علي عبدالله صالح في الذكرى الـ33 لتوليه السلطة يدعو للحوار ويشيد بدور نائبه

خاطب الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، الذي يواصل فترة نقاهته في الرياض، اليمنيين امس في الذكرى الـ33 لوصوله الى السلطة، في كلمة نشرتها الصحف المحلية، أكد فيها «أن الحوار هو المخرج الوحيد للأزمة في اليمن». وجاء كلام الرئيس في وقت لا تزال جبهة المواجهة في زنجبار، جنوب البلاد، مشتعلة بين الجيش والقبائل المساندة له من جهة ومسلحي تنظيم «القاعدة» من جهة أخرى.
وقال صالح إن الحوار «هو المخرج الوحيد للوطن» مؤكداً ثقته بأن الحوار «سوف يخلص الى لغة مشتركة تصبّ في خدمة الشعب اليمني لا في خدمة أحزاب او فئات او افراد». ودعا الى ان يكون «الوطن ووحدته وأمنه واستقراره وتقدمه ورقيه وازدهاره غاية الجميع التي تسمو فوق كل غاية».
وأضاف صالح «لقد كنا وما زلنا وسنظل نؤكد ونشدّد على أهمية وضرورة الحوار الذي تعتمد فيه الطرق السلمية لحل القضايا ومعالجة المشاكل مهما كانت صعوباتها وتعقيداتها، كما نشدّد على حل أية خلافات او تباينات باتباع النهج الديموقراطي، ونحن هنا نتحدّث من واقع الخبرة والتجربة».
واشار الرئيس اليمني الى ان نائبه عبد ربه منصور هادي الذي وصفه بأنه «الشخصية الوطنية المعروفة بمواقفها المبدئية التي لا تتغير ولا تتبدل مهما كانت التحديات والأخطار»، هو «اهل للثقة وفي مستوى المسؤولية ونقدر له دوره واسهامه في إخراج الوطن من الأزمة الراهنة» في اشارة الى سعيه للحوار مع المعارضة.
الى ذلك، بحث هادي خلال لقائه المبعوث الألماني مايكل جوزيف كلور الذي وصل الى صنعاء مساء امس الاول آتياً من الرياض، سبل دعم وتطوير علاقات التعاون المشترك بين اليمن وألمانياً الى جانب تطورات الأوضاع على الساحة الداخلية اليمنية.
وقال المبعوث الألماني إنه زار الرئيس اليمني الذي يعالج حالياً في الرياض وإنه أكد إدانة بلاده القوية «للعمل الإرهابي الذي تعرّض له الرئيس صالح في الثالث من حزيران الماضي، كما أبلغته تعازينا لكل الذين استشهدوا في هذا الحادث المروع». وأضاف كلور «لقد أبلغت الرئيس صالح أن حكومة ألمانيا الاتحادية تتابع بالغ تطورات الوضع في اليمن وبقلق شديد»، وأنه تم التطرق إلى المبادرة الخليجية والتوافق الدستوري والبحث عن المخارج السريعة للأزمة في اليمن بصورة سلمية.
من جانبه، أشاد هادي بمستوى العلاقات اليمنية الألمانية في ضوء أن «ألمانيا من الدول المانحة لليمن والداعمة لمسيرة التنمية والتطوير في مختلف المجالات»، مؤكداً أهمية المساعدة الألمانية في ما يتعلق بالنظم الدستورية والمجالات التي تساعد على تجاوز الأزمة الراهنة.
كذلك، قال هادي خلال استقباله في وقت لاحق نائب مستشار الأمن القومي البريطاني اوليفر روبنز ان هناك «حوارات قائمة بين الافرقاء اليمنيين وخيارات ترتكز على قاعدة المبادرة الخليجية. وهناك الكثير من المقترحات والتصورات على الآلية بمساعدة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي وفي المقدمة السعودية».
في هذه الاثناء، كشفت تقارير صحافية أن معارك عنيفة تدور منذ فجر أمس الاول في محيط مدينة زنجبار، عاصمة محافظة أبين، جنوب اليمن، بين القوات الحكومية ومعها المناصرون من القبائل المسلحة في المحافظة من جهة، وبين مسلحي الجماعات الإسلامية المتشددة التي يقودها تنظيم «القاعدة» من جهة اخرى.
وانضم المئات من رجال القبائل المسلحين إلى الهجوم بعد أن تعهدوا بالوقوف بوجه الميليشيات المتشددة ودحرها من المحافظة. وصرح مسؤول أمني رفيع في زنجبار أن القوات الحكومية ورجال القبائل يحاصرون الميليشيات المسلحة من الجهات كافة، مضيفاً أن العديد من المسلحين المتطرفين قتلوا أو جرحوا، من دون تحديد عددهم. وقال مقاتل من رجال القبائل: «لن نتوقف حتى يغادر الإرهابيون المحافظة.. سنقاتل وليس لدينا ما نخسره... هذه أرضنا ولن نسمح بأن تكون ملجأ للخارجين عن القانون».
وقالت مصادر صحافية نقلاً عن مصادر محلية أمنية وقبلية إن معارك هي الأعنف تدور حول زنجبار منذ فجر امس الاول، وإن رجال القبائل المساندين للقوات الحكومية تمكنوا من اقتحام عدد من تحصينات المسلحين المتشددين في حين واصلت وحدات الجيش قصف مواقع المسلحين في أنحاء المدينة من دون توقف، وتمكن عدد من سرايا الجيش من الوصول إلى معسكر اللواء «25 المحاصر» ناقلاً مؤناً وإمدادات ومعلومات إلى قيادة المعسكر حول خطة اقتحام المدينة.