الحريري لنصر الله: لم تكن موفقا وبريئا في وضع الشيعة في دائرة الخطر

استعرت الحرب الكلامية وبلغت السجالات سقفاً غير مسبوق على خلفية صدور القرار الاتهامي للمحكمة الدولية بين طرفي المعارضة والموالاة وخصوصاً، نواب تيار المستقبل و'حزب الله' بعد موقف أمينه العام السيد حسن نصرالله الذي رفض اتهام المقاومين واعتبرهم مظلومين في قرار مسيس، ما استدعى رداً فورياً من الرئيس سعد الحريري قال فيه 'لم تكن موفقاً يا سيد حسن خصوصاً لجهة الكلام غير البريء الذي حاول ان يضع الطائفة الشيعية في دائرة الخطر وكأنك تعمل من خلال ذلك على تجيير الإتهام بجريمة اغتيال الرئيس الحريري ورفاقه الشهداء، من 4 أشخاص حزبيين إلى كامل أبناء الطائفة الشيعية، وفي ذلك منتهى التحريف والسعي الى قلب الحقائق، والمتهمون محدّدون بالإسم والهوية وحزب الله يعترف بإخفائهم، أما الطائفة الشيعية فهي أشرف من أن تتورّط في دم الشهيد رفيق الحريري، وليست محل اتهام من أحد'.

تزامناً، قال رئيس المحكمة القاضي انطونيو كاسيزي كلمته في تقرير السلطات اللبنانية عن الخطوات التي اتخذتها بحثاً عن المتهمين الأربعة من حزب الله، فوصفها بالمعقولة ودعا 'الى تكثيف الجهود لاعتقالهم'، مؤكداً 'ان على النائب العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا ان يقدم تقريراً شهرياً الى المحكمة في هذا الشأن'. وأوضح 'ان التقرير المقدم لا ينهي التزام لبنان المستمر مساعدة المحكمة في البحث عن المتهمين وتبليغهم وتوقيفهم واعتقالهم ونقلهم اليها'.

وفي المواقف، نقل زوار الرئيس نبيه بري عنه قوله 'إن المحكمة الدولية وقراراتها مسيسة ولم تأت بجديد، وقد نشرت سابقاً في المجلات الأوروبية ووسائل الإعلام العالمية، وبات الامر واضحاً'.

واعتبر 'أن توقيت إصدار قرارات المحكمة والقرار الإتهامي الأخير له علاقة بالأحداث في المنطقة، والغاية منه إثارة البلبلة والقلاقل على الصعيد المحلي، وزرع الفتن داخل الساحة اللبنانية'، آملاً 'أن يعي الجميع أخطار هذه المحكمة المسيسة وأخطار ما صدر عنها وما سيصدر'.

في المقابل، أكد رئيس الكتائب أمين الجميل 'أن هذا القرار التاريخي انتظرناه منذ اكثر من خمس سنوات، نعتبره من اهم القرارت التي صدرت اخيراً، لا سيما انه ذات مصداقية ومهنية عالية ولا يمكن تجاهل فعاليته على الأرض'. ورأى انه 'من مصلحة حزب الله ان يتعاون مع القرار بإيجابية وأن ينفذه وأن يسلم المتهمين حتى لا ترتد التهم عليه، فعدم تسليم المتهمين والتعرض لمصداقية القرار ليست فقط اهانة للقضاء إنما للشهداء اللبنانيين الذين سقطوا بسبب هذا العمل الإرهابي'. وأكد انه 'ليس للطائفة الشيعية علاقة بهذه الجريمة ولا يمكن اطلاقاً اقحامها فيها، ولا يعني وجود بعض المتهمين من الطائفة الشيعية بأن الطائفة مسؤولة بل بالعكس إنها براء منها، وهي ايضاً ضحية مثلها مثل الشعب اللبناني والشهداء، ولا يحاولنّ احد التلطي وراءها، لأنها اشرف من ان تتورط كطائفة في مثل هكذا عمل'.

وطالب الحكومة بـ'إستخلاص العبر خصوصا أن المتهمين اعضاء في حزب عضو في الحكومة، ومفروض أن تأخذ الحكومة عِبراً من هذا القرار والا تتنصل من مسؤوليتها، وأن تخرج من الإزدواجية في التعاطي مع القرار الظني، فالبعض في الحكومة يقول انه سيطبق القرار الظني ويتعاون مع القضاء الدولي بينما الفريق الآخر الأكثر فعالية في الحكومة يتنصل من المسؤولية ويقول هذا 'ظلم وافتراء' ولا يمكن تطبيق هذا القرار على الساحة'.

