لبنان وإسرائيل أمام مجلس الأمن مجدداً

أكمل العدو الإسرائيلي عدوانه على متنزهات الوزاني باتهامه الجيش اللبناني في مجلس الأمن الدولي بـ«ممارسة الاستفزاز» ضمن «نمط ينمّ عن سعادة باللجوء إلى الزناد والتهور في فتح النار» على حدّ توصيف رون بروزور، مندوب إسرائيل الدائم لدى الأمم المتحدة الذي شدّد على الحرص على المحافظة على الهدوء والاستقرار على الحدود. وفي رسالة شكوى بعثها إلى رئيس مجلس الأمن الدولي، مندوب الهند، هارديب سنغ بوري، أمس، ذكّر بروزور بأن هذا التصرف أدى سابقاً إلى وقوع قتلى، مشيراً الى الصدام الذي وقع في بلدة العديسة في 3 آب من العام الماضي والذي وصفه بأنه تمّ «من دون أي استفزاز» وأدّى إلى «مقتل الكولونيل دوف هراري»، من دون الإشارة إلى الشهداء الذين سقطوا على الجانب اللبناني من جنود ومدنيين وصحافيين. أما في حادث الوزاني الذي وقع أول من أمس، فرأى أن «معجزة» حالت دون وقوع إصابات، وزعم أن القوات الإسرائيليّة كانت في جنوب الخط الأزرق، محذراً من تداعيات هذا «الحادث الجسيم» على السلم والاستقرار الإقليميين.

وفي الشكوى التي قدّم نسخة منها إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، تحدث عن «تعاون تام» بين الإسرائيليين ومحققي اليونيفيل، مدعياً أن القوات الإسرائيلية «بقيت طيلة الوقت جنوب الخط الأزرق امتثالاً لقرار مجلس الأمن الدولي 1701». وزعم أن إطلاق النار من الجانب الإسرائيلي إنما كان «في حال الدفاع مع ممارسة أقصى درجات ضبط النفس».
وانطلاقاً من ذلك طلب المندوب الاسرائيلي من الحكومة اللبنانية التحقيق الكامل في دور القوات المسلحة اللبنانية في «التسبب في هذا الاستفزاز». كذلك طالبها باتخاذ كل الإجراءات الضروريّة من أجل احترام الخط الأزرق بأكمله. وتوجه إلى «المجتمع الدولي» مطالباً باتخاذ خطوات من أجل الحؤول دون وقوع «المزيد من الاستفزازات»، وبنقل رسالة واضحة للحكومة اللبنانيّة بأن «هجمات كهذه لا تمثل انتهاكاً لقرار مجلس الأمن الدولي 1701 وحسب، بل تنطوي على إمكانيّة تصعيد جدّي بما يهدد أمن المنطقة واستقرارها». وإذ واصل التذكير بحق كيانه في حماية الحدود والمدنيين والجنود مما وصفه بـ«الاستفزاز غير القانوني» وعد ببذل جهود كبيرة من أجل المحافظة على السلم والأمن الإقليميين، معرباً عن الأمل بأن «يمارس جيراننا الأسلوب المسؤول نفسه».
من جهته، أعلن وزير الخارجيّة والمغتربين عدنان منصور، أمس، أن «لبنان سيتقدم غداً (اليوم) عبر بعثته لدى الامم المتحدة بشكوى ضد اسرائيل «لخرقها القرار 1701 وتوغل جنودها في الأراضي اللبنانيّة في منطقة الوزاني (اول من) أمس».