أجمع عدد من النشطاء الفلسطينيين والأسرى المحررين وأهالي الأسرى بالدعوة لتدخل العاجل والفورى لأجل الأسرى الذين يعانون ويلات التعذيب القاسي والإجرامي من قبل إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية , وذلك بضرورة إعادة اللحمة الوطنية وإنهاء الانقسام , حيث أن الانقسام أثر بشكل بالغ على ملف الأسرى , وعقدوا العزم والتفاؤل بإنهاء الانقسام عاجلا أم آجلا .
جاء ذلك فى برنامج خاص على قناة ' عودة الفضائية ' الفلسطينية بُث اليوم الجمعة , مع مقدم البرنامج الصحفى شريف النيرب وضيوف البرنامج الأسير المحرر ماجد شاهين والصحفى نصر أبو فول الناشط فى قضايا الأسرى ووالدة الأسير رائد الحداد ' أم رائد ' .
وفى بداية البرنامج وجه مقدم البرنامج شريف النيرب سؤالا لنصر أبو فول الناشط فى قضايا الأسرى عن الدور الذي يقوم به من أجل الأسرى , وأجاب أبو فول أن الاحتلال سعى ومازال يسعى لطمس الحقيقة ومحاولة إخفاء جرائمه بحق الأسرى , متهما حكومتي الضفة وغزة بالانقسام الحاصل والذي آثر على قضية الأسرى, مطالبا الجميع بالعمل على الوحدة الوطنية وألا نكون السبب فى اختفاء أبنائنا فى الأسر ونسيانهم بسبب الانقسام الفلسطيني .
وحمل أبو فول المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى الفلسطينيين إسرائيل ومصلحة السجون , للمجتمع الدولى والمؤسسات الحقوقية والإنسانية الدولية منها الصليب الأحمر , بصمته وتماديه ووقوفه إلى جانب الجلاد الإسرائيلي وعدم سماعه لصرخات الأسير الفلسطيني .
وهاجم أبو فول المقصرين بحق الأسرى قائلا ' كفاكم خذلا لأسرانا وشعبكم , كفاكم تقاعس , تحركوا وإلا فقدتم الأسرى كافة ' , معتبرا أن قضية الأسرى أمانة في أعناق الجميع وعلى الكل الفلسطيني أن يعمل من أجل التخفيف من معاناة الأسرى الذين يعانون ويلات وعذابات السجون الإسرائيلية التي تكتظ بقوافل وكواكب الأسرى الذين يشكلون خط الدفاع الأول عن القضية الفلسطينية فهم العنوان وهم أرقام وليسوا أصفار ويجب العمل والنهوض بقضيتهم إنسانيا ، ووطنيا ، وسياسيا ، وقانونيا ، وإعلاميا ، وثقافيا وأدبيا وفي كافة المحافل العربية والدولية.
وأضاف أبو فول أن الاعتداء على الأسرى ومنع ذويهم من زيارتهم منذ ما يقارب الخمس سنوات هو انتهاك واضح لكافة الأعراف والقوانين الدولية, وذلك فى ظل الأوضاع المأساوية والمعيشية وسوء معاملة إدارة السجن لهم وعدم تلبية مطالبهم في تقديم المستلزمات الاساسيه والضرورية.
وتوجه مقدم البرنامج بالسؤال لأم رائد الحداد والدة الأسير رائد الحداد الذي يقضى حكما بالسجن 14 عاما فى سجن نفحة الصحراوي بشعورها تجاه فقدانها ابنها البكر داخل السجون , فقالت وصورة ابنها بجانبها ودموعها التى انهمرت كيف يقبل العرب والمسلمين على أنفسهم بهذا الحال الذي نحن فيه وتوقفت عن الكلام بعد هذه الكلمات الحزينة .
ثم قالت أن ما أحزنها هو معاناة الفلسطينيين جراء حالة الانقسام التي أدت إلى تراجع قضية الأسرى، مؤكدةً أن معاناة نجلها تضيع أمام أعينها بسبب حالة الانقسام، وتردي الأوضاع الفلسطينية , وكأنها تقول للعالم 'أنا لا أريد سوى حضن ابني'.
ثم تحدثت أم رائد عن معاناة الأسرى وذويهم وحرمان الاحتلال لهم من أبسط الحقوق الإنسانية في الزيارة والعلاج اللازم والتعليم والكانتينة ومن الملابس والأغذية الصالحة .
مشددة ومطالبة على ضرورة قيام الصليب الأحمر بواجباته في الضغط على إسرائيل وإلزامه بإعادة تفعيل برنامج زيارات الأسرى مؤكدة على أن الأسرى يتعرضون لهجمة عنصرية شرسة من قبل إدارة مصلحة السجون ووحدات القمع الإسرائيلية .
ودعت على أهمية قيام اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالواجبات الإنسانية التي وجدت من أجلها وحمايتها من القرارات والقوانين العنصرية الإسرائيلية الهادفة لتشديد الخناق على الأسرى وحرمانهم من زيارة ذويهم .
وأرسلت أم رائد رسالة عبر البرنامج لوالدة الأسير جلعاد شاليط بأن تشعر بما يشعرن به أمهات الأسرى اللاتي يقبع أبنائهن منذ عشرات السنوات في سجون الاحتلال وأن تطلب بالإفراج عن الأسرى الفلسطينيين كما تدعو للإفراج عن نجلها.
وتحدث الأسير المحرر ماجد شاهين بعد ذلك فى رده على سؤال كيف حالهم داخل السجون وخارج السجون اليوم , معتبرا أن معاناة الأسرى عند تحررهم لا تتنهى من سجون الاحتلال الإسرائيلي، لكنهم يبدءون مرحلة جديدة يكابدون خلالها أشكالاً جديدة من المعاناة داخل المجتمع الفلسطيني الذي انعزلوا عنه لسنوات.
واتهم شاهين صراحة ولأول مرة المؤسسات المعنية بالأسرة وخاصة الدولية بالتقصير , ومؤكدا أن قضية المحررين مهمشة وليس لها اهتمام على المستويين الداخلي والخارجي، إذ أن الأسرى يخرجون من معاناة في داخل السجون إلى معاناة أكبر خارجها، لافتاً إلى أن النسيج الاجتماعي داخل المعتقل أفضل وأقوى منه في المجتمع.
وشدد شاهين على أن هذه الشريحة في المجتمع تحتاج على دعم في كافة الميادين الاجتماعية والاقتصادية والنفسية، ومن المعيب التقصير في استحقاقات الأسرى المحررين.
معللا لا يجوز لأحد أن ينتقص أو يتنكر لجهد ونضال هؤلاء الأسرى، ويجب توفير الإمكانيات المادية اللازمة لعملية التأهيل والدمج، خصوصاً في ظل الصعوبات التي تواجههم بعد خروجهم من المعتقل .
وفى نهاية البرنامج أكد كل من أبو فول وشاهين على بذل كافة الجهود لنصرة الأسرى وتقديم الدعم المادي والمعنوي لهم بكافة السبل وعدم التقصير معهم , موجهان دعوتهم للصليب الأحمر والمؤسسات الدولية والإنسانية بالتحرك وعدم التقاعس .