من جهته، قال رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع 'اننا اليوم أمام حدث كبير تمثل بنشر الجزء الاول من القرار الاتهامي في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري وكل شهداء ثورة الأرز'، معتبراً انه 'فعلاً كان يوماً تاريخياً لأن العين تمكنت من مقاومة المخرز وتمكن الشعب اللبناني، بفضل نضال مستمر كلفه الكثير من العرق والدموع والدماء وبالأخص بين عامي 2005 و2009، من التوصل الى اطلاق عملية احقاق الحق واقرار العدالة'.

وأضاف: 'لن أتكلم أكثر عن هذا الموضوع اليوم لأنه سيكون لي فيه كلام مستفيض في الأيام القليلة المقبلة'.

بموازاة ذلك، أعلن عضو 'جبهة النضال الوطني' النائب أكرم شهيب 'أن التموضع السياسي الجديد للنائب وليد جنبلاط هدفه أن يكون واسطة خير لمنع أي فتنة في لبنان ولمنع انتقال ما يجري في سورية الى لبنان'.

ولفت الى 'أ ن مسار العدالة طويل ويتطلب هدوءاً وعقلانية، والمحكمة أمر واقع وما نشر جزء من القرار الاتهامي'، معتبراً 'إن موقف الأمين العام لـ'حزب الله' ليس جديداً، وهو منذ البدء ضد المحكمة الدولية، ولكن الجديد فيه هو دعوته الى قراءة قانونية متأنية، ودعوته لعدم الانجرار الى فتنة وهذا الأمر يساعد في معادلة العدالة والاستقرار'.

وقال رداً على سؤال 'الرئيس الأسبق سعد الحريري لعب دوراً ولا يزال في الحفاظ على الاستقرار'.

وعن القول أن المتهمين مقاومون شرفاء قال 'يجب الأخذ في الاعتبار حق الشهداء واهاليهم الذين قدموا الغالي تجاه وطن عزيز، وفي الوقت ذاته يجب تفهم واقع جمهور حزب الله المتهم بشكل أو بآخر'.

ورأى في الاتهامات بتهريب السلاح الى سورية اتهامات اعلامية وأن بعض الاجهزة 'لبّسته' للبعض من أجل توريط سوليدير'، لافتا الى 'ان ما صدر عن القاضي سعيد ميرزا واضح'.

ونفى شهيب حصول احتكاكات عند تخوم الضاحية الجنوبية وقال 'العلاقة مع 'حزب الله' تنسيقية وعلاقة تواصل ميداني وسياسي، وما حُكي غير صحيح. لافتاً الى ان موضوع تلة 888 له رمزيته وهذه التلة ليست مشاعاً'.

وفي المقلب الاخر رفض اللواء الركن جميل السيد 'التعليق على مضمون ما يُسمَّى بالقرار الظني الذي صدر عن القاضي دانيال بلمار'، ملاحظاً في الوقت نفسه أن هذا القرار لم يلقَ سوى تعليقات لبنانية باهتة'.

أضاف: 'المضحك المبكي هو أن الرئيس السابق سعد الحريري، الذي سقط اليوم في حفرة التزوير التي حفرها لغيره، قد ناشد في الأمس السيد حسن بتسليم المطلوبين الأربعة متجاهلاً تآمره السابق وارتكابه في السنوات الخمس الماضية جريمة اعتقال الضباط الاربعة، في حين ان المطلوب منه، كما من القاضي بلمار والمحكمة الدولية، إقناع الرأي العام اللبناني والعربي والدولي بصدقيّتهم، من خلال الاجابة على سؤال واحد فقط: ما هي الضمانة انه في حال تسليم المطلوبين الاربعة، أن لا يبقى هؤلاء معتقلين لدى المحكمة الدولية ثم أن يقال لهم بعد خمس سنوات 'مع السلامة'، كما قيل للضباط الأربعة؟

وما الذي يضمن أن يكون اتهام واعتقال المطلوبين الأربعة وسيلةً سياسية للقضاء على المقاومة تماماً كما كان اتهام الضباط الأربعة واعتقالهم وسيلةً للانقضاض على الدولة اللبنانية وضرب سورية والمعارضة حينذاك؟'.