحرب في شهر رمضان. وتحدث باروزو كذلك خلال المؤتمر الصحافي عن دور الاتحاد الأوروبي في ليبيا. وقال "نريد أن نساعد في بناء ليبيا ديموقراطية تحترم حقوق الانسان وتتمتع بحكم رشيد وتطبق حكم القانون". وفي وقت سابق اجتمع جبريل مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي اندرس فوغ راسموسن ومسؤولين من الاتحاد الأوروبي. وقال جبريل إن الحديث عن مفاوضات جارية بين النظام والمجلس الانتقالي، "مزاعم زائفة تماما". من جهته، صرح قائد مركز العمليات العسكرية المعارضة لغرب ليبيا العقيد جمعة ابراهيم ان متمردي جبل نفوسة يرون انه "من المستحيل حتى الآن التوصل الى حل سياسي" مع نظام القذافي. وقال "حتى الآن، من المستحيل إيجاد حل سياسي. القذافي يريد البقاء في مكانه والمتمردون لا يريدون ذلك"، وذلك غداة إعلان فرنسا عن اتصالات جرت مع ممثلين للسلطة الليبية. وفي موازاة ذلك اتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش" المدافعة عن حقوق الانسان الثوار الليبيين بارتكاب تجاوزات وحملتهم مسؤولية اندلاع حرائق وأعمال نهب وإساءة معاملة مدنيين أثناء تقدمهم من جبل نفوسة باتجاه طرابلس. وقالت المنظمة في بيان انها "شهدت بعض هذه الاعمال، وقابلت شهودا بشأن اخرى وتحدثت مع أحد قادة الثوار عن هذه التجاوزات"، مشيرة الى ان التجاوزات حصلت في حزيران وتموز الماضيين، وبعضها حصل الاسبوع الماضي، مع تقدم الثوار من جبل نفوسة جنوب طرابلس. وأضافت المنظمة انه "من واجب قادة المتمردين حماية المدنيين وممتلكاتهم وخصوصا المستشفيات، ومعاقبة كل من يقوم بالنهب أو بارتكاب تجاوزات اخرى". ونقلت المنظمة عن قائد للثوار عرفته باسم العقيد المختار فرنانة اعترافه بأن بعض المقاتلين أو المناصرين ارتكبوا تجاوزات لكنهم عوقبوا. وقال هذا المسؤول "لو لم نعط تعليمات لأحرق الناس هذه القرى عن بكرة ابيها"، موضحا ان هذه القرى تضم قبيلة قريبة من العقيد معمر القذافي. دعت فرنسا الثوار الليبيين الى التحقيق في تجاوزات محتملة ارتكبها مقاتلون لهم. وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو ان المجلس الوطني الانتقالي "يتحمل مسؤوليات خاصة تقضي بتشجيع وحماية حقوق الانسان التي وردت مبادئها في شرعته التأسيسية". وأضاف "ذلك يعني خصوصا ان يتخذ تدابير للتعجيل في إجراء تحقيقات حول الادعاءات بالاساءة الى حقوق الانسان ولمساءلة من قاموا بهذه الانتهاكات عن تصرفاتهم". أما ميدانيا، فوقعت معارك عنيفة في بلدة قوالش على بعد حوالى 100 كلم جنوبي العاصمة طرابس. وشنت قوات القذافي هجوما مضادا من الشرق على البلدة التي كانت بيد الثوار، لكن هؤلاء عادوا إلى البلدة بالمئات من القرى المجاورة، واستعادوا السيطرة على قوالش. وأفاد مراسل وكالة "فرانس برس" بأن الثوار الليبيين قصفوا بالسلاح الثقيل مدينة السبعة الاستراتيجية على طريق طرابلس والتي تراجعت اليها قوات القذافي بعدما فشلت في هجومها المضاد لاستعادة قرية قوالش. وقال المراسل في المكان ان الثوار وصلوا الى التلال المشرفة على السبعة وهم يخوضون مواجهات عنيفة بالسلاح الثقيل والخفيف مع قوات القذافي التي ترد خصوصا بصواريخ غراد. وتقع السبعة على بعد حوالى ثمانين كلم من طرابلس وهي آخر مدينة قبل الغريان، المعبر الاستراتيجي بالنسبة الى العاصمة طرابلس. ومنذ أسبوع يستعد مقاتلو جبل نفوسة للمعارك المقبلة بهدف السيطرة على موقعين استراتيجيين في جنوب وغرب طرابلس، فيما يتقدم المتمردون في غرب العاصمة من جهة الزليتن. وعلى خطوط الجبهة في الجبل والسهل أوضح قادة انهم جاهزون وينتظرون "الضوء الاخضر من الحلف الاطلسي". إلى ذلك، أعلنت روسيا أنها لن تشارك في اجتماع مجموعة الاتصال حول ليبيا الذي دعيت اليه يوم الجمعة المقبل في اسطنبول، فيما أعلنت الامانة العامة لمجلس التعاون الخليجي أنها ستشارك.