صالح يبحث «آلية مناسبة» لتنفيذ المبادرة الخليجية

في ظهور تلفزيوني جديد له، أكد الرئيس اليمني علي عبد الله صالح أهمية البحث عن «آلية مناسبة» لتنفيذ المبادرة الخليجية من أجل انتقال سلمي للسلطة في بلاده خلال لقائه وفداً من حزب المؤتمر اليمني الحاكم في الرياض ليل الاربعاء - الخميس، بثّ صوره تلفزيون «سبأ» اليمني.
وجاء ذلك في وقت دعا العميد يحيى محمد عبد الله صالح، ابن اخ الرئيس، والذي يقود وحدة أمنية رئيسية، الى الحوار كسبيل لإنهاء الأزمة السياسية في بلاده، مهدداً «بكسر رقاب» أي فصيل يسعى مجدداً الى إسقاط صالح بالقوة.
وذكرت وكالة الانباء اليمنية (سبأ) ان صالح اكد خلال استقباله عدداً من المسؤولين وقيادات حزب المؤتمر، في مقر اقامته في الرياض «اهمية الاستمرار في التعامل الايجابي مع المبادرة الخليجية والبحث عن آلية مناسبة لتنفيذها بما يكفل انتقالاً سلمياً وسلساً للسلطة وفقاً للدستور».
وكان مسؤول في الحكومة اليمنية قال ان صالح وافق على النظر في احياء المبادرة لحل الأزمة وضمان الانتقال السلمي للسلطة، مضيفاً ان اجتماع الرياض حضره رئيس الوزراء اليمني علي محمد مجاور الذي جرح ايضاً في الهجوم الذي استهدف صالح في حزيران الماضي، ورئيس جهاز أمني ومسؤولون موالون كبار آخرون.
وأظهرت الصور التلفزيونية، الرئيس في حالة جيدة وكان ارتداؤه قفازاً أبيض ليحمي يديه المحروقتين الإشارة الوحيدة على أنه مصاب.
وقال المسؤول عن اجتماع الرياض «لقد اتفق الرئيس معهم على بحث سبل إحياء مبادرة مجلس التعاون الخليجي وإيجاد الآلية التي تضمن الانتقال السلمي للسلطة»، مضيفاً إن صالح وافق على العمل مع احزاب المعارضة الرئيسية وجماعات يمنية اخرى ومع هيئات دولية والدول المعنية من اجل التوصل إلى طريقة لإنهاء الازمة.
واعلن مسؤول حكومي يمني آخر أن مبعوث الأمم المتحدة لليمن جمال بن عمر سيزور صنعاء قريباً على ان يجري صالح اتصالات مع احزاب المعارضة والقوى الأجنبية بشأن سبل الاتفاق على نقل السلطة. وأكد بن عمر في حديث بثته قناة «الحرة» ضرورة توصل الأطراف السياسية اليمنية إلى اتفاق عن طريق الحوار «بما يحول دون تشتت وانهيار الدولة» مشيراً إلى أن القرار يجب أن يكون يمنياً وبطريقة توافقية.
من جهته، قال العميد صالح الذي يرأس قوات الأمن المركزي إن اليمن لن ينزلق مجدداً الى حرب مفتوحة مثلما حدث في ايار الماضي، معلناً أن صالح سيعيد النظر في الخطة التي أعدّت بوساطة مجلس التعاون لنقل السلطة والذي تراجع الرئيس عن توقيعها لثلاث مرات.
وتابع العميد صالح في مقابلة صحافية «لا يوجد حل آخر غير الحوار لوضع حد لهذه الأزمة»، مقللاً من شأن خطر وقوع المزيد من القتال، وذلك في إشارة على ما يبدو الى قوات زعيم قبيلة «حاشد» صادق الأحمر، واللواء علي محسن الذي انشق عن الجيش اليمني. ومضى يقول «إذا كانوا يلجأون الى السلاح او القوة فهم يعرفون أننا نكسر رقابهم اذا حاولوا. وسوف نقوم بكسر رقبة كل من يحاول الضرر او الأذى بأمن واستقرار الوطن». وأكد العميد ان صالح «رئيس حتى العام 2013 الا اذا كان هناك حل سياسي. اما العودة من السعودية فأمر يعتمد على حالته الصحية وقرار الأطباء».
بدوره، حذر نائب وزير الإعلام اليمني عبده الجندي أحزاب «اللقاء المشترك» (المعارضة البرلمانية) من السير في إعلان تشكيل ما يطلق عليه «المجلس الوطني» لكونه سيمثل «انقلاباً على الشرعية الدستورية وتغليباً لإرادة هذه الأحزاب على إرادة الشعب» التي عبر عنها في صناديق الاقتراع. وكان المجلس الأعلى لـ«المشترك» اختار يوم 17 آب الحالي موعداً لانعقاد الاجتماع التأسيسي للجمعية التي «ستشكل الحاضن الوطني للثورة الشعبية».
في هذه الاثناء، اعلن مسؤول أمني يمني ان الجيش قتل فجر امس اربعة عناصر يشتبه في انتمائهم الى تنظيم «القاعدة» في قصف استهدف مواقعهم في ضواحي زنجبار، كبرى مدن محافظة ابين، معقل المتطرفين في جنوب اليمـــن. وأوضــح المسؤول أن الأربعة قتلـــوا اثر سقوط قذيفة اطلقها الفوج الخامس والعشرون على مواقعــهم في قريتي الخملة وبجدار، قرب زنجبار.