حرب شوارع ضارية في البريقة

أعلن الثوار الليبيون، أمس، أن حرب شوارع ضارية تدور بينهم وبين قوات الرئيس الليبي معمر القذافي في أحد أحياء مدينة البريقة النفطية شرق البلاد، وذلك بعد ساعات من تكرار القذافي انه لن يغادر البلاد «أبدا».
وقال المتحدث باسم قوات الثوار محمد زاوي إن «بعض المجموعات الصغيرة تمكنت من الدخول إلى مدينة البريقة لكننا لم نسيطر عليها بالكامل بعد». وأضاف «تدور معارك عن قرب» في حي سكني شمال شرق البريقة.
وتسيطر قوات القذافي منذ نيسان الماضي على هذه المدينة الساحلية الواقعة على مسافة 800 كلم شرق طرابلس و240 كلم جنوب غرب بنغازي «عاصمة» الثوار. وتحصن ثلاثة آلاف رجل موالين للقذافي في وسط المدينة بحسب الثوار.
وشنّ الثوار هجوما الخميس الماضي من جنوب وشمال وشرق البريقة. وقال المتحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي المعارض عبد الرحمن بوسيم إن 127 من مقاتلي المعارضة أصيبوا أمس خلال معركة لطرد قوات القذافي من المدينة. وكانت معارك أمس الأول، أسفرت عن سقوط 13 قتيلا وإصابة قرابة 200 شخص أثناء زحفهم صوب البريقة تحت نيران الصواريخ من جانب قوات القذافي. وقد تباطأ تقدمهم بسبب مئات الألغام والعثور على خنادق دفاعية تم حفرها في محيط المدينة ملئت بمواد قابلة للاشتعال.
وتتألف البريقة من ثلاث مناطق هي حي سكني في الشرق، ومنشأة نفطية مهمة في الغرب، والمدينة القديمة بينهما. وإضافة إلى تزويد الثوار بالمحروقات، فان الموقع الكائن في جنوب شرق خليج سرت سيتيح لهم إذا ما تمت السيطرة عليه في حالة جيدة، تحسين وضعهم المالي عبر تصدير النفط.
وحذر القذافي الثوار، أمس الأول، من «ان الشعب الليبي مستعد للموت من اجل الدفاع عن النفط الذي لن يتركه في يد عصابات الخونة». وقال، في كلمة توجه بها عبر مكبرات الصوت إلى آلاف الليبيين الذين احتشدوا في مدينة الزاوية الواقعة على بعد 50 كلم غرب طرابلس، «يقولون بأن علي أن اترك البلد، لن اترك ارض أجدادي. هذه الأرض العزيزة والمقدسة، كما لن اترك شعبي الذي ضحى وهو مستعد للموت من اجلي». وأضاف «أنا أيضا مستعد للتضحية من اجل شعبي، ولن اترك ارض أجدادي الذين حاربوا الاستعمار الايطالي»، واصفا الثوار «بالجرذان والخونة الذين استولوا على بنغازي ومصراتة وجبال الغرب واستعملوا المواطنين دروعا بشرية ورهائن».
وتابع «معي خمسة ملايين ليبي مستعدون للزحف عليهم بانتظار أن يعطوا الأمر بذلك»، مضيفا «لن نسمح لبلادنا أن تبقى رهينة لعصابات ممولة من الخارج ومدعومة بطيران الأطلسي وبأموال النصارى».
ودوّت فجر أمس، سلسلة انفجارات قوية في طرابلس. وأعلن حلف شمال الأطلسي انه دمّر أمس الأول، ثلاثة أجهزة رادار ومنصة لإطلاق صواريخ ارض ـ جو وموقعا للتموين العسكري في محيط طرابلس، فضلا عن ست آليات عسكرية ومنصتين لإطلاق الصواريخ في البريقة. وذكر التلفزيون الليبي أن «العدوان الاستعماري الصليبي» شنّ غارات على أهداف مدنية وعسكرية في حي عين زاره في شرق طرابلس وتاجوراء الضاحية الشرقية للعاصمة.
وفي الغرب، بقي الوضع هادئا نسبيا، إذ يحاول الثوار تعزيز مواقعهم بعد تحقيقهم تقدما سريعا قبل أيام. وسمع في القواليش على بعد نحو 100 كلم جنوب طرابلس، وفي منطقة بئر عياد، دوي تبادل لإطلاق النار بالصواريخ.