واشنطن تحاول تحميل "حزب الله" مسؤولية انفجار وقع في اسطنبول

نقلت صحيفة "كوريرا ديلا سيرا" الإيطالية، أمس، عن مصادر أمنية أميركية قولها إن الانفجار الذي وقع في أيار الماضي في اسطنبول لم يكن من فعل متمردين أكراد وإنما من صنع نشطاء "حزب الله". وفيما أثار الخبر اهتماما إعلاميا واسعا في إسرائيل لأنه أشار إلى أن المستهدف في الانفجار كان القنصل الإسرائيلي فإن الأوساط السياسية الإسرائيلية تعاملت معه بقدر كبير من الحذر. ونفت مصادر تركية أن يكون خبر الصحيفة الإيطالية يستند إلى أي أساس صحيح، معتبرة أن الأمر لا يعدو كونه لعبة أو تسريبة إعلامية إسرائيلية. وأشارت "كوريرا ديلا سيرا" إلى أن الانفجار الذي أوقع ست إصابات في صفوف أتراك كان يستهدف القنصل الإسرائيلي في تركيا موشيه كيمحي. وأوضحت أن العملية كانت انتقاما لمقتل عالم الذرة الإيراني مسعود علي محمدي الذي اتهمت إيران الموساد باغتياله. وبحسب الصحيفة، نقلا عن مصدر أميركي، فإن ثلاثة من نشطاء "حزب الله" دخلوا إلى تركيا قادمين من بيروت وهم يحملون جوازات سفر إيرانية، وراقبوا لفترة القنصل الإسرائيلي، وفحصوا مسار انتقاله من بيته إلى القنصلية طوال أيام، قبل أن يختاروا تنفيذ العملية. ورغم ذلك فإن كيمحي في يوم الانفجار أبطأ السير في سيارته أكثر من المعتاد، ولذلك وقع الانفجار ولم يتضرر. بل أن وسائل الإعلام الإسرائيلية قالت إنه كان بعيدا عن موقع الانفجار. ولم تأخذ أية منظمة على عاتقها مسؤولية هذا التفجير، ولكن السلطات التركية اعتبرته عملية من جانب المتمردين الأكراد عشية الانتخابات التي جرت في حزيران الماضي. ونفت مصادر أمنية تركية هذا التقرير واعتبرته مجرد دعاية إسرائيلية. وحسب أحد هذه المصادر فإن "إسرائيل تنشر معلومات مضللة وتشيع أخبارا غير صحيحة بين حين وآخر". وفي المقابل فإن التلفزيون الإسرائيلي نقل عن مصادر سياسية تقديرها أن الخبر لا يستند إلى أساس، خصوصا أن القنصل الإسرائيلي لم يكن متواجدا في موقع الانفجار. وأوضح أحد المعلقين العسكريين أن الحافز متوفر لدى "حزب الله" لتنفيذ عمليات انتقامية ضد إسرائيليين، سواء للثأر للشهيد عماد مغنية أو للعلماء الإيرانيين، ولكن هذا لا يوفر رابطا بين "حزب الله" والتفجير في اسطنبول. ومع ذلك أشار التلفزيون إلى أنه في تلك الفترة كانت التحذيرات شديدة من احتمال استهداف إسرائيليين في دول البحر المتوسط ومن بينها تركيا. ونشر مكتب "مكافحة الإرهاب" في حينه تحذيرا للإسرائيليين الذاهبين إلى كل من اليونان، تركيا، مالطا وقبرص.