... وأصبح للفلسطينيين سفارة في لبنان

ارتفع العلم الفلسطيني أمس أمام السفارة الفلسطينية في منطقة الجناح. العلم لطالما كان موجوداً هناك، لكن لرفرفته هذه المرة معنى خاص؛ إذ أصبح مبنى ممثلية منظمة التحرير الفلسطينية مبنى سفارة دولة فلسطين. رمزياً، رفع أمس رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، ورئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي العلم أمام مبنى الممثلية وحوّلاها إلى سفارة. فاللاجئون، بالطبع، لن يصبحوا جالية فلسطينية في لبنان، والسفارة لن تتمكن، بالطبع، من إعطاء تأشيرات دخول إلى الأراضي الفلسطينية. وبالتالي رمزية خطوة الرئيسين تكمن فقط في إظهار دعم لبنان لما تنوي السلطة الفلسطينية القيام به الشهر المقبل في مجلس الأمن: مطالبة السلطة مجلس الأمن، الذي سيترأسه لبنان الشهر المقبل، بالاعتراف بدولة فلسطينية كاملة العضوية في الأمم المتحدة، على أمل أن يكون مشهد الجناح أمس «بروفة» للاحتفالات اللاحقة عند إعلان الدولة الفلسطينية.
حضر الجميع إلى مبنى الممثلية أمس: مسؤولو فصائل منظمة التحرير، ومسؤولو فصائل تحالف القوى. وقف مسؤول حركة حماس، علي بركة، أمام باب السفارة وبقربه مسؤول الجهاد الإسلامي، أبو عماد الرفاعي، وبينهما مسؤول الجبهة الشعبية مروان عبد العال. بالنسبة إلى هذا الثلاثي، ترفيع العلاقات الدبلوماسية بين اللبنانيين والفلسطينيين «يعزز العلاقات بين الشعبين، ما يُسهم في إقرار الحقوق المدنية وتسريع إعادة إعمار مخيم نهر البارد، ويُسهم في انطلاق حوار فلسطيني لبناني مسؤول من أجل حقوق الفلسطينيين». وبحسب بركة «على الرئيس أبو مازن توضيح بعض الأمور، ومنها مستقبل منظمة التحرير الفلسطينية والأونروا في حال قيام الدولة»، مؤكداً رفض أي ثمن مقابل اعتراف مجلس الأمن بالدولة الفلسطينية.
وبالعودة إلى الاحتفال، انتظر الجميع وصول الرئيسين ميقاتي وعباس أمام مبنى السفارة. هناك انتظر أشبال حركة فتح وصول الرجلين ورفع الأطفال العلمين اللبناني والفلسطيني عالياً، فيما قرعت فرق التشريفات طبولها. سفراء الدول العربية، رجال الدين ممثلو الطوائف، والمدير العام للأونروا سلفاتوري لومباردو كانوا هناك أيضاً. ترجل عباس وميقاتي من السيارة ولوّحا للمحتشدين، توجها نحو اللوحة الرخامية التي كتب عليها: «افتتح سيادة الرئيس محمود عباس ودولة الرئيس نجيب ميقاتي في عهد فخامة الرئيس ميشال سليمان سفارة دولة فلسطين يوم الأربعاء 17/8/2011».
أزاحا الستار عن اللوحة، ثم تعاونا على رفع العلم الفلسطيني أمام مبنى السفارة. توجّهت الأنظار كلها «إلى فوق»، نحو العلم، وما لبث أن ارتفع التصفيق على وقع النشيد الوطني الفلسطيني «فدائي».
أخذ أبو مازن كل الأضواء، حتى من ممثلي قوى 14 آذار، إلياس عطا الله ونديم عبد الصمد ونايلة معوض، الذين حاولوا استراق الكاميرات بوصولهم المتأخر. لخّص عباس سبب زيارته للبنان، وهي «من أجل التنسيق للذهاب معاً إلى الأمم المتحدة للحصول على العضوية الدائمة». اعترف عباس بأن هذه الأيام «ستكون صعبة، لكنها مجيدة». أما على الصعيد الداخلي اللبناني، فيطمئن إلى أنه ليس «مع التوطين، كذلك فإننا لا نعتقد أنّ هناك حاجة إلى السلاح؛ لأننا محميون من الدولة والجيش اللبناني».