القذافي: مستعد لمعركة طويلة حتى لو اشتعلت ليبيا

أعلن العقيد الليبي معمر القذافي انه مستعد لخوض «معركة طويلة» ضد الثوار وحلف شمال الأطلسي حتى لو «اشتعلت» ليبيا، ودعا أنصاره إلى الاستمرار في «المقاومة»، وذلك بعد ساعات من إعلان نجله سيف الإسلام انه يتحدث من إحدى ضواحي العاصمة الليبية طرابلس، داعيا إلى ضرب «أهداف العدو»، فيما اعتبر الساعدي أن «الثوار إخوتنا... هم يمثلون طرفا شرعيا تفاوضيا (وننتظر أن) يعترفوا بنا طرفا شرعيا تفاوضيا».
وقال القذافي، في كلمة مسجلة بثتها قناة «الرأي» أمس، «إذا أرادوا معركة طويلة فلتكن معركة طويلة. اذا اشتعلت ليبيا من يستطيع ان يحكمها؟ فلتشتعل». واضاف «لن نسلم انفسنا. هل نحن نساء لنسلم أنفسنا. سنواصل القتال».
ودعا القذافي، في كلمته التي تزامنت مع الذكرى الثانية والأربعين لثورة الفاتح من ايلول التي اوصلته الى السلطة، انصاره الى الاستمرار «بالمقاومة». وقال «حتى لو لم تسمعوا صوتي استمروا بالمقاومة»، مشيرا الى وجود «خلافات بين حلف العدوان وعملائه» في اشارة الى «الاطلسي» والثوار الليبيين. واضاف «قاتلوا، اهجموا عليهم، افتكوا بسلاحهم. هم حفنة عملاء لا مدد لهم». وتابع «سننتصر في المعركة في النهاية، المستعمر سيعود إلى بلاده والعملاء سينتهون».
واكد القذافي ان الثوار لن يتمكنوا من السيطرة على ما تبقى له من معاقل تابعة له في سرت وجنوب البلاد ووسطها. وقال «فلتكن معركة طويلة سنقاتل من مكان إلى مكان ومن مدينة إلى مدينة ومن واد إلى واد ومن جبل إلى جبل». وأضاف «من يقدر أن يخضع بني وليد او سرت او ترهونة؟، هذه قبائل مسلحة، ولا احد يستطيع ان يحكم ليبيا من دون رضاها»، موضحا «الآن أصبح هناك توازن قبلي مسلح».
وكان الساعدي قال، في اتصال مع قناة «العربية» أمس الأول، «إذا كان تسليم نفسي سيحقن الدماء سأسلم نفسي اعتبارا من هذه الليلة». وأضاف «الثوار إخوتنا. لا مشكلة لدينا إن تسلموا السلطة، لا مشكلة بتسليم المدن الليبية لإخواننا الليبيين، نريد الجلوس معهم، هم يمثلون طرفا شرعيا تفاوضيا (وننتظر ان) يعترفوا بنا طرفا شرعيا تفاوضيا».
وردا على ما قاله الساعدي، قال المسؤول العسكري للثوار في طرابلس عبد الحكيم بلحاج، لقناة «الجزيرة» الانكليزية «أجريت اتصالا هاتفيا مع الساعدي طلب خلاله الانضمام إلى الثورة والحصول على ضمانات للعودة إلى شعبه في طرابلس»، غير ان قناة «سي ان ان» الاميركية نقلت عن الساعدي قوله «لقد قتلوا (الثوار) آلاف الاشخاص ودمروا البلاد. انا افضل ان اسلم نفسي الى حكومة حقيقية، وليس لهؤلاء الناس».
وفي مقابل تصريحات الساعدي، قال سيف الإسلام، في تصريح نقلته قناة «الرأي»، «أطمئنكم نحن بخير والقيادة والقائد بخير، ومبسوطين ونشرب الشاي والقهوة وقاعدين كلنا مع أهلنا ونقاتل ونجاهد».
وأكد سيف الإسلام، ردا على المهلة التي منحها الثوار لأهالي مدينة سرت لتسليمها، إن دخول المدينة لن يكون بمثابة «نزهة». واشار الى مدينة بني وليد التي تقع على بعد 180 كلم جنوب شرق طرابلس، موضحا ان اهلها عقدوا «اجتماعا كبيرا للرد على رسائل التهديد من العصابات والجرذان باقتحام المدينة، واخذوا قرارا بالاجماع ان طز فيكم وطز في الناتو اللي وراكم. سنحارب حتى النصر». واعتبر ان «حلف الناتو هو اغبى حلف في العالم».
وتابع «اوجه رسالة الى اخواننا في طبرق والمرج والبيضة وفي بنغازي وزليتن وطرابلس وكل الأماكن نقول لهم على الجميع أن يتحرك الآن أينما تلاقي العدو اضربوه». وقال «أتكلم من ضواحي طرابلس. أمورنا جيدة، المقاومة مستمرة والنصر قريب». واعتبر سيف الاسلام ان حديث الثوار الذين دخلوا طرابلس عن «الانتصار هذه كلها حملة لتضليل الرأي العام». واكد انه تجول في منطقة باب العزيزية، التي قال المعارضون انهم سيطروا عليها قبل 10 أيام. وقال «سنقاتل حتى اخر طلقة، النصر قريب ان شاء الله. إحنا جايين قريبا الى الساحة الخضراء» وسط طرابلس.
وقال العضو في بلدية فيينا عن «حزب الحرية» اليميني المتطرف ديفيد لازار إن سيف الإسلام قال له ان ليبيا مستعدة لتوقيع معاهدة سلام مع إسرائيل عند انتهاء الاقتتال في بلاده، وانه كان على استعداد للقيام بدور الوسيط لتأمين اطلاق سراح الجندي الاسرائيلي الاسير جلعاد شاليت.
ونفت قناة «الليبية» المؤيدة لنظام القذافي على صفحتها على موقع «فيسبوك» الثلاثاء الماضي ما اعلنه الثوار بان خميس القذافي قد قتل. واعلن نائب رئيس المجلس العسكري المهدي الحاراتي ان وزير خارجية النظام عبد العاطي العبيدي اعتقل